صفحة الروايات العامة

١ :: الرواية الاولى :: الباب :: ١ :: قَالَ : كُنَّا مَعَ الرَّضَا خليفة الله الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام بمَروَ ، فَجْتَمَعنَا فِي الجَامِع يَوْمَ الجُمعَةِ فِي بَدْءِ مَقْدَمِنَا فَأَدَارُوا أَمْرَ الإِمَامَةِ وذَكَرُوا كَثْرَةَ اخْتِلَافِ النَّاسِ فِيهَا ، فَدَخَلتُ عَلَى سَيَدِي عليه السلام فَأَعْلَمْتُهُ خَوْضَ النَّاسِ فِيهِ فَتَبَسَّمَ عليه السلام ثُمَّ قَالَ : يَا عَبْدَ العَزِيزِ : جَهِلَ القَوْمُ وخُدِعُوا عَن آرَائهِمْ ، إِنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ لَمْ يَقْبِضْ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وآله حَتى أَكملَ لَهُ الدِّينَ ، وأَنْزَلَ عَلَيْهِ القُرْآنَ فِيهِ تِبْيَانُ كُلَ شَيْءٍ ، بَيَّنَ فِيهِ الحَلَالَ والحَرَامَ ، والحُدُودَ والآحْكَامَ ، وجَمِيعَ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ النَّاسُ كَمَلًا ، فَقَالَ عَزَّ وجَلَّ : { مَّا فَرَّطنَا فيِ الكِتَبِ مِن شَىءٍ } الأنعام ٣٨ : وأَنْزَلَ فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ وهِيَ آخِرُ عُمُرِهِ صلى الله عليه وآله : { اُليَومَ اَكمَلتُ لِكُم دِينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ اُلإِسلَمَ } المائدة ٣ : وأَمرُ الإِمَامَةِ مِنْ تَمَامِ الدِّينِ ، ولَمْ يَمْضِ صلى الله وآله حتَّى بَيَّنَ لأُِمَّتِهِ مِعَالِمَ دِينِهِمْ ، وأَوْضَحَ لَهُمْ سَبِيلَهُمْ ، وتَرَكَهُمْ عَلَى قَصدِ سَبِيلِ الحَقِّ ، وأَقَامَ لَهُمْ عَلِيّاٌ عليه السلام عَلَماٌ وإِمَاماٌ ، ومَا تَرَكَ لَهُمْ شَيْئاً يَحتَاجُ إِليْهِ الأُمَّةُ إِلَّا بَيَّنَهُ ، فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ َعَزَّ وجَلَّ لَمْ يُكمِل دِينَهُ فَقَد رَدَّ كِتَابَ الله ِ، ومَنْ رَدَّ كِتَابَ الله ِفَهُوَ كَافِرٌ بِهِ . هَل يَعرِفُونَ قَدرَ الإِمَامَةَ ومَحَلَّهَا مِنَ الأُمَّةِ فَيَجُوزَ فِيهَا اخْتِيَارُهُمْ ، إِنَّ الإِمَامَةَ أَجَلُّ قَدراٌ وأَعظَمُ شأْناً وأَعلَى مَكَاناً وأَمْنَعُ جَانِباً وأَبْعَدُ غَوْراً مِنْ أَنْ يَبْلُغَهَا النَّاسُ بِعُقُولِهِمْ ، أَوْ يَنَالُوهَا بِآرَائِهِمْ ، أَوْ يُقِيمُوا إِمَاماً بِاخْتِيَارِهِمْ ، إِنَّ الإِمَامَةَ خَصَّ الله ُعَزَّ وجَلَّ بِهَا إِبْرَاهِيمَ الخَلِيلَ عليه السلام بَعدَ النُّبُوَّةِ والخُلَّةِ مَرتَبَةً ثَالِثَةً ، وفَضِيلَةً شَرَّفَهُ بِها وأَشَادَ بِهَا ذِكْرَهُ ، فَقَالَ : { إِ نّىِ جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا } البقرة ١٢٤ : فَقَالَ الخَلِيلُ عليه السلام سُرُوراً بِهَا : {ومِنْ ذرِّيَّتِي } ، قَالَ الله ُتَبَارَكَ وتَعَالَى : { لاَ يَنَالُ عَهُدِى الظَّلِمِينَ } . فَأَبْطَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ إِمَامَةَ كُلِّ ظَالِمٍ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ وصَارَتْ فِي الصَّفْوَةِ ، ثُمَّ أَكْرَمَهُ الله ُتَعَالَى بِأَنْ جَعَلَهَا فِي ذُريَّتِهِ أَهْلِ الصَّفْوَةِ والطَّهَارَةِ فَقَالَ : { وَوَهَبْنَا لَهُ إِسحَقَ وَيَعقًوبَ نَافِلَةً وَكُلاً جَعَلنَا صَلِحِيِنَ ( ٧٢ ) وَجَعَلنَهُم أَئِمةً يَهدُونَ بِأَمرِناَ وَأَوحَينَآ إِلَيهِم فِعلَ الخَيرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَوةِ وإِيتَآءَ الزَّكَوةِ وَكَانُوا لَنَا عَبدينَ ( ٧٣ ) الأنبياء ٧٢ - ٧٣ . فَلَمْ تَزَل فِي ذُريَّتِهِ يَرِثُهَا بَعضٌ عَنْ بَعضٍ قَرناً فَقَرناً حَتَّى وَرَّثَهَا الله ُتَعَالَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله ، فَقَالَ جَلَّ وتَعَالَى : { إِنَّ أَولَى النَّاسِ بِإِبَرهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِِىُّ وَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَاللَّهُ وَلىَُ الْمُؤمِنِينَ } آل عمران ٦٨ : فَكَانَتْ لَهُ خَاصَّةً فَقَلَّدَهَا صلى الله عليه وآله وسلم عَلِيّاً عليه السلام بِأَمرِ الله ِتَعَالَى عَلَى رَسْمِ مَا فَرَضَ الله ُ، فَصَرَتْ فِي ذُرِّيَّتِهِ الأَصفِيَاءِ الَّذِينَ آتاهُمُ الله ُالعِلمَ والإِيمَانَ ، بِقَوْلِهِ تَعَالَى : { وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ العِلمَ وَالإِيمَنَ لَقَد لَبِثتُم فىِ كِتَبِ الله َإِلَى يَومٍ البَعثِ } الروم ٥٦ : فَهِيَ فِي وُلدِ عَلِيٍّ عليه السلام خَاصَّةً إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ ؛ إذْ لَا نَبِيَّ بَعدَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم فَمِنْ أَيْنَ تَخْتَارُ هَؤُلَاءِ الجُهَّالُ . إنَّ الإمَامَةَ هِيَ مَنْزِلَةُ الأَنْبِيَاءِ ، وإِرْثُ الأوْصِيَاءِ ، إِنَّ الإمَامَةَ خِلَافَةُ الله ِوخِلَافَةُ الرَّسُولِ صلى الله عليه وآله ومَقَامُ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ ومِيرَاثُ الحَسَنِ والحُسَيْنِ عليهم السلام . إِنَّ الإِمَامَةَ زِمَامُ الدِّينِ ، ونِظَامُ المُسْلِمِينَ ، وصَلَاحُ الدُّنْيَا وعِزُّ المُؤْمِنِينَ ، إِنَّ الإِمَامَةَ أُسُّ الإِسْلَامِ النَّامِي ، وفَرعُهُ السَّامِي ، بِالإِمَامِ تَمَامُ الصَّلَاةِ والزَّكَاةِ والصِّيَامِ والحَجِّ والجِهَادِ ، وتَوْفِيرُ الفَيْءِ الصَّدَقَاتِ ، وإِمْضَاءُ الحُدُودِ والأَحكَامِ ، ومَنْعُ الثُّغٌورِ والأَطرَافِ . الإمَامُ يُحِلُّ حَلَالَ الله ِ، ويُحَرِّمُ حَرَامَ الله ِ، ويُقِيمُ حُدُودَ الله ِ، ويَذُبُّ عَنْ دِينِ الله ِ، ويَدعُو إِلَى سَبِيلِ رَبِّهِ بِالحِكْمَةِ، والمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ ، والحُجَّةِ البَالِغَةِ، الإِمَامُ كَالشَّمْسِ الطَّالِعَةِ المُجَلِّلَةِ بِنُورِهَا لِلعَالَم ، وهِيَ فِي الأُفُقِ بِحَيْثُ لَا تَنَالُهَا الأَيْدِي والأَبْصَارُ . الإِمَامُ البَدْرُ المُنِيرُ ، والسِّرَاجُ الزَّاهِرُ ، والنُّورُ السَّاطِعُ ، والنَّجْمُ الهَادِي فِي غَيَاهِبِ الدُّجَى وأَجْوَازِ البُلدَانِ والقِفَار ، ولُجَجِ البِحَارِ ، الإِمَامُ المَاءُ العَذْبُ عَلَى الظَّمَإ ، والدَّالُّ عَلَى الهُدَى ، والمُنْجِي مِنَ الرَّدَى الإِمَامُ النَّارُ عَلَى اليَفَاعِ ، الحَارُّ لِمَنِ اصطَلَى بِهِ ، والدَّلِيلُ فِي المَهَالِكِ ، مَنْ فَارَقَهُ فَهَالِكٌ ، الإِمَامُ السّحَابُ المَاطِرُ ، والغَيْثُ الهَاطِلُ والشَّمْسُ المُضِيئَةُ ، والسَّمَاءُ الظَّلِيلَةُ ، والأَرضُ البَسِيطَةُ ، والعَيْنُ الغَزِيرَةُ ، والغَدِيرُ والرَّوْضَةُ . الإِمَامُ الأَنِيسُ الرَّفِيقُ، والوَالِدُ الشَّفِيقُ ، والأَخُ الشَّقِيقُ ، والأُمُّ البَرَّةُ بِالوَلَدِ الصَّغِيرِ ، ومَفْزَعُ العِبَادِ فِي الدَّاهِيَةِ النَّآدِ ، الإِمَامُ أَمِينُ الله ِفِي خَلقِهِ ، وحُجَّتُهُ عَلَى عِبَادِهِ وخَلِيفَتُهُ فِي بِلَادِهِ ، والدَّاعِي إِلَى الله ِ، والذَّابُّ عَنْ حُرَمِ الله ِ. الإمَامُ المُطَهَّرُ مِنَ الذُّنُوبِ والمُبَرَّأُ عَنِ العُيُوبِ ، المَخْصُوصُ بِالعِلمِ ، المَوْسُومُ بِالحِلمِ ، نِظَامُ الدِّينِ ، وعِزُّ المُسْلِمِينَ وغَيْظُ المُنَافِقِينَ ، وبَوَارُ الكَافِرِينَ . الإِمَامُ وَاحِدُ دَهْرِهِ ، لَا يُدَانِيهِ أَحَدٌ ، ولَا يُعَادِلُهُ عَالِمٌ ، ولَا يُوجَدُ مِنْهُ بَدَلٌ ولَا لَهُ مِثْلٌ ولَا نَظِيرٌ ، مَخْصُوصُ بِالفَضْلِ كُلِّهِ مِنْ غَيْرِ طَلَبٍ مِنْهُ لَهُ ولَا اكْتِسَابٍ ، بَلِ اخْتِصَاصٌ مِنَ المُفْضِلِ الوَهَّابِ . فَمَنْ ذَا الَّذِي يَبْلُغُ مَعرِفَةَ الإِمَام ، أَوْ يُمْكِنُهُ اخْتِيَارُهُ ، هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ، ضَلَّتِ العُقُولُ ، وتَاهَتِ الحُلُومُ ، وحَارَتِ الأَلبَابُ ، وخَسَأَتِ العُيُونُ وتَصَاغَرَتِ العُظَمَاءُ ، وتَحَيَّرَتِ الحُكَمَاءُ ، وتَقَاصَرَتِ الحُلَمَاءُ ، وحَصِرَتِ الخُطَبَاءُ ، وجَهِلَتِ الأَلِبَّاءُ ، وكَلَّتِ الشُّعَرَاءُ ، وعَجَزَتِ الأُدَبَاءُ ، وعَيِيَتِ البُلَغَاءُ ، عَنْ وَصفِ شَأْنٍ مِنْ شَأْنِهِ ، أَوْ فَضِيلَةٍ مِنْ فَضَائِلِهِ ، وأَقَرَّت بِالعَجْزِ والتَّقْصِيرِ ، وكَيْفَ يُوصَفُ بِكُلِّهِ ، أوْ يُنْعَتُ بِكُنْهِهِ ، أَوْ يُفْهَمُ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِهِ ، أَوْ يُوجَدُ مَنْ يَقُومُ مَقَامَهُ ويُغْنِي غِنَاهُ لَا كَيْفَ وأنَّى ؟ وهُوَ بِحَيْثُ النَّجْمِ مِنْ يَدِ المُتَنَاوِلِينَ ، ووَصفِ الوَاصِفِينَ ، فَأَيْنَ الاِ خْتِيَارُ مِنْ هَذَا ؟ وأَيْنَ العُقُولُ عَنْ هَذَا ؟ وأَيْنَ يُوجَدُ مِثْلُ هَذَا ؟ ! . أَتَظُنُّونَ أَنَّ ذَلِكَ يُوجَدُ فِي غَيْرِ آلِ الرَّسُولِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله ، كَذَبَتهُمْ والله ِأَنْفُسُهُمْ ، ومَنَّتْهُمُ الأَبَاطِيلَ فَارتَقَوْا مُرتَقاً صَعباً دَحضاً ، تَزِلُّ عَنْهُ إِلَى الحَضِيضِ أَقْدَامُهُمْ ، رَامُوا إِقَامَةً الإِمَامِ بِعُقُولِ حَائِرَةٍ بَائِرَةٍ نَاقِصَةٍ ، وآرَاءٍ مُضِلَّةٍ ، فَلَمْ يَزْدَادُوا مِنهُ إِلَّا بُعداً ، { قَتَلَهُمُ الله ُأَنَّى يُؤفَكُونَ } التوبة ٣٠ ، ولَقَد رَامُوا صَعباً ، وقَالُوا إِفْكاً ، وضَلُّوا ضَلَا لَا بَعِيداً ، ووَقَعُوا فِي الحَيْرَةِ ، إِذْ تَرَكُوا الإمَامَ عَنْ بَصِيرَةٍ ، وزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ . رَغِبُوا عَنِ اخْتِيَارِ الله ِواخْتِيَارِ رَسُولِ الله ِوأَهْلِ بَيْتِهِ إِلَى اخْتِيَارِهِمْ والقُرآنُ يُنَادِيهِمْ : { وَرَبُّكَ يَخلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَختَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ سُبحَانَ الله ِوَتَعَلَى عَمَّا يُشرِكُونً } القصص ٦٨ . وقَالَ عَزَّ وجَلَّ : { وَمَا كَانَ لِمُؤمِنٍ وَلَا مُؤمِنَةٍ إِذَا قَضَى اَللهُ وَرَسُولُهُ أَمرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِن أَمرِهِم } الأحزاب ٣٦ الآيَةَ . وقَالَ : { مَا لَكُم كَيفَ تَحكُمُونَ ( ٣٦ ) أَم لَكُم كِتَابٌ فِيهِ تَدرُسُونَ ( ٣٧ ) إِنَّ لَكُم فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ ( ٣٨ ) أَم لَكُم أَيمَانٌ عَلَينَا بَلِغَةٌ إلَى يَومِ القِيَامَةِ إِنَّ لَكُم لَمَا تَحكُمُونَ ( ٣٩ ) سَلهُم أَيُّهُم بِذَلِكَ زَعِيمٌ ( ٤٠ ) أَم لَهُم شُرَكَآءُ فَليَأتُواْ بِشُرَكَآئِهِم إِن كَانُواْ صَادِقِيِنَ ( ٤١ ) } القلم ٣٦ - ٤١ ، وقَالَ عَزَّ وجَلَّ : { أَفَلَاَ يَتَدَبَّرُونَ اُلقُرءَانَ أم عَلَى قُلُوبٍ أَقفًالُهَآ ( ٢٤ ) } محمد ٢٤ ، أَمْ { وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِم فَهُم لَا يَفقَهُونَ } التوبة ٨٧ ، أَمْ { قَالُواْ سَمِعنَا وَهُم لَا يَسمَعُونَ ( ٢١ ) إِنَّ شَرَّ الدَّوَآبِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ اُلبُكمُ الَّذِينَ لَا يَعقِلُونَ ( ٢٢ ) وَلَو عَلِمَ اللَّهُ فِيهِم خَيرًا لَّأَسمَعَهُم وَلَو أَسمَعَهُم لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعرِضُونَ ( ٢٣ ) } الأنفال ٢١ - ٢٣ ، أَمْ { قَالُواْ سَمِعنَا وَعَصَينَا } البقرة ٩٣ ، بَل هُوَ { فَضلُ اللَّهِ يُؤتِيهِ مَن يَشَآءُ وَاللَّهُ ذُو الفَضلِ العَظِيمِ } الحديد ٢١ ، فَكَيْفَ لَهُمْ بِاخْتِيَارِ الإِمَامِ ؟ ! والإِمَامُ عَالِمٌ لَا يَجْهَلُ ، ورَاعٍ لَا يَنْكُلُ ، مَعدِنُ القُدسِ والطَّهَارَةِ ، والنُّسُكِ والزَّهَادَةِ ، والعِلمِ والعِبَادَةِ ، مَخْصُوصٌ بِدَعوَةِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وآله ونَسْلِ المُطَهَّرَةِ البَتُولِ ، لَا مَغْمَزَ فِيهِ فِي نَسبِ ، ولَا يُدَانِيهِ ذُو حَسَبٍ ، فِي البَيْتِ مِنْ قُرَيْشِ والذِّروَةِ مِنْ هَاشِمٍ ، والعِترَةِ مِنَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وآله والرِّضَا مِنَ الله عَزَّ وجَلَّ ، شَرَفُ الأَشْرافِ ، والفَرعُ مِنْ عَبْدِ مَنَافٍ ، نَامِي الِعلمِ ، كَامِلُ الحِلم ، مُضطَلِعٌ بِالإِمَامَةِ ، عَالِمٌ بالسِّيَاسَةِ ، مَفْرُوضُ الطَّاعَةِ ، قَائِمٌ بِأَمْرِ الله عَزَّ وجَلَّ ، نَاصِحٌ لِعِبَادِ الله ، حَافِظٌ لِدِينِ الله . إِنَّ الأَنْبِيَاءَ والأَئِمَّةَ صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِم يُوَفَّقُهُمُ الله ُويُؤْتِيهِمْ مِنْ مَخْزُونِ عِلمِهِ وحِكَمِهِ مَا لَا يُؤْتِيهِ غَيْرَهُمْ ، فَيَكُونُ عِلمُهُمْ فَوْقَ عِلمِ أَهْلِ الزَّمَانِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : { أَفَمَن يَهدِى إِلَى الحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِى إِلَّا أَن يُهدَى فَمَا لَكُم كَيفَ تَحكُمُونَ } يونس ٣٥ ، وقَوْلِهِ تَبَارَكَ وتَعَالَى : { وَمَن يُؤتَ الحِكمَةَ فَقَد أُوتِىَ خَيرًا كَثِيرًا } البقرة ٢٦٩ ، وقَوْلِهِ فِي طَالُوتَ : { إِنَّ اللَّهَ اصطَفَهُ عَلَيكُم وَزَادَهُ بَسطَةً فيِ العِلمِ وَالجِسمِ وَاللَّهُ يُؤتيِ مُلكَهُ مَن يَشَآءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } البقرة ٢٤٧ ، وقَالَ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وآله : { وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيكَ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَم تَكُن تَعلَمُ وَكَانَ فَضلُ اللَّهِ عَلَيكَ عَظِيمًا } النساء ١١٣ ، وقَالَ فِي الأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّهِ وعِترَتِهِ وذُرِّيَّتِهِ صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِم : { أَم يَحسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَآ ءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضّلِهِ فَقَد ءَاتَينَآ ءَالَ إِبرَاهِيَم الكِتاَبَ وَالحِكمَةَ وَءَاتَينَاهُم مُّلكًا عَظِيمًا ( ٥٤ ) فَمِنهُم مَّن ءَامَنَ بِهِ وَمِنهُم مَّن صَدَّ عَنهُ وَكَفَى بجَهَنَّمَ سَعِيرًا ( ٥٥ ) النساء ٥٤ - ٥٥ } . وإِنَّ العَبْدَ إذَا اخْتَارَهُ الله عَزَّ وجَلَّ لِأمورِ عِبَادِه ، شَرَح صَدرَهُ لِذَلِكَ ، وأَوْدَعَ قَلبَهُ يَنَابِيعَ الحِكْمَةِ ، وأَلهَمَهُ العِلمَ إِلهَاماَ ، فَلَمْ يَعيَ بَعدَهُ بِجَوَابٍ ، ولَا يُحَيَّرُ فِيهِ عَنِ الصَّوَابِ ، فَهُوَ مَعصُومٌ مُؤَيَّدٌ ، مُوَفَّقٌ مُسَدَّدٌ ، قَد أَمِنَ مِنَ الخَطَايَا والزَّلَل والعِثَارِ ، يَخُصُّهُ الله بِذَلِكَ لِيَكُونَ حُجَّتَهُ عَلَى عِبَادِهِ ، وشَاهِدَهُ عَلَى خَلقِهِ ، { ذَلِكَ فَضلُ اللَّهِ يُؤتِيهِ مَن يَشَآءُ وَاللَّهُ ذُو الفَضلِ العَظِيمِ } الحديد ٢١ . فَهَل يَقْدِرُونَ عَلَى مِثْلِ هَذَا فَيَخْتَارُونَهُ أَوْ يَكُونُ مُخْتَارُهُمْ بِهَذِهِ الصِّفَةِ فَيُقَدِّمُونَهُ ، تَعَدَّوْا - وبَيْتِ الله - الحَقَّ ونَبَذُوا كِتَابَ الله وَرَادَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعلَمُونَ ، وفِي كِتَابِ الله الهُدَى والشِّفَاءُ ، فَنَبَذُوهُ واتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُم ، فَذَمَّهُمُ الله ومَقَّتَهُمْ وأَتعَسَهُمْ فَقَالَ جَلَّ وتَعَالَى : { وَمَن أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَىهُ بِغَيرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهدِى القَومَ الظَّالِمِينَ } القصص ٥٠ ، وقَالَ : { فَتَعسًا لَّهُم وَأَضَلَّ أَعمَالَهُم } محمد ٨ ، وقَالَ : { كَبُرَ مَقتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ ءَامَنُوا كَذَلِكَ يَطبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِ قَلبِ مُتَكَبِرٍ جَبَّارٍ } غافر ٣٥ ، وصَلَّى الله عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ وآلِهِ وسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً . ( اصول الكافي ـ كتاب الحُجة ـ باب ٧٢ ـ صفحة ١١٤ ) .

٢ :: الرواية الثانية :: ١ :: عَنْ أَبِي عَبْدِالله الصادق خليفة الله الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام فِي خُطبَةٍ لَهُ يَذْكُرُ فِيهَا حَالَ الأَئِمَّةِ عليهم السلام وصِفَاتِهِمْ : إِنَّ الله عَزَّ وجَلَّ أَوْضَحَ بِأَئِمَّةِ الهُدَى مِن أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّنَا عَنْ دِينِهِ ، وأَبْلَجَ بِهِمْ عَنْ سَبِيلِ مِنْهَاجِهِ ، وفَتَحَ بِهِمْ عَنْ بَاطِنِ يَنَابِيعِ عِلمِهِ ، فَمَنْ عَرَفَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وَاجِبَ حَقِّ إِمَامِهِ ، وَجَدَ طَعمَ حَلاَوةِ إِيمَانِهِ ، وعَلِمَ فَضْلَ طُلَاوَةِ إِسْلَامِهِ ، لِأَن الله تَبَارَكَ وتَعَالَى نَصَبَ الإِمَامَ عَلَماً لِخَلقِهِ ، وجَعَلَهُ حُجَّةً عَلَى أَهْلِ مَوَادِّه وعَالَمِهِ ، وأَلبَسَهُ الله تَاجَ الوَقَارِ ، وغَشَّاهُ مِنْ نُورِ الجَبَّارِ ، يَمُدُّ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ، لَا يَنْقَطِعُ عَنْهُ مَوَادُّهُ ، ولاَ يُنَالُ مَا عِندَ الله إِلَّا بِجِهَةِ أَسْبَابِهِ ، ولاَ يَقْبَلُ الله أَعمَالَ العِبَادِ إِلاَّ بمَعرِفَتِهِ ، فَهُوَ عَالِمٌ بِما يَردُ عَلَيْهِ مِنْ مُلتَبِسَاتِ الدُّجى ، ومُعَمِّيَاتِ السُّنَنِ ، ومُشَبِّهَاتِ الفِتَنِ ، فَلَمْ يَزَلِ الله تَبَارَكَ وتَعَالَى يَخْتَارُهُمْ ، لِخَلقِهِ مِنْ وُلدِ الحُسَيْنِ عليه السلام مِنْ عَقِبِهِ إِمَامٍ ، يَصطَفِيهِمْ لِذَلِكَ ويَجتَبِيهِمْ ، ويَرضَى بِهِمْ لِخَلقِهِ ويَرتَضِيهِمْ ، كُلَّ مَا مَضَى مِنْهُمْ إِمَامٌ نَصَبَ لِخَلقِهِ مِنْ عَقِبِهِ إِمَاماً ، عَلَماً بَيِّناً ، وهَادِياً نَيِّراً ، وإِمَاماً قَيِّماً ، وحُجَّةً عَالِماً ، أَئِمَّةً مِنَ الله ، يَهْدُونَ بِالحَقِّ وبِهِ يَعدِلُونَ ، حُجَجُ الله ودُعَاتُهُ ورُعَاتُهُ عَلَى خَلقِهِ ، يَدِينُ بِهَديِهِمُ العِبَادُ وتَسْتَهِلُّ بِنُورِهِمُ البِلاَدُ ، ويَنْمُو بِبَرَكَتِهِمُ التِّلاَدُ ، جَعَلَهُمُ الله حَيَاةًَ لِلَأنَامِ ، ومَصَابِيحَ لِلظَّلاَمِ ، ومَفَاتِيحَ لِلكَلاَمِ ، ودَعَائَِم لِلإِسْلاَمِ، جَرَت بِذَلِكَ فِيهِمْ مَقَادِيرُ الله عَلَى مَحتُومِهَا . فَالإِمَامُ هُوَ المُنتَجَبُ المُرتَضَى ، والهَادِي المُنتَجَى ، والقائِمُ المُرتَجَى ، اصطَفَاهُ الله بِذَلِكَ واصطَنَعَهُ عَلَى عَينِهِ فِي الذَّرِّ حِينَ ذَرَأَهُ ، وفِي البَرِيَّةِ حِينَ بَرَأَهُ ، ضِلاَّ قَبْلَ خَلقِ نَسَمَةٍ عَنْ يَمِينِ عَرشِهِ ، مَحبُوّاً بِالحِكْمَةِ فِي عِلمِ الغَيْبِ عِنْدَهُ ، اخْتَارَهَُ بِعِلمِهِ ، وانْتَجَبَهُ لِطُهْرِهِ ، بَقِيَّةً مِنْ آدَمَ عليه السلام وخِيَرَةً مِنْ ذُرِّيَّةِ نُوحٍ ومُصطَفًى مِنْ آلِ إِبْرَاهِيمَ ، وسُلاَلَةً مِنْ إِسمَاعِيلَ ، وصَفْوَةً مِنْ عِترَةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله لَمْ يَزَل مَرعِيّاً بِعَيْنِ الله ، يَحفَظُهُ ويَكْلَؤُهُ بِسِتْرِهِ ، مَطرُوداً عَنْهُ حَبَائِلُ إِبْلِيسَ وجُنُودِهِ ، مَدفُوعاً عَنْهُ وُقُوبُ الغَوَاسِقِ ونُفُوثُ كُلِّ فَاسِقٍ ، مَصرُوفاً عَنهُ قَوَارِفُ السُّوءِ ، مُبْرَأَ مِنَ العَاهَاتِ ، مَحجُوباً عَنِ الآفَاتِ ، مَعصُوماً مِنَ الزَّلاَّتِ ، مَصُوناً عَنِ الفَوَاحِشِ كُلِّهَا ، مَعرُوفاً بِالحِلمِ والبِرِّ فِي يَفَاعِهِ ، مَنْسُوباً إِلَى العَفَافِ والعِلمِ والفَضْلِ عِنْدَ انْتِهَائِهِ ، مُسْنَداً إِلَيْهِ أَمرُ وَالِدِهِ ، صَامِتاً عَنِ المَنْطِقِ فِي حَيَاتِهِ . فَإذَا انْقَضَت مُدَّةُ وَالِدِهِ ، إِلَى أَنِ انْتَهَت بِهِ مَقَادِيرُ الله إِلَى مَشِيئَتِهِ ، وجَاءَتِ الإِرَادَةُ مِنَ الله فِيهِ إِلَى مَحَبَّبتِهِ ، وبَلَغَ مُنْتَهَى مُدَّةِ وَالِدِهِ عليه السلام فَمَضى وصَارَ أَمرُ الله إِلَيْهِ مِنْ بَعدِهِ وقَلَّدَهُ دِينَهُ ، وَجَعَلَهُ الحُجَّةَ عَلَى عِبَادِهِ ، وقَيِّمَهُ فِي بِلاَدِهِ ، وأَيَّدَهُ بِرُوحِهِ ، وآتاهُ عِلمَهُ ، وأَنْبَأَهُ فَصلَ بَيَانِهِ ، واستَوْدَعَهُ سِرَّهُ ، وانتَدَبهُ لِعَظِيمِ أَمرِهِ ، وأَنبَأَهُ فَضْلَ بَيَانِ عِلمِهِ ، ونَصَبهُ عَلَماً لِخَلَقِهِ ، وجَعَلَهُ حُجَّةً عَلَى أَهلِ عَالَمِهِ ، وضِيَاءً لأِهلِ دِينِهِ ، والقَيِّمَ عَلَى عِبَادِهِ ، رَضِيَ الله بِهِ إمَاماً لَهُمُ ، استَوْدَعَهُ سِرَّهُ ، واستَحفَظهُ عِلمَهُ ، واستَخبَأهُ حِكْمَتَهُ واستَرعَاهُ لِدِينِهِ وانتَدَبَهُ لِعَظِيمِ أمرِهِ وأحيَا بِهِ مَنَاهِجَ سَبِيلِهِ ، وفَرَائِضهُ وحُدُودَهُ ، فَقَامَ بِالعَدلِ عِنْدَ تَحَيُّرِ أَهْلِ الجَهْلِ ، وتَحيِيرِ أَهْلِ الجَدَلِ ، بِالنُّور السَّاطِعِ ، والشفِّاءِ النَّافِعِ ، بِالحَقِّ الَأبلَجِ ، والبَيَانِ اللاَّئِحِ مِنْ كُلِّ مَخْرَجٍ ، عَلَى طَرِيقِ اَلمَنْهَجِ ، الَّذِي مَضَى عَلَيهِ الصَّادِقُونَ مِنْ آبَائِهِ عليه السلام فَلَيْسَ يَجْهَلُ حَقَّ هَذَا العَالِم إِلاَّ شَقِيٌّ ، ولاَ يَجْحَدُهُ إِ لاَّ غَوِيٌّ ، ولاَ يَصُدُّ عَنْهُ إِلاَّ جَرِيٌّ عَلَى الله جَلَّ وعَلاَ . ( اصول الكافي - كتاب الحجة )

٥ :: الرواية الخامسة :: ٢٣ :: قَالَ : سَأَلتُ أَبَا جَعفَر الباقر خليفة الله الامام محمد بن عـلـي الباقر عليه السلام أَكَانَ عِيسَى ابْنُ مَريَمَ عليه السلام حِينَ تَكَلَّمَ فِي المَهدِ جُحَّةَ الله عَلَى أَهلِ زَمَانِهِ ؟ فَقَالَ : كَانَ يَوْمَئِذٍ نَبِيّاً جُحَّةَ الله غَيْرَ مُرسَلٍ ، أَمَا تَسْمَع ُ لِقَوْلِهِ حِينَ : قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّـهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا ( ٣٠ ) وَ جَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَ أَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا ( ٣١ ) ( مريم ) . قُلتُ فَكَانَ يَوْمَئِذٍ حُجَّةً لله عَلَى زَكَرِيَّا فِي تَلكَ الحَالِ وهُو فِي المهْدِ ؟ فَقَالَ : كَانَ عِيسَى فِي تِلكَ الحَالِ آيَةً لِلنَّاسِ ورَحمَةً مِنَ الله لِمَريَمَ حِينَ تَكَلَّمَ فَعَبَّرَ عَنْهَا ، وكَانَ نَبِيّاً حُجَّةً عَلَى مَنْ سَمعَ كَلاَمَهُ فِي تِلكَ الحَالِ ، ثُمَّ صَمَتَ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ حَتَّى مَضَتْ لَهُ سَنَتَانِ ، وكَانَ زَكَرِيَّا الحُجَّةَ لله عَزَّ وجَلَّ عَلَى النَّاسِ بَعدَ صَمْتِ عِيسَى بِسَنَتَيْنَ ، ثُمَّ مَاتَ زَكَرِيَّا فَوَرِثَهُ ابْنُهُ يَحيَى الكِتَابَ والحِكْمَةَ وهُوَ صَبِيِّ صَغِيرٌ ، أَمَا تَسْمَعُ لِقَوْلِهِ عََزَّ وجَلَّ : يا يَحْيى‏ خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ( ١٢ ) ( مريم ) فَلَمَّا بَلَغَ عِيسَى عليه السلام سَبْعَ سِنِينَ تَكَلَّمَ بِالنُّبُوَّةِ والرِّسَالَةِ حِينَ أَوْحَى الله تَعَالَى إِلَيْهِ ، فَكَانَ عِيسَى الحُجَّةَ عَلَى يَحيَى وعَلَى النَّاس أَجمَعِينَ ، ولَيْسَ تَبْقَى الأرضُ يَا أَبَا خَالِدٍ يَوْماً وَاحِداً بِغَيْرِ حُجَّةٍ لله عَلَى النَّاسِ مُنْذُ يَوْمَ خَلَقَ الله آدَمَ عليه السلام وأَسْكَنَهُ الأَرضَ ، فَقُلتُ : جُعِلتُ فِدَاكَ أكَانَ عَلِيٌّ عليه السلام حُجَّةً مِنَ الله ورَسُولِهِ عَلَى هَذِهِ الُأمَّةِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله ؟ فَقَالَ : نَعَمْ يَوْمَ أَقَامَهُ لِلنَّاسِ ونَصَبَهُ عَلَماً ودَعَاهُمْ إِلَى وَلاَيَتِهِ وأَمَرَهُمْ بِطَاعَتِهِ ، قُلتُ : وكَانَت طَاعَةُ عَلِيٍّ عليه السلام وَاجِبَةً عَلَى النَّاس فِي حَيَاةٍ رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله وبَعدَ وَفَاتِهِ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، ولَكِنَّهُ صَمَتَ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله ، وكَانَتِ الطَّاعَةُ لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وآله عَلَى أُمَّتِهِ وعَلَى عَلِيٍّ عليه السلام فِي حَيَاةِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله ، وَكَانَتِ الطَّاعَةُ مِنَ الله ومِنْ رَسُولِهِ عَلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ لِعَلِيٍّ عليه السلام بَعدَ وَفَاةِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم وكَانَ عَلِيٌّ عليه السلام حَكِيماً عَالِماً . ( اصول الكافي - كتاب الحجة )

١٢ :: الرواية الثانية عشرة :: ٢٤ :: وعَنْ أَبِي جعَفَرٍ الباقر خليفة الله الامام محمد بن عـلـي الباقر عليه السلام قَالَ : لَقَد خَلَقَ الله جَلَّ ذِكْرُهُ لَيْلَةَ القَدرِ أَوَّلَ مَا خَلَقَ الدُّنْيَا ولَقَد خَلَقَ فِيهَا أَوَّلَ نَبِيِّ يَكُونُ ، وأَوَّلَ وَصِيِّ يَكُوُن ، ولَقَد قَضَي أَنْ يَكُونَ فِي كُلَّ سَنةٍ لَيلَةٌ يَهْبِطُ فِيهَا بِتَفْسِيرِ الُأمُورِ إِلَى مِثْلِهَا مِنَ السَّنَةِ المُقْبِلَةِ ، مَنْ جَحَدَ ذَلِكَ فَقَد رَدَّ عَلَى الله عَزَّ وَجَلَّ عِلمَهُ ، لَأِنَّهُ لاَ يَقُومُ الَأنْبِيَاءُ والرُّسُلُ والمُحَدَّثُونَ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ عَلَيْهِمْ حُجَّةٌ بِمَا يَأْتِيهِمْ بِهَا جَبْرَائِيلُ عليه السلام ، قُلتُ والمُحَدَّثُونَ أَيْضاً يَأْتِيهِمْ جَبْرَائِيلُ أَوْ غَيْرُهُ مِنَ المَلاَئِكَةِ عليهم السلام ؟ قَالَ : أَمَّا الَأنْبِيَاءُ والرُّسُلُ صَلِّى الله عَلَيْهِمْ فَلاَ شَكَّ ، ولاَ بُدَّ لِمَنْ سِوَاهُمْ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ خُلِقَت فِيهِ الَأرضِ إِلَى آخِرِ فَنَاءِ الدُّنْيَا أَنْ تَكُونَ عَلَى أَهْلِ الَأرضِ حُجَّةٌ يَنْزِلُ ذَلِكَ فِي تِلكَ اللَّيْلَةِ إِلَى مَنْ أَحَبَّ مِنْ عِبَادِهِ .
وايْمُ الله ، لَقَد نَزَلَ الُّروحُ والمَلاَئِكَةُ بِالَأمرِ فِي لَيْلَةِ القَدرِ عَلَى آدَمَ ، وايْمُ الله مَا مَاتَ آدَمُ إِلاَ ولَه وَصِيٌّ ، وكُلُّ مَنْ بَعدَ آدَمَ مِنَ الَأنْبِيَاءِ قَد أَتَاهُ الَأمرُ فِيهَا ، ووَضَعَ لِوَصِيِّهِ مِنْ بَعدِهِ ، وايْمُ الله إِنْ كَانَ النَّبِيُّ لَُيؤْمَرُ فِيمَا يَأْتِيهِ مِنَ الَأمرِ فِي تِلكَ اللَّيْلَةِ مِنْ آدَمَ إِلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم أَن أَوْصِ إِلَى فُلاَنٍ ، ولَقَد قَالَ الله عَزَّ وجَلَّ فِي كِتَابِهِ لِوُلاَةِ الَأمرِ مِنْ بَعدِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم خَاصَّةٌ : { وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ } إِلَى قَوْلِهِ { فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ }
( النور ٥٥ ) يَقُولُ : أَسْتَخْلِفُكُمْ لِعِلمِي ودِينِي وعِبَادَتِي بَعدَ نَبِيِّكُمْ كَمَا اسْتَخْلَفَ وُصَاةَ آدَمَ مِنْ بَعدِهِ حَتَّى يَبْعَثَ النَّبِيَّ الَّذِي يَلِيهِ { يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً } يَقُولُ : يَعبُدُونَنِي بِإِيمَانٍ لاَ نَبِيَّ بَعدَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم فَمَنْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ { فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ } فَقَد مَكَّنَ وُلاَةَ الَأمرِ بَعدَ مُحَمَّدٍ بِالعِلمِ ونَحنُ هُمْ ، فَاسْأَلُونَا فَإِنْ صَدَقْنَاكُمْ فَأَقِرُّوا ومَا أَنْتُمْ بِفَاعِلِينَ ، أَمَّا عِلمُنَا فَظَاهِرٌ ، وأَمَّا إِبَّانُ أَجَلِنَا الَّذِي يَظْهَرُ فِيهِ الدِّينُ مِنَّا حَتَّى لاَ يَكُونَ بَيْنَ النَّاسِ اخْتِلاَفٌ ، فَإِنَّ لَهُ أَجَلاً مِنْ مَمَرِّ اللَّيَالِي والَأيَّامِ ، إِذَا أَتَى ظَهَرَ وكَانَ الَأمرُ وَاحِداً .
وايْمُ الله لَقَد قُضِىَ الَأمرُ أَنْ لاَ يَكُونَ بَيْنَ المُؤْمِنِينَ اخْتِلاَفٌ ، ولِذَلِكَ جَعَلَهُمْ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ لِيَشْهَدَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه واله وسلم عَلَيْنَا ، ولِنَشْهَدَ عَلَى شِيعَتِنَا ، ولِتَشْهَدَ شِيعَتُنَا عَلَى النَّاسِ ، أَبَى الله عَزَّ وجَلَّ أَنْ يَكُونَ فِي حُكْمِهِ اخْتِلاَفٌ ، أَوْ بَيْنَ أَهلِ عِلمِهِ تَنَاقُضٌ .
ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ الباقر عليه السلام فَضْلُ إِيمَانِ المُؤْمِنِ بِجُمْلَةِ {‏ إِنَّا أَنْزَلْناهُ } ( القدر : ١ ) وبِتَفْسِيرِهَا عَلَى مَنْ لَيْسَ مِثْلَهُ فِي الإِيمَانِ بِهَا ، كَفَضْلِ الإِنْسَانِ عَلَى البَهَائِمِ ، وإِنَّ الله عَزَّ وجَلَّ لَيَدفَعُ بِالمُؤْمِنِينَ بِهَا عَنِ الجَاحِدِينَ لَهَا فِي الدُّنْيَا ـ لِكَمَالِ عَذابِ الآخِرَةِ لِمَنْ عَلِمَ أَنَّةُ لاَ يَتُوبُ مِنْهُمْ ـ مَا يَدفَعُ بِالمُجَاهِدِينَ عَنِ القَاعِدِينَ ، ولاَ أَعلَمُ أَنَّ فِي هَذَا الزَّمَانِ جِهَاداً إِلاَّ الحَجِّ والعُمْرَةَ والجِوَارَ . ( اصول الكافي - كتاب الحجة )

١٤ :: الرواية الرابعة عشرة :: ٢٥ :: قُلتُ لأِبِي جَعفَرٍ الباقر خليفة الله الامام محمد بن عـلـي الباقر عليه السلام : قَولَ الله تَبَارَكَ وتَعَالَى : { وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً } ( البقرة ١٤٣ ) قَالَ نَحنُ الُأمَّةُ الوَسطُ ، ونَحنُ شُهَدَاءُ الله تَبَارَكَ وتَعَالَى عَلَى خَلقِهِ ، وحُجَجُهُ فِي أَرضِهِ ، قُلتُ : قَوْلَهُ تَعَالَى : { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ( ٧٧ ) وَ جاهِدُوا فِي اللَّـهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ ) ( الحج ٧٧ - ٧٨ ) قَالَ : إَيَّانَا عَنَى ونَحنُ المُجتَبَوْن ، ولَمْ يَجعَلِ الله تَبَارَكَ وتَعَالَى فِى الدَّينِ (( مِنْ حَرَجٍ )) فَالحَرَجُ أَشَدُّ مِنَ الضِّيِقِ { مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ } ( الحج ٧٨ ) إِيَّانَا عَنَى خَاصَّةٌ { سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ } ( الحج ٧٨ ) الله سَمَّانَا المُسلِمِينَ (( مِنْ قَبْلُ )) فِى الكُتُبِ الَّتِي مَضَت وفِي (( هَذَا )) القُرآنِ { لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ } ( الحج ٧٨ ) فَرَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم الشَّهِيدُ عَلَيْنَا بِمَا بِلَّغَنَا عَنِ الله تَبَارَك وَتَعَالَى ، ونَحنُ الشُّهَدَاءُ عَلَى النَّاس ، فَمَنْ صَدَّقَ يَوْمَ القِيَامَةِ صَدَّقْنَاهُ ومَنْ كَذَّبَ كَذَّبْنَاهُ .

٣٧ :: الرواية السابعة والثلاثون :: ٣١ :: قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ جَعفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيٍّ بْنِ الْحُسَيْنِ السجاد خليفة الله الامام علي بن الحسين السجاد عليه السلام قَالَ : الإِمَامُ مِنَّا لاَ يَكُونُ إِلاَّ مَعصُوماً وَلَيْسَتِ الْعِصمَةُ فِي ظَاهِرِ الْخِلْقَةِ فَيُعرَفَ بِهَا وَلِذَلِكَ لاَ يَكُونُ إِلاَّ مَنْصُوصاً فَقِيلَ لَهُ يَا ابْنَ رَسُولِ الله فَمَا مَعنَى الْمَعصُومِ فَقَالَ : هُوَ الْمُعتَصِمُ بِحَبْلِ الله وَحَبْلِ الله هُوَ الُْقُرآنُ لاَ يَفْتَرِقَانِ إِلَى يَوْم القِيَامَةِ وَالإِمَامُ يَهْدِي إِلَى الْقُرانِ وَالقُرآنُ يَهْدي إِلَى الإِمَامِ وَذَلِكَ قَوْلُ الله عَزَّ وَجَلَ { إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } ( الإسراء ٩ ) . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - الثقلين ٨٨ )

٤٨ :: الرواية الثامنة الأربعون :: ٥٧ :: قَالَ : قُلتُ لَإِبِي عَبْدِالله الإمام السادس خليفة الله الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام : أَخْبِرنِي عَنِ الإسْلاَمِ والإِيمَانِ أَهُمَا مُخْتَلِفَانِ ؟ فَقَالَ : إِنَّ الإِيمَانَ يُشَارِكُ الإِسْلاَمَ والإِسْلاَمَ لاَ يُشَارِكُ الإَيمَانَ ، فَقُلتُ : فَصِفْهُمَا لِي ، فَقَالَ : الإِسْلاَمُ شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله والتَّصِدِيقُ بِرَسُولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بِهِ حُقَِنَتِ الدَّمَاء ، وعَلَيْهِ جَرَتِ المَنَاكِحُ والمَوَارِيثُ ، وعَلَى ظَاهِرِهِ جَمَاعَةُ النَّاسِ ، والإِيمَانُ الهُدَى ومَا يَثْبُتُ فِي القُلُوبِ مِنْ صِفَةِ الإِسْلاَمِ ومَا ظَهَرَ مِنَ العَمَلِ بِهِ ، والإِيمَانُ أَرفَعُ مِنَ الإِسْلاَمِ بِدَرَجَةٍ ، إِن الإِيمَانَ يُشَارِكُ الإِسْلاَمَ فِي الظَّاهِرِ ، والإِسّلاَمَ لاَ يُشَارِكُ الإِيمَانَ فِي البَاطِنِ ، وإِنِ اجْتَمَعَا فِي القَوْلِ والصَّفةِ .

٤٩ :: الرواية التاسعة والأربعون :: ٥٧ :: عَنْ أَبِي جَعفَرٍ الإمام الخامس خليفة الله الإمام محمد بن عـلـي الباقر عليه السلام قَالَ : قِيلَ لَأِمِيرِ المُؤْمِنِينَ عليه السلام : مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله وأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم كَانَ مُؤْمِناً ؟ قَالَ : فَأَيْنَ فَرَائِضُ الله ؟ . قَالَ وسَمِعتُهُ يَقُولُ : كَانَ عَلِيٌّ عليه السلام يَقُولُ : لَوْ كَانَ الإِيمَانُ كَلاَماً لَمْ يَنْزِل فِيهِ صَوْمٌ ولاَ صَلاَةٌ ولاَ حَلاَلٌ ولاَ حَرَامٌ . قَالَ : وقُلتُ لَأِبِي جَعفَرٍ الباقر عليه السلام : إِنَّ عِنْدَنَا قَوْماً يَقُولُونَ : إِذَا شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله وأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، قَالَ : فَلِمَ يُضْرَبُونَ الحُدُودَ ولِمَ تُقْطَعُ أَيعدِيهِمْ ؟ ! ومَا خَلَقَ الله عَزَّ وجلَّ خَلقاً أَكْرَمَ عَلَى الله عَزَّ وجَلَّ مِنَْ المُؤْمِنِ ، لَأِنَّ المَلاَئِكَةَ خُدَّامُ المُؤْمِنِينَ ، وأَنَّ جِوَارَ الله لِلمُؤْمِنِينَ ، وأَنَّ الجَنَّةَ لِلؤْمِنِينَ ، وأَنَّ الحُورَ العِينَ لِلمُؤْمِنِينَ ، ثُمَّ قَالَ : فَمَا بَالُ مَنْ جَحَدَ الفَرَائِضَ كَانَ كَافِراً ؟ .

٥٠ :: الرواية الخمسون :: ٨ :: عَنْ أَبِي عَبْدِالله أَنَّهُ قَالَ {‏ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ } اللَّيْلَةُ فَاطِمَةُ ، وَالْقَدرُ الله ، فَمَنْ عَرَفَ فَاطِمَةَ حَقَ مَعرِفَتِهَا فَقَد أَدرَكَ لَيْلَةَ الْقَدرِ وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ فَاطِمَةُ لَأِنَّ الْخَلْقَ فُطِمُوا عَنْ مَعرِفَتِهَا أَوْ مِنْ مَعرِفَتِها .. وَقَوْلُهُ { وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ ( ٢ ) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ } ( القدر ٣ ) يَعنِي خَيرٌ مِنْ أَلْفَ مُؤْمِنٍْ وَهِيَ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ { تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ } ( القدر ٤ ) وَالْمَلاَئِكَةُ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَملِكُونَ عِلْمَ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم وَالرُّوحُ الْقُدُسُ هِيَ فَاطِمَةُ عليها السلام { بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ( ٤ ) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } ( القدر ٥ ) يَعنِي حَتَّى يَخْرُجَ الْقَائِمُ عجل الله تعالى فرجه الشريف . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - الثَقلين ٣٤٦ )

٥١ :: الرواية الواحدة والخمسون :: ٥٨ :: قَالَ : سَمعتُ أَبَا عَبْدِالله الإمام السادس خليفة الله الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام يَقولُ : إِنَّمَا سُمِّيَت فَاطِمَةَ عليها السلام مُحَدَّثَةً لَأِنَّ الْمَلاَئِكَةَ كَانَت تَهبِطُ مِنَ الَّسمَاءِ فَتُنَادِيهَا كَمَا تُنَادِي مَريَمَ بِنْتَ عِمرَانَ فَتَقُولُ : يَا فَاطِمَةَ الله { اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ عَلى‏ نِساءِ الْعالَمِينَ } يَا فَاطِمَةَ { اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَ اسْجُدِي وَ ارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ } فَتُحَدِّثُهُمْ وَيُحَدِّثُونَهَا فَقَالتَ لَهُمْ ذَاتَ لَيْلَةٍ : أَلَيْسَتِ الْمُفَضَّلَةُ عَلَى نِسَاءِ الْعالَمِينَ مَريَمَ بِنْتَ عِمرَانَ ؟ فَقَالُوا : إِنَّ مَريَمَ كَانَتْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ عَالَمِهَا وَإِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَكِ سَيِّدَةَ نِسَاءِ عَالَمِكِ وَعَالَمِهَا وَسَيِّدَةَ نِسَاءِ الَأْوَّلِينَ وَالآخِرِين . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الزهراء ٢٢٧٤٨ )

٥٦ :: الرواية السادسة والخمسون :: ٦٠ :: جَعفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ الإمَام الرابع خليفة الله الإمَام علي بن الحسين السجاد عليه السلام عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام قَالَ : لَقَد هَمَمتُ بِتَزْوِيجِ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ عليها السلام ( بِنْتِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله ) حِيناً وَإِنَّ ذَلِكَ مُتَخَلْخِلٌ فِي قَلْبِي لَيْلي وَنَهَارِي وَلَمْ أَجْتَرِئْ أَنْ أَذْكُرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وآله حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ ليِ : يَا عَلِيُّ قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ الله . فَقَالَ ( قَالَ ) : هَلْ لَكَ فِي التَّزْوِيجِ فَقُلْتُ : رَسُولُ الله أَعلَمُ إِذَا هُوَ يُرِيدُ أَنْ يُزَجَنِي بَعضَ نِسَاءِ قُرَيْشٍ وَإِنِّي لَخَائِفٌ عَلَى فَوْتِ فَاطِمَةَ فَمَا شَعُرتُ بِشَيْءٍ يَوْماً إِذْ أَتَانِي ( رَسُولُ ) رَسُولِ الله ، فَقَالَ : يَا عَلِيُّ أَجِبْ رَسُولَ الله وَأَسْرِع فَمَا رَأَيْنَا رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله بِأَشَدَّ فَرَحاً مِنْهُ الْيَوْمَ قَالَ : فَأَتَيتُهُ مُسْرِعاً فَإِذَا هُوَ فِي حُجرَةِ أُمِّ سَلَمَةَ فَلَمَّا نَظَرَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله تَهَلَّلَ وَجهُهُ وَتَبَسَّمَ حَتَّى نَظَرتُ إِلَى أَسْنَانِهِ تُبرِقُ فَقَالَ : أَبشِر يَا عَلِيُّ فَإِنَّ الله قَد كَفَانِي مَا كَانَ قَد أَهَمَّنِي مِنْ أَمرِ تَزوِيجِكَ قُلْتُ : وَكَيفَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ الله ؟ فَقَالَ : أَتَانِي جَبرَئِيلُ عليه السلام وَمَعَهُ مِنْ سُنْبُلِ الْجَنَّةِ وَقَرَنْفُلِهَا وَطِيبِهَا ( وَلِينِهَا ) فَأَخَذْتُهَا وَشَمِمتُهَا فَقُلْتُ لَهُ : يَا جَبرَئيِلُ مَا سَبَبُ هَذَا السُّنْبُلِ وَالْقَرَنْفُلِ فَقَالَ : إِنَّ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَمَرَ سُكَّانَ الْجَنَّةِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ وَمَنْ فِيهَا أَنْ يُزَيِّنُوُا الْجَنَّةَ كُلَّهَا بِمَغَارِسِهَا وَأَشْجَارِهَا وَأَثمَارِهَا وَقُصُورِهَا ، وَأَمَرَ رِيحاً فَهَبَّت بِأَنوَاعِ الطِّيبِ ، وَالْعِطرِ فَأَمَرَ حُورَ عِينِهَا بِالْغِنَاءِ فِيهَا بِسُورَةِ طه وَ يس وطواسين وَ( حم ) عشق ، ثُُمَّ نَادَى مُنَادٍ مِنْ تَحتِ الْعَرشِ أَلاَ إِنَّ الْيَوْمَ يَوْمُ وَلِيمَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام أَلاَ إِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَد زَوَّجتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبدِالله إلى ( مِنْ ) عَلِيَّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ( عليه السلا ) رِضًي مِنِّي بَعضُهُمْ لِبَعضٍ . ثُمَّ بَعَثَ الله سُبْحَانَهُ ( سَحَابَةً ) بَيضَاءَ فَقَطَرَت عَلَيهِمْ مِنْ لُؤْلُؤِهَا وَيَوَاقِيتِهَا وَزَبَر جَدِهَا فَقَامَتِ ( وَقَامَتِ ) الْمَلاَئِكَةُ فَتَنَاثَرَت مِنْ سُنْبُلِ الْجَنَّةِ وَقَرَنْفُلِهَا وَهَذَا مِمَّا نَثَرَتِ الْمَلاَئِكَةُ ، ثُمَّ ( أَمَرَ الله تَبَارَكَ وتَعَالَى ) مَلَكَاً مِنَ الْمَلاَئِكَةِ يُقَالُ لَهُ رَاحِيلُ وَلَيْسَ فِي الْمَلاَئِكَةِ أَبْلَغُ مِنْهُ فَقَالَ لَهُ : اخْطُبْ يَا رَاحِيلُ فَخَطَبَ بِخُطبَةٍ لَمْ يَسْمَع بِمِثْلِهَا أَهْلُ السَّمَاءِ وَ ( لاَ ) أَهْلُ الَأْرضِ . ثُمَّ نَادَى مُنَادٍ يَا مَلاَئِكَتِي وَسُكَّانَ ( سَمَاوَتِي وَ ) جَنَّتِي بَارِكُوا عَلَى تَزوِيجِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ فَاطِمَةَ عليها السلام فَقَد بَارَكتُ أَنَا عَلَيهِمَا أَلاَ إِنَّي زَوَّجتُ أَحَبَّ النِّسَاءِ إِلَيَّ ( إِلَى من ) أَحَبِّ الرِّجَالِ إِلَّىَّ بَعدَ النَّبِييِّنَ وَالْمُرسَلِينَ ، فَقَالَ : رَاحِيلُ الْمَلَكُ يَارَبِّ ، وَمَا بَرَكَتُكَ لَهُمَا بِأَكْثَرَ مِمَّا رَأَينَا مِنْ إِكْرَامِكَ لَهُمَا فِي جِنَانِكَ وَدُورِكَ وَهُمَا بَعدُ فِي الدُّنْيَا فَقَالَ : مِنْ بَرَكَتِي فِيهِمَا أَوْ قَالَ عَلَيْهِمَا إِنِّي أَجمَعُهُمَا عَلَى مَحَبِّتِي وَأَجعَلُهُمَا مَعدِنَينِ لِحُجَّتِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةٍ وَعِزَّتِي وَجَلاَليِ لَأَخْلُقَنَّ مِنْهُمَا خَلْقاً وَ لُأَنشِئَنَّ مِنْهُمَا ذُرِّيَّةً ، فَأَجعَلُهُمْ خُزَّاناً فِي أَرضِي وَمَعَادِنَ لِعِلْمِي وَدَعَائِمَ لِكِتابِي . ثُمَّ أَحتَجُّ عَلَى خَلْقِي ( بِهِمْ ) بَعدَ النَّبِييِّنَ وَالْمُرسَلِينَ ، فَأَبشِر يَا عَلِيُّ فَإِنَّ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَد أَكْرَمَكَ بِكَرَامَةٍ لَمْ يُكْرِمِ ( الله ) بِمِثْلِهَا أَحَداً قَد زَوَّجتُكَ فَاطِمَةَ ابنَتِي عَلَى مَا زَوَّجَكَ الرَّحمَنُ فَوْقَ عَرشِهِ وَقَد رَضِيتُ لَهَا مَا رَضِيَ الله ( لَهَا ) فَدُونَكَ أَهْلَكَ فَإِنَّكَ أَحَقُّ بِهَا ( لَهَا ) مِنِّي وَلَقَد أَخبَرَنِي جَبرَئِيلُ عليه السلام إِنَّ الْجَنَّةَ وَأَهْلَهَا لَمُشْتَاقَةٌ إِلَيْكُمَا وَلَوْ لاَ أَنَّ الله قَدَّرَ أَنَّ يُخْرِجَ مِنْكُمَا مَا يَتَّخِذُ بِهِ عَلَى الْخَلْقِ حُجَّةً لَأَجَابَ فِيكُمَا الْجَنَّةُ وَأَهْلُهَا فَنِعمَ الَأْخُ أَنْتَ وَنِعمَ الْخَلَفُ ( الْخَتَنُ ) أَنْتَ وَنِعمَ الصَّاحِبُ أَنْتَ وَكَفَاكَ بِرِضَا ( ك ) الله رِضًى فَقَالَ عَلِيُّ ( بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام ) : يَا رَسُولَ الله بَلَغَ مِنْ قَدرِي حَتَّى إِنِّي ذُكِرتُ فِي الْجَنَّةِ فَزوَّجَنِي الله فِي مَلاَئِكَتِهِ فَقَالَ يضا عَلِيُّ : إِنَّ الله تَعَالَى إِذَا أَكْرَمَ وَلِيَّهُ أَكْرَمَهُ بِمَا لاَ عَينٌ رَأت وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَت وَإِنَّمَا حَبَاكَ الله فِي الْجَنَّةِ بِمَا لاَ عَينٌ رَأَت وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَت فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام : يَا { رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَ عَلى‏ والِدَيَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَ أَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي } فَقَالَ َسُولُ الله ( النَّبِيُ ) صلى الله عليه وآله وسلم : آمِينَ آمِينَ يَارَبَّ الْعَالَمِينَ وَيَا خَيرَ النَّاصِرِين . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الزهراء ٢٢٨٦٥ )

٥٨ :: الرواية الثامنة والخمسون :: ٦٢ :: قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً الإمَام الأول خليفة الله الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام يَقُولُ مَا نَزَلَت عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم آيَةٌ مِنَ الْقُرآنِ إِلاَّ أَقْرَأَنِيهَا وَأَملاَهَا عَلَيَّ وَكَتَبْتُهَا بِخَطِّي وَعَلَّمَنِي تَأْوِيلَهَا وَتَفْسِيَرهَا وَنَاسِخَهَا وَمَنْسُوخَهَا وَمُحكَمَهَا وَمُتَشَبِهَهَا وَدَعَا الله عَزَّ وَجَلَّ لِي أَنْ يُعَلِّمَنِي فَهْمَهَا وَحِفْظَهَا فَمَا نَسِيتُ آيَةً مِنْ كِتَابِ الله وَلاَ عِلْماً أًملاَهُ عَلَيَّ فَكَتَبتُهُ وَمَا تَرَكَ شَيْئاً عَلَّمَهُ الله عَزَّ وَجَلَّ مِنْ حَلاَلٍ وَلاَ حَرَاَمٍ وَلاَ أَمرٍ وَلاَ نَهيٍ وَمَا كَانَ أَوْ يَكُونُ مِنْ طَاعَةٍ أَوْ مَعصِيَةٍ إِلاَّ عَلَّمَنِيهِ وَحَفِظْتُهُ وَلَمْ أَنْسَ مِنْهُ حَرفاً وَاحِداً ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدرِي وَدَعَا الله عَزَّ وَجَلِّ أَنْ يَمْلَأَ قَلْبِي عِلْماً وَفَهْماً وَحِكْمَةً وَنُوراً لَمْ أَنْسَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً وَلَمْ يَفُتْنِي شَيْ لَمْ أَكْتُبْهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ الله أَتَتَخَوَّفُ عَلَيَّ النِّسْيَانَ فِيمَا بَعدُ فَقَالَ صلى الله عليه وآله وسلم لَسْتُ أَتَخَوَّفُ عَلَيْكَ نِسْيَاناً وَلاَ جَهْلاً وَقَد أَخْبَرَبِي رَبِّي جَلَّ جَلاَلُهُ أَنَّهُ قَدِ استَجَابَ لِي فِيكَ وَفِي شُرَكائِكَ الَّذِينَ يَكُونُونَ مِنْ بَعدِكَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ الله وَمَنْ شُرَكَائِي مِنْ بَعدِي قَالَ الَّذِينَ قَرَنَهُمُ الله عَزَّ وَجَلَّ بِنَفْسِهِ وَبِي فَقَالَ { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } ( النساء ٥٩ ) الآيَةَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ الله وَمَنْ هُمْ قَالَ الَأوْصِيَاءُ مِنِّي إِلَى أَنْ يَرِدُوا عَلَىَّ الْحَوْضَ كُلُّهُمْ هَادِ مُهْتَدٍ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ هُمْ مَعَ الْقُرآنُ والْقُرآنُ مَعَهُمْ لاَ يُفَارِقُهُمْ وَلاَ يُفَارِ قُونَهُ بِهِمْ تُنْصَرُ أُمَّتِي وَبِهِمْ يُمطَرُونَ وَبِهِمْ يُدفَعُ عَنْهُمُ الْبَلاَءُ وَيُسْتَجَابُ دُعَاؤُهُمْ قُلْتُ يَا رَسُولَ الله سَمِّهِمْ لِي فَقَالَ ابنِي هَذَا وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ الْحَسَنِ عليه السلام ثُمَّ ابنِي هَذَا وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ الْحُسَينِ عليه السلام ثُمَّ ابنٌ لَهُ يُقَالُ لَهُ عَلَيٌّ وَسَيُولَدُ فِي حَيَاتِكَ فَأَقرِئْهُ مِنِّي السَّلاَمَ ثُمَّ تُكَمِّلُهُ اثْنَيْ عَشَرَ فَقُلْتُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ الله سَمِّهِمْ لِي رَجُلاً فَرَجُلاً فَسَمَّاهُمْ رَجُلاً رَجُلاً فِيهِمْ وَالله يَا أَخَا بَنِي هِلاَلٍ مَهْدِيُّ أُمَّتِي مُحَمَّدٌ الَّذِي يَمْلُأ الَأرضَ قِسطاً وَعَدلاً كَمَا مُلِئَت ظُلْماً وَجَوْراً وَالله إِنِّي لأَعرِفُ مَنْ يُبَايِعُهُ بَينَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ وَأَعرِفُ أَسمَاءَ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - علوم القرآن ٥٥٧٩ )

٦٦ :: الرواية السادسة والستون :: ٦٣ :: قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ خليفة الله الإمام محمد بن عـلـي الباقر عليه السلام الإمام الخامس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة يَمُصُّونَ الثِّمَادَ وَيَدَعُونَ النَّهَرَ الْعَظِيمَ قِيلَ لَهُ وَمَنِ النَّهَرُ الْعَظِيمُ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وَإِنَّهُ وَالْعِلْمُ الَّذِي آتَاهُ الله إِنَّ الله جَمَعَ لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله سُنَنَ النَّبِيِّينَ مِنْ آدَمَ هَلُمَّ جَرّاً إِلَى مُحَمَّدٍ قِيلَ لَهُ وَمَا تِلْكَ السُّنَنُ قَالَ عِلْمُ النَّبِيِّينَ بِأَسْرِهِ إِنَّ الله جَمَعَ لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه واله عِلْمَ النَّبِيِّينَ بِأَسْرِهِ وَإِنَّ رَسُولَ الله صَيَّرَ ذَلِكَ كُلَّهُ عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه السلام فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ يَا ابْنَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم فَأَمِيرُ الْمؤْمِنِينَ أَعلَمُ أَوْ بَعضُ النَّبِيِّينَ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ الباقر عليه السلام اسْمَعُوا مَا نَقُولُ إِنَّ الله يَفْتَحُ مَسَامِعَ مَنْ يَشَاءُ إِنِّي حَدَّثْتُ أَنَّ الله جَمَعَ لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم عِلْمَ النَّبِيِّينَ وَأَنَّهُ جَعَلَ ذَلِكَ كُلَّهُ عِنْدَ أَمِيرِ الْمَؤْمِنِينَ وَهُوَ يَسْأَلُنِي هُوَ أَعلَمُ أَمْ بَعضُ النَّبِيِّينَ . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - تاريخ القرآن ٢٨٢٢ )

٦٧ :: الرواية السابعة والستون :: ٦٤ :: وَأَمَّا قَوْلُهُ { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ } ، فَإِنَّهُ قَالَ الصِّادِقُ خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الإمَام السادس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة : كُلُّ أُمَّةٍ يُحَاسِبَهَا إِمَامُ زَمَانِهَا وَيَعرِفُ الَأئِمَّةُ أَوْلِيَاءَهُمْ وَأَعدَاءَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ } ( الأعراف ٤٦ ) وَهُمُ الأَئِمَّةُ { يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ } ( الأعراف ٤٦ ) فَيُعطُونَ أَوْلِيَاءَهُمْ كِتَابَهُمْ بِيَمِينِهِمْ فَيَمُرُّونَ إِلَى الْجَنَّةِ بِلاَ حِسَابٍ وَيُعطُونَ أَعدَاءَهُمْ كِتَابِهُمْ بِشِمَالِهمْ فَيَمُرُّونَ إِلَى النَّارِ بِلاَ حِسَابٍ فَإِذَا نَظَرَ أَوْلِيَاؤُهُمْ فِي كِتَابِهِمْ يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمْ { هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ :: إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ :: فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ } أي مَرضِيَّةٍ فَوُضِعَ الْفَاعِلُ مَكَانَ الْمَفْعُول . { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ :: إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ :: فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ } ( الحاقة ١٩ - ٢١ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل أهل البيت ٢٤٨٢٧ )

٦٨ :: الرواية الثامنة والستون :: ٦٤ :: عَنْ أَبِي عبدالله خليفة الله الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الإمام السادس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة أنه إذا كان يوم القيامة يدعى كل بإمامه الذي مات في عصره ، فإن أثبته أعطى كتابه بيمينه ، لقوله { يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ } ( الإسراء ٧١ ) واليمين إثبات الإمام لأنه كتاب يقرؤه إن الله يقول : { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ :: إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ } إلى آخر الآية ، و الكتاب الإمام ، فمن نبذه وراء ظهره كان كما قال { فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ } ( آل عمران ١٨٧ ) ومن أنكره كان من أصحاب الشمال الذين قال الله : { ما أَصْحابُ الشِّمالِ :: فِي سَمُومٍ وَ حَمِيمٍ :: وَ ظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ } ( الواقعة ٤١ - ٤٣ ) إلى آخر الآية . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل أهل البيت ٢٤٨٢٨ )

٧٧ :: الرواية السابعة والسبعون :: عَنْ أَبِي عَبْدِالله خليفة الله الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة فِي قَوْلِهِ { وَ إِذْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ } قَالَ : مَا بَعَثَ الله نَبِيّاً مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَى عِيسَى عليه السلام إِلاَّ أَنْ يَرجع إِلَى الدُّنْيَا فَيَنْصُرَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِين عليه السلام ، وَهُوَ قَوْلُهُ { لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ } يَعنِي رَسُولَ الله { وَ لَتَنْصُرُنَّهُ } يَعنِي أَمِيرَ الْمُؤْمِِنِين . { وَ إِذْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ قالَ أَ أَقْرَرْتُمْ وَ أَخَذْتُمْ عَلى‏ ذلِكُمْ إِصْرِي قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَ أَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ } ( آل عمرآن ٨١ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - الرجعة ٢٧٤٠٣ )

٨٠ :: الرواية الثمانون :: عَنْ أَبِي جَعفَرٍ الباقر عليه السلام قَالَ قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ خليفة الله الإمَام الحسين بن علي الشهيد عليه السلام الوصي الثالث من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة : لَأِصحَابِهِ قَبْلَ أَنْ يُقتَلَ إِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ : يَا بُنَيَّ إِنَّكَ سَتُسَاقُ إِلَى العِرَاقِ وَهِيَ أَرضٌ قَدِ الْتَقَى بِهَا النَّبِيُّونَ وَأَوْصِيَاءُ النَّبِيِّينَ وَهِيَ أَرضٌ تُدعَى عَمُورَا وَإِنَّكَ تُسْتَشْهَدُ بِهَا ( فيها ) وَيُسْتَشْهَدُ مَعَكَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصحَابِكَ لاَ يَجِدُونَ ( لا يذوقون ) أَلَمَ مَسِّ الْحَدِيدِ وَتَلاَ { قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاماً عَلى‏ إِبْراهِيمَ } ( الأنبياء ٦٩ ) تَكُونُ الْحَربُ عَلَيْكَ وَعَلَيْهِمْ بَرداً وَسَلاَماً فَأَبشِرُوا فَوَ الله لَئِنْ قَتَلُونَا فَإِنَّا نَرِدُ عَلَى نَبِيِّنَا . ثُمَ أَمكُثُ مَا شَاءَ الله فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ تَنشَقُّ عَنْهُ الأَرضُ فَأَخرُجُ خَرجَةً يُوَافِقُ ذَلِكَ خَرجَةَ ( خروج ) أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام وَقِيَامَ قَائِمِنَا وَحَيَاةَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم ثُمَّ لَيَنزِلَنَّ عَلَىَّ وَفدٌ مِنَ السَّمَاء مِنْ عِنْدِالله لَمْ يَنزِلُوا إِلَى الأَرضِ قَطُّ وَلَيَنزِلَنَّ إِلَيَ ( لى ) جَبرَئِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَإِسْرَافِيلُ وَجُنُودٌ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ وَلَيَنزِلَنَّ مُحَمَّدٌ وَعَلِيٌّ وَأَنَا وَأَخِي وَجَمِيعُ مَنْ مَنَّ الله عَلَيْهِ فِي حَمُولاَتٍ مِنْ حَمُولاَتِ الرَّبِّ خَيْلٍ بُلْقٍ مِنْ نُورٍ لَمْ يَركَبهَا مَخْلُوقٌ ، ثُمَّ لَيَهُزَّنَّ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وآله وسلم لِوَاءَهُ وَلَيَدفَعَنَّهُ إِلَى قَائِمِنَا مَعَ سَيفِهِ . ثُمَّ إِنَّا نَمكُثُ ( نمكن ) مِنْ بَعدِ ذَلِكَ مَا شَاءَ الله ، ثُمَّ إِنَّ الله يَخرُجُ مِنْ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ عَيناً مِنْ دُهْنٍ ( ذهب ) وَعَيناً مِنْ لَبَنٍ وَعَيناً مِنْ مَاءٍ ، ثُمَّ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يَدفَعُ إِلَيَّ سَيفَ رَسُولِ صلى الله عليه وآله وسلم فَيَبعَثُنِي إِلَى الشَّرقِ وَ الْغَربِ ( المشرق و المغرب ) وَلاَ آتِي عَلَى عَدُوٍّ إِلاَّ أَهْرَقتُ دَمَهُ وَلاَ أَدَعُ صَنَماً إِلاَّ أَحرَقتُهُ حَتَّى أَقَعَ إِلَى الْهِندِ فَأَفتَحَهَا وَإِ نَّ دَانِيَالَ وَيُونُسَ ( ويوشع ) يَخرُجَانِ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يَقُولاَنِ { صَدَقَ الله وَرَسُولُهُ } وَيَبعَثُ ( يبعث الله ) مَعَهُمَا إِلَى الْبَصرَةِ سَبعِينَ رَجُلاً فَيَقتُلُونَ مُقَاتِلَتَهُمْ ( مقاتليهم ) وَيَبعَثُ بَعثاً إِلَى الرُّومِ فَيَفتَحُ الله لَهُمْ ( له ) . ثُمَّ لَأَقتُلَنَّ كُلَّ دَابَّةٍ حَرَّمَ الله لَحمَهَا حَتَّى لاَ يَكُونَ عَلَى وَجهِ الَأرضِ إِلاَّ الطَّيِّبُ ( الطيبة ) وَأَعرِضُ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَسَائِرِ الْمِلَلِ وَلُأخَيِّرَنَّهُمْ بَينَ الإِسْلاَمِ وَالسَّيفِ فَمَنْ أَسْلَمَ مَنَنتُ عَلَيهِ وَمَنْ كَرِهَ الإِسْلاَمَ أَهْرَقَ الله دَمَهُ وَلاَ يَبقَى رَجُلٌ مِنْ شِيعَتِنَا إِلاَّ أَنزَلَ الله إِلَيهِ مَلَكاً يَمسَحُ عَنْ وَجهِهِ التُّرَابَ وَيُعَرفُهُ أَزوَاجَهُ وَمَنَازِلَةُ فِي الْجَنَّةِ وَلاَ يَبقَى عَلَى وَجهِ الَأرضِ أَعمَى وَلاَ مُقعَدٌ وَلاَ مُبتَلًى إِلاَّ كَشَفَ الله عَنهُ بَلاَءَهُ بِنَا أَهْلَ الْبَيتِ وَلَتَنزِلَنَّ الْبَرَكَةُ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الأَرضِ حَتَّى إِنَّ الشَّجَرَةَ لَتَقصِفُ بِمَا يُرِيدُ الله فِيهَا مِنْ الثَّمَرِ وَلَيُؤكَلَنَّ ثَمَرَةُ الشِّتَاءِ فِي الصَّيفِ وَثَمَرَةُ الصَّيفِ فِي الشِّتَاءِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ الله تَعَالَى { وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى‏ آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ لكِنْ كَذَّبُوا } ثُمَّ إِنَّ الله لَيَهَبُ لِشِيعَتِنَا كَرَامَةً لاَ يَخفَى عَلَيهِمْ شَيْءٌ فِي ( من ) الَأرضِ وَمَا كَانَ فِيهَا حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ مِِنهُمْ يُرِيدُ أَنْ يَعلَمَ عِلْمَ أَهْلِ بَيتِهِ فَيُخْبِرَهُمْ بِعِلْمِ مَا يَعلَمُون . { وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى‏ آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ لكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ } ( الأعراف ٩٦ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - الرجعة ٢٧٤١٤ )

٨٢ :: الرواية الثامنة الثمانون :: قُلْتُ لَأِبِي جَعفَرٍ خليفة الله الإمَام محمد بن عـلـي الباقر عليه السلام الوصي الخامس من أوصياء آل محمد الى يوم القيامة قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَ { وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ } ( الأعراف ٤٦ ) فَقَالَ : يَا سَعدُ إِنَّهَا أَعرَافٌ لاَ يَدخُلُ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ عَرَفَهُمْ وَعَرَفُوهُ وَأَعرَافٌ لاَ يَدخُلُ النَّارَ إِلاَّ مَنْ أَنْكَرَهُمْ وَأَنْكَرُوهُ وَأَعرَافٌ لاَ يُعرَفُ الله إِلاَّ بِسَبِيلِ مَعرِفَتِهِمْ فَلاَ سَوَاءٌ مَا اعتَصَمَت بِهِ الْمُعتَصِمَةُ وَمَنْ ذَهَبَ مَذْهَبَ النَّاسِ ذَهَبَ النَّاسُ إِلَى عَينٍ كَدِرَةٍ يُفرَغُ بَعضُهَا فِي بَعضٍ وَمَنْ أَتَى آلَ مُحَمَّدٍ أَتَى عَيناً صَافِيَةً تَجرِي بِعِلمِ الله لَيسَ لَهَا نَفَادٌ وَلاَ انْقٍطَاعَ ذَلِكَ وَإِنَّ الله لَوْ شَاءَ لَأَرَاهُمْ شَخْصَهُ حَتَّى يَأْتُوهُ مِنْ بَابِهِ لَكِنْ جَعَلَ الله مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ الَأْبوَابَ الَّتِي تُؤْتَى مِنهُ وَذَلِكَ قَوْلُهُ { وَ لَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى‏ وَ أْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها } ( البقرة ١٨٩ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - تفسير القرآن بالقرآن ٤٦٠١ )

٨٤ :: الرواية الرابعة الثمانون :: قَالَ سَمِعتُ علِيّاً خليفة الله أمير المؤمنين الإمَام علي بن أبي طالب عليه السلام الوصي الأول من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة يَقُولُ : إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا دَخَلَ حُفْرَتَهُ أَتَاهُ مَلَكَانِ اسْمُهُمَا مُنكَرٌ وَنَكِيرٌ فَأَوَّلُ مَنْ يَسْأَلاَنِهِ عَنْ رَبِّهِ ثُمَّ عَنْ نَبِيِّهِ ثُمَّ عَنْ وَلِيِّهِ فَإِنْ أَجَابَ نَجَا وَإِنْ عَجَزَ عَذَّبَاهُ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ ( مَا ) لَمِنْ عَرَفَ رَبِّهِ وَنَبِيَّهِ وَلَمْ يَعرِفْ وَلِيَّهُ فَقَالَ مُذَبذَبٌ
{ لا إِلى‏ هؤُلاءِ وَ لا إِلى‏ هؤُلاءِ وَ مَنْ يُضْلِلِ اللَّـهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً } ( النساء ١٤٣ ) ذَلِكَ لاَ سَبِيلَ لَهُ وَقَد قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم مَنِ الْوَلِيُّ يَا نَبِيَّ الله قَالَ وَلِيُّكُمْ فِي هَذَا الزَّمَانِ عَلِيٌّ عليه السلام وَمِنْ بَعدِهِ وَصِيُّهُ وَلِكُلِّ زَمَانٍ عَالِمٌ يَحتَجُّ الله بِهِ لِئَلاَّ يَكُونَ كَمَا قَالَ الضُّلاَّلُ قَبْلَهُمْ حِينَ فَارَقَتهُمْ أَنْبِيَاؤُهُمْ { رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى } ( طه ١٣٤ ) تَمَامُ ضَلاَلَتِهِمْ جَهَالَتُهُمْ بِالآيَاتِ وَهُمُ الأَصِيَاءُ فَأجَابَهُمُ الله { فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهْتَدى‏ } ( طه ١٣٥ ) فَإِنَّمَا كَانَ تَرَبُّصُهُمْ أَنْ قَالُوا نَحنُ فِي سَعَةٍ عَنْ مَعرِفَةِ الأَصِيَاء حَتَّى نَعرِفَ إِمَاماً فَعَرَّفَهُمُ الله بِذَلِكَ وَالأَوْصِيَاءُ أَصحَابُ الصِّرَاطِ وُقُوفٌ عَلَيْهِ لاَ يَدخُلُ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ عَرَفَهُمْ وَعَرَفُوهُ وَ لاَ يَدخُلُ النَّارَ إِلاَّ مَنْ أَنكَرَهُمْ وَ أَنكَرُوهُ لَأِنَّهُمْ عُرَفَاءُ الله عَرَّفَهُمْ عَلَيهِمْ عِندَ أَخْذِ الْمَوَاثِيقِ عَلَيْهِمْ وَوَصَفَهُمْ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ جَلَّ وَعَزَّ { وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ } هُمُ الشُّهَدَاءُ عَلَى أَوْلِيَائِهِمْ وَالنَّبِيُّ الشَّهِيدُ عَلَيْهِمْ أَخَذَ لَهُمْ مَوَاثِيقَ الْعِبَادِ بِالطَّاعَةِ وَأَخَذَ النَّبِيُّ صلي الله عليه وآله وسلم عَلَيهِمُ الْمَوَاثِيقَ بِالطَّاعَةِ فَجَرَت نُبُوَّتُهُ عَلَيهِمْ وَذَلِكَ قَوْلُ الله { فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئْنا بِكَ عَلى‏ هؤُلاءِ شَهِيداً :: يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ عَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَ لا يَكْتُمُونَ اللَّـهَ حَدِيثاً } ( النساء ٤١ - ٤٢ ) . { وَ بَيْنَهُما حِجابٌ وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيماهُمْ وَ نادَوْا أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوها وَ هُمْ يَطْمَعُونَ } ( الأعراف ٤٦ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - تفسير القرآن بالقرآن ٤٦٠٠ )

٨٧ :: الرواية السابعة والثمانون :: عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ خليفة الله الإمَام الحسن بن علي العسكري عليه السلام الوصي الحادي عشر من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الهادي عليه السلام عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الجواد عليه السلام عَنْ أَبِيهِ الرِّضَا عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرضا عليه السلام عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعفَرٍ الكاظم عليه السلام عَنْ أَبِيهِ جَعفَرِ بْنِ مُحَمِّدٍ الصادق عليه السلام عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الباقر عليه السلام عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ السجاد عليه السلام عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الشهيد عليه السلام عَنْ أَخِيهِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ المجتبى عليه السلام قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عـلـي عليه السلام : إِنَ { بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ } سَمِعتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ إِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ قَالَ لِي يَا مُحَمَّدُ { وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ } فَأَفْرَدَ الاِمتِنَانَ عَلَيَّ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَجَعَلَهَا بِإِزَاءِ الْقُرآنِ الْعَظِيمِ وَإِنَّ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ أَشْرَفُ مَا فِي كُنُوزِ الْعَرشِ وَإِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ خَصَّ مُحَمَّداً وَشَرَّفَةُ بِهَا وَلَمْ يُشرِكْ مَعَهُ فِيهَا أَحَداً مِنْ أَنْبِيَائِهِ مَا خَلاَ سُلَيْمَانَ فَإِنَّهُ أَعطَاهُ مِنْهَا { بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ } أَلاَ تَرَاهُ يَحكِي عَنْ بِلْقِيسَ حِينَ قَالَتْ { إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ :: إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَ إِنَّهُ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ } ( النمل ٢٩ - ٣٠ ) أَلاَ فَمَنْ قَرَأَهَا مُعتَقِداً لُمِوَالاةِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيَّبِينَ مُنْقَاداً لَأِمرِهِمَا مُؤْمِناً بِظَاهِرِهِمَا وَبَاطِنِهِمَا أَعطَاهُ الله عَزَّ وَجَلَّ بِكُلِّ حَرفٍ مِنْهَا حَسَنَةً كُلُّ وَاحِدةٍ مِنْهَا أَفْضَلُ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا بِمَا فِيهَا مِنْ أَصنَافِ أَموَالِهَا وَخَيرَاتِهَا . وَمَنْ اسْتَمَعَ إِلَى قَارِئٍ يَقرَأُهَا كَانَ لَهُ قَدرُ ثُلُثِ مَا لِلْقَارِئِ فَلْيَسْتكْثِر أَحَدُكُمْ مِنْ هَذَا الْخَيْرِ الْمُعرِضِ لَكُمْ فَإِنَّهُ غَنِيمَةٌ لاَ يَذْهَبَنَّ أَوَانُهُ فَتَبْقَى فِي قُلُوبِكُمُ الْحَسرَةُ . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - تفسير القرآن بالقرآن ٤٦٩٥ )

٨٨ :: الرواية الثامنة والثمانون :: قَالَ : سَمِعتُ أَبَا عَبْدِالله خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق الوصي السادس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة عَنْ قَوْلِ الله { وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ } ( الحجر ٨٧ ) فَقَالَ : فَاتَحَةُ الْكِتَابِ يُثَنَّى فِيهَا الْقَوْلُ قَالَ ، وَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم : إِنَّ الله تَعَالَى مَنَّ عَلَيَّ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ فيهَا { بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ } سورة الحمد ( ١ ) الْآيَةُ الَّتِي يَقُولُ الله تَعَالَى فِيهَا : { إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى‏ أَدْبارِهِمْ نُفُوراً } ( الإسراء ٤٦ ) وَ { الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعالَمِينَ } سورة الحمد ( ٢ ) دَعوَى أَهْلِ الْجَنَّةِ حِينَ شَكَرُوا الله حُسْنَ الثَّوَابِ { مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } سورة الحمد ( ٤ ) قَالَ جَبرَئِيلُ : مَا قَالَهَا مُسْلِمٌ قَطُ إِلاَّ صَدَّقَهُ الله وَأَهْلُ سَمَاوَاتِهِ { إِيَّاكَ نَعْبُدُ } سورة الحمد ( ٥ ) إِخْلاَصٌ لِلعِبَادَة { وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } سورة الحمد ( ٥ ) أَفْضَلُ مَا طَلَبَ بِهِ الْعِبَادُ حَوَائِجَهُمْ { اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ } سورة الحمد ( ٦ ) صِرَاطَ الأَنْبِيَاءِ وَهُمُ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمْ { غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ } سورة الحمد ( ٧ ) الْيَهُودِ وَغَيْرِ الضَّالِّينَ النَّصَارَى . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل القرآن ١٥٣٥ )

٩٦ :: الرواية السادسة والتسعون :: قَالَ الإِمَامُ خليفة الله الإمَام الحسن العسكري عليه السلام الوصي الحادي عشر من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة : قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ السجاد عليه السلام ... وَأَنَّ الله قَد فَضَّلَ مُحَمَّداً بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ عَلَى جَمِيعِ النَّبِيِّينَ ، مَا أَعطَاهَا أَحَداً قَبْلَهُ إِلاَّ مَا أَعطَى سُلَيمَانَ بْنَ دَاوُد عليه السلام مِنْهَا { بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ } ( الحمد ١ ) فَرَآهَا أَشْرَفَ مِنْ جَمِيِعِ مَمَالِكِهِ الَّتِي أُعطِيَهَا ، فَقَالَ : يَارَبِّ مَا أَشْرَفَهَا مِنْ كَلِمَاتٍ إِنَّهَا لآثَرُ عِنْدِي مِنْ جَمِيعِ مَمَالِكِيَ الَّتِي وَهَبْتَهَا لِي ؟ قَالَ الله تَعَالَى : يَاسُلَيمَانُ وَكَيْفَ لاَ يَكُونُ كَذَلِكَ وَمَا مِنْ عَبْدٍ وَ لاَ أَمَةٍ سَمَّانِي بِهَا إِلاَّ أَوْجَبْتُ لَه مِنَ الثَّوَابِ أَلْفَ ضِعفِ مَا أُوجِبُ لِمَنْ تَصدَّقَ بِأَلْفِ ضِعفِ مَمَالِكِكَ ، يَا سُلَيمَانُ ، هَذِهِ سُبُعُ مَا أَهَبُهُ لِمُحَمَّدٍ سَيِّدِ النَّبِيِّينَ ، تَمَامَ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ إِلَى آخِرِهَا ... . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل القرآن الكريم ٧٥٩ )

٩٧ :: الرواية السابعة والتسعون :: قَالَ : سَأَلْت سَيِّدِي مُوسَى بّنَ جَعفَرٍ خليفة الله الإمَام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام الوصي السابع من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة : عَنْ قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَ { وَ أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً } فَقَالَ عليه السلام : النِّعمَةُ الظَّاهِرَةُ ، الإِمَامُ الظَّاهِرُ . وَالْبَاطِنَةُ ، الإِمَامُ الْغَائِبُ ، فَقُلْتُ لَهُ : وَيَكُونُ فِي الأَئِمَّةِ مَنْ يَغِيبُ ؟ قَالَ : نَعَمْ يَغِيبُ عَنْ أَبصَارِ النّاسِ شَخْصُهُ ، وَلاَ يَغِيبُ عَنْ قُلُوبِ الْمُؤمِنِينَ ذِكْرُهُ ، وَهُوض الثَّانِي عَشَرَ مِنَّا يُسَهِّلُ الله لَهُ كُلَّ عَسِيرٍ ، وَيُذَلِّلُ لَهُ كُلَّ صَعبٍ وَيُظْهِرُ لَهُ كُنُوزَ الأَرضِ وَيُقرَّبُ لَهُ كُلَّ بَعِيدٍ وَيُبِيرُ بِهِ كُلَّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ وَيُهْلِكُ عَلَى يَدِهِ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ ، ذَلِكَ ابْنُ سَيِّدةِ الإِمَاءٍ الَّذِي تََخْفَى عَلَى النَّاسِ وِلاَدَتُهُ وَلاَ يَحِلُّ لَهُمْ تَسْمِيَتُهُ حَتَّى يُظْهِرَهُ الله عَزَّ وَجَلَّ فَيَملأَ الأرضَ قِسْطاً وَ عَدلاً كَمَا مُلِئَت جَوْراً وَ ظُلْماً . { أَ لَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّـهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وَ أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ لا هُدىً وَ لا كِتابٍ مُنِيرٍ } ( لقمان ٢٠ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل القائم ٢٦٠٩٩ )

٩٨ :: الرواية الثامنة والتسعون :: وقوله : { وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعاً } قَالَ : التوحيد والولاية . وَفِي رِوَايَةِ ، عَنْ أَبِي جَعفَرٍ خليفة الله الإمَام محمد بن عـلـي الباقر عليه السلام الوصي الخامس من أوصياء نبي الله الى يوم القيامة ، فِي قَوْلِهِ { وَ لا تَفَرَّقُوا } قَالَ : إِنَّ الله تَبَاركَ وَتَعَالَى عَلِمَ أَنَّهُمْ سَيَفْتَرِقُونَ بَعدَ نَبِيِّهِمْ وَيَخْتَلِفُونَ فَنَهَاهُمْ عَنِ التَّفَرُّقِ كَمَا نَهَى مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَجتَمِعُوا عَلَى وَلاَيَةِ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلام وَلاَيَتَفَرَّقُوا . { وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا وَ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَ كُنْتُمْ عَلى‏ شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } ( آل عمران ١٠٣ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل أهل البيت ٢٣٤٧٤ )

١٠٣ :: الرواية مئة وثلاثة :: قَالَ سَمِعتُ أَبَا إِبرَاهِيمَ مُوسَى الكاظم خليفة الله الإمَام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام الوصي السابع من أوصياء نبي الله الى يوم القيامة بْنَ جَعفَرِ الصادق بْنِ مُحَمَّدٍ الباقر عليهم السلام يَقُولُ : إِنَّ اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ بَيتاً مِنْ نُورٍ جَعَلَ قَوَائِمَةُ أَربَعَةَ أَركَانٍ ، كَتَبَ عَلَيهَا أَربَعَةَ أَسْمَاءٍ ، تَبَارَكَ وَسُبحَانَ وَالْحَمدَ وَاللهَ ثُمَّ خَلَقَ مِنَ الأَربَعَةِ أَربَعَةً ثُمَّ قَالَ جَلَّ وَ عَزَّ : { إِنَّ عِدَّةَ الشهُورِ عِنْدَ اللَّـهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً  } . { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّـهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّـهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَ قاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ } ( التوبة ٣٦ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل القائم ٢٥٩٢٠ )

١٠٤ :: الرواية مئة واربعة :: قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعفَرٍ خليفة الله الإمَام محمد بن عـلـي الباقر عليه السلام الوصي الخامس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة عَنْ تَأْوِيلِ قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَ { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّـهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّـهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ } قَالَ فَتَنَفَّسَ سَيِّدِي الصُّعَدَاءَ ثُمَّ قَالَ : يَا جَابِرُ أَمَّا السنَّةُ فَهِيَ جَدِّي رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله ، وَشُهُورُهَا اثنَا عَشَرَ شَهْراً ، فَهُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( وَ ) إلَيَّ وَإِلَى ابنِي جَعفَرٍ الصادق وَابنِهِ مُوسَى الكاظم وَابنِهِ عَلِيٍّ الرضا وَابنِهِ مُحَمَّدٍ الجواد وَابنِهِ عَلِيٍّ الهادي وَإِلَى ابنِهِ الْحَسَنِ العسكري وَإِلَى ابنِهِ مُحَمَّدٍ الْهَادِي الْمَهدِيِّ المنتظر ، اثنَا عَشَرَ إِمَاماً حُجَجُ الله فِي خَلْقِهِ وَأُمَنَاؤُهُ عَلَى وَحيِهِ وَعِلْمِهِ ، وَالأربَعَةُ الْحُرُمُ الَّذِينَ هُمُ الدِّينُ الْقَيِّمُ أَربَعَةٌ مِنهُمْ يَخرُجُونَ بِاسْمٍ وَاحِدٍ : عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَأَبِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَينِ السجاد ، وَعَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرضا ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الهادي عليهم السلام ، فَالإِقرَارُ بِهَؤُلاَءِ هُوَ الدِّينُ الْقَيِّمُ { فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ } أَيْ قُولُوا بِهِمْ جَمِيعاً تَهْتَدُوا . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل القائم ٢٥٩٢١ )

١٠٥ :: الرواية مئة وخمسة :: عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضا خليفة الله الإمَام الثامن عليه السلام من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَتَمَسَّكَ بِدِينِي وَيَركَبَ سَفِينَةَ النَّجَاةِ ، بَعدِي فَلْيَقتَدِ بِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَلْيُعَادِ عَدُوَّهُ وَلْيُوَالِ وَلِيَّهُ فَإِنَّهُ وَصِيِّي وَخَلِيفَتِي عَلَى أُمَّتِي فِي حَيَاتِي وَبَعدَ وَفَاتِي وَهُوَ إِمَامُ كُلِّ مُسْلِمٍ وَأمِيرُ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعدِي قَوْلُهُ قَوْلِي وَأَمرُهُ أَمرِي وَنَهْيُهُ نَهْيِي وَتَابِعُهُ تَابِعِي وَنَاصِرُهُ نَاصِرِي وَخَاذِلُهُ خَاذِلِي ثُمَّ قَالَ عليه السلام مَنْ فَارَقَ عَلِيّاً بَعدِي لَمْ يَرَنِي وَلَمْ أَرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ خَالَفَ عَلِيّاً حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَجَعَلَ مَأْوَاهُ النَّار { وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ } ( البقرة ١٢٦ ) وَمَنْ خَذَلَ عَلِيّاً خَذَلهُ اللهُ يَوْمَ يُعرَضُ عَلَيهِ وَمَنْ نَصَرَ عَلِيّاً نَصَرَهُ اللهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ وَلَقَّنَهُ حُجَّتَهُ عِندَ الْمُسَاءَلَةِ ثُمَّ قَالَ عليه السلام مَنْ الْحَسَنُ وَ الْحُسَينُ إِمَامَا أُمَّتِي بَعدَ أَبِيهِمَا وَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ أُمُّهُمَا سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعالَمِينَ وَ أَبُوهُمَا سَيِّدُ الْوَصِيِّينَ وَمِنْ وُلْدِ الْحُسَينِ تِسْعَةُ أَئِمَّةٍ تَاسِعُهُمْ الْقَائِمُ مِنْ وُلْدِي طَاعَتُهُمْ طَاعَتِي وَ مَعصِيَتُهُمْ مَعصِيَتِي إِلَى الله أَشْكُو الْمُنكِرِينَ لِفَضْلِهِمْ وَ الْمُضِيعِينَ لِحُرمَتِهِمْ بَعدِي { وَ كَفى‏ بِاللَّـهِ وَلِيًّا } ( النساء ٤٥ ) وَ نَاصِراً لِعِترَتِي وَ أَئِمَّةِ أُمَّتِي وَ مُنتَقِماً مِنَ الْجَاحِدِينَ لِحَقِّهِمْ { وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ } . { إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ ذَكَرُوا اللَّـهَ كَثِيراً وَ انْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ } ( الشعراء ٢٢٧ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل القائم ٢٦٠٨١ )

١١١ :: الرواية مئة وإحدى عشرة :: عَنْ جَعفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصادق عليه السلام ، عَنْ أَبِيهِ خليفة الله الإمَام محمد بن عـلـي الباقر عليهم السلام الوصي الخامس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة قَالَ قَالَ : الأئِمَّةُ فِي كِتَابِ اللَّه إِمَامَانِ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : { وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا } لاَ بِأَمرِ النَّاسِ يُقَدِّمُونَ أَمرَ اللَّهِ قَبْلَ أَمرِهِمْ وَحُكْمَ اللَّهِ قَبْلَ حُكْمِهِمْ وَقَالَ : { وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ } ( القصص ٤١ ) يُقَدِّمُونَ أَمرَهمْ قَبْلَ أَمرِ اللَّهِ وَ حُكْمَهُمْ قَبْلَ حُكْمِ اللَّهِ وَيَأْخُذُونَ بِأَهْوَائِهِمْ خِلاَفاً لِمَا فِي كِتَابِ اللَّهِ . { وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَ أَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَ إِقامَ الصَّلاةِ وَ إِيتاءَ الزَّكاةِ وَ كانُوا لَنا عابِدِينَ } ( الأنبياء ٧٣ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل أهل البيت ٢٤١٦٨ )

١١٢ :: الرواية مئة واثنتا عشرة :: قَالَ : قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى بْنُ جَعفَرٍ خليفة الله الإمَام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام الوصي السابع من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة : يَاهِشَامُ إِنَّ اللَّهَ تَبَاركَ وَتَعَالَى بَشَّرَ أَهْلَ الْعَقْلِ وَالْفَهْمِ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ {‏ فَبَشِّرْ عِبادِ :: الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللَّـهُ وَ أُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ } ( الزمر ١٧ - ١٨ ) يَا هِشَامُ إِنَّ اللَّهَ تَبَاركَ وَتَعَالَى أَكْمَلَ لِلنَّاسِ الْحُجَجَ بِالْعُقُولِ وَنَصَرَ النَّبِيِّينَ بِالْبَيَانِ وَدَلَّهُمْ عَلَى رُبُوبِيَّتِهِ بِالأدِلَّةِ فَقَالَ { وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ :: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ وَ الْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَ ما أَنْزَلَ اللَّـهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ بَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَ تَصْرِيفِ الرِّياحِ وَ السَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } ( البقرة ١٦٣ - ١٦٤ ) ... . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - تفسير القرآن بالقرآن ٤٣٥٥ )

١١٣ :: الرواية مئة وثلاثة عشرة :: عَنْ جَعفَرِ بْنِ مُحَمِّدٍ الصادق عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدَّهِ الْحُسَيْن بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ خليفة الله الإمَام الحسين بن علي الشهيد عليهم السلام الوصي الثالث من أوصياء رسول الله الي يوم القيامة قَالَ جَاء رَجُلٌ مِنْ الْيَهُودِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم ... فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم أَمَّا فَضْلِي عَلَى النَّبِيَّينَ فَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ دَعَا عَلَى قَوْمِهِ وَأَنَا اخْتَرتُ دَعوَتِي شَفَاعَة لأِمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَمَّا فَضْلُ عَشِيَرتِي وَأَهْلُ بَيْتِي وَذُرِّيَّتِي كََفَضْلِ الْمَاءِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ بِالْمَاءِ يَبْقَى كُلٌّ وَيَحيَا كَمَا قَالَ رَبِّي تَبَارَكَ وَتعَالَى { وَ جَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْ‏ءٍ حَيٍّ أَ فَلا يُؤْمِنُونَ } وَ مَحَبَّةُ أَهْلِ بَيْتِي وَعَشِيرَتِي وَ ذُرِّيَّتِي يَسْتَكْمِلُ الدِّين قَالَ صَدَقْتَ يَا مُحَمَّد ... . { أَ وَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَ جَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْ‏ءٍ حَيٍّ أَ فَلا يُؤْمِنُونَ } ( الأنبياء ٣٠ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل أهل البيت ٢٤١٦١ )

١١٥ :: الرواية مئة وخمسة عشرة :: عَنْ أَبِي عَبْدِاللَّهِ خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : لاَ يَدخُلُ الْجَنَّةَ أَحَدٌ فِيهِ مِثْقالُ { حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ } مِنْ كِبْرٍ ، وَ لاَ يَدخُلُ النَّارَ عَبْدٌ فِيهِ مِثْالُ { حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ } مِنْ إِيمَانٍ ، فَقُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ فَوَ اللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ مِنَّا لَيَلْبَسُ الثَّوْبَ الْجَدِيدَ ، أَوْ يَركْبُ الدَّابَّةَ ، فَيَكَادُ أَنْ يَدخُلَهُ ؟ قَالَ : لَيْسَ ذَا بِذَلِكَ . إِنَّمَا الْكِبْرُ مَنْ تَكَبَّرَ عَنْ وَ لاَيَتِنَا ، وَأَنْكَرَ مَعرِفَةَ أَئِمَّتِنَا ، فَمَنْ كَانَ فِيهِ مِثْقالُ { حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ } مِنْ ذَلِكَ ، لَمْ يُدخِلْهُ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ أَقَرَّ بِمَعرِفَةِ نَبِيِّنَا وَ أَقَرَّ بِحَقِّنَا ، لَمْ يُدخِلْهُ النَّارَ . { وَ نَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَ إِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَ كَفى‏ بِنا حاسِبِينَ } ( الأنبياء ٤٧ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل أهل البيت ٢٤١٦٢ )  

١٢٠ :: الرواية مئة وعشرون :: عَنْ أَبِي جَعفَرٍ خليفة الله الإمَام محمد بن عـلـي الباقر عليه السلام الوصي الإمَام الخامس من أوصياء نبي الله الى يوم القيامة فِي قَوْلِ اللَّهِ : عَزَّ وَجَلَ : { يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى‏ شَيْ‏ءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِيلَ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ } قَالَ : هِيَ الْوَلاَيَةُ وَهُوَ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : { يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَ } قَالَ : هِيَ الْوَلاَيَةُ . { يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّـهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ :: قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى‏ شَيْ‏ءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِيلَ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَ لَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْياناً وَ كُفْراً فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ } ( المائدة ٦٧- ٦٨ ) وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ : قَالَ هِيَ وَ لاَيَتُنَا ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل أهل البيت ٢٣٦٤٧ )

١٢١ :: الرواية مئة واحد وعشرون :: قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِاللَّهِ خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَ { وَ أَطِيعُوا اللَّـهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ احْذَرُوا } الآيَةِ فَقَالَ أَمَا وَ اللَّهِ مَا هَلَك مَنْ قَبْلَكُمْ وَ لاَ هَلَكَ مِنكمْ وَ لاَ يَهْلِكُ مَنْ بَعدَكُمْ إِلاَّ فِي تَركِ وَ لاَيَتِنَا وَ جُحُودِ حَقِّنَا وَ مَا خَرَجَ رَسُولُ صلى الله عليه وآله وسلم مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى أَلْزَمَ رِقَابَ هَذِهِ الأُمَّةِ حَقَّنَا { وَ اللَّـهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ } ( البقرة ٢١٣ ) . { وَ أَطِيعُوا اللَّـهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ احْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما عَلى‏ رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ } ( المائدة ٩٢ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل أهل البيت ٢٣٦٤٧ )

١٢٢ :: الرواية مئة واثنين وعشرون :: قَالَ : حَضرتُ أَبَا جَعفَرٍ خليفة الله الإمَام محمد بن عـلـي الباقر عليه السلام الوصي الخامس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة فَدَخَلَ عَلَيهِ رَجُلٌ مِنَ الْخَوَارِجِ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا جَعفَرٍ أَيَّ شَيءٍ تَعبُدُ قَالَ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ رأيتَهُ قَالَ بَلْ لَمْ تَرَهُ الْعُيُونُ بِمُشَاهَدَةِ الأبصَارِ وَلَكِنْ رَأَتهُ الْقُلُوبُ بِحَقَائِقِ الإيمَانِ لاَ يُعرَفُ بِالْقِيَاسِ وَلاَ يُدرَكُ بِالْحَوَاسِّ وَلاَ يُشَبَّهُ بِِالنَّاسِ مَوْصُوفٌ بِالآيَاتِ مَعرُوفٌ بِالْعَلاَمَاتِ لاَ يَجُورُ فِي حُكْمِهِ ذلِكَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ قَالَ فَخَرَجَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَقُولُ { اللَّـهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ } . { وَ إِذا جاءَتْهُمْ آيَةٌ قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى‏ مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللَّـهِ اللَّـهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغارٌ عِنْدَ اللَّـهِ وَ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما كانُوا يَمْكُرُونَ } ( الأنعام ١٢٤ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل أهل البيت ٢٣٧٠٣ )

١٢٨ :: الرواية مئة وثمانية وعشرون :: عَنْ أَبِي عَبْدِاللَّهِ خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة ( أَنَّهُ ) قَرَأَ { مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها } فَإِذَا جَاءَ بِهَا مَعَ الْوَلاَيَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا {   وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ } ( النمل ٩٠ ) حَهَنَّمَ لاَ يُخْرَجُ مِنْهَا وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ ( عنا ) الْعَذابُ { مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ } مِنْ غَيْرِهِمْ لاَ يُجَازَى ( يجاز ) إِلاَّ مِثْلَهَا ( وَ سأَلْتُهُ عَنْ ) قَوْلِهِ { مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ } ( النمل ٨٩ ) ( مَا هِيَ الْحَسَنَةُ الَّتِي مَنْ جَاءَ بِهَا ) أَمِنَ مِنْ فَزَعِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ الْحَسَنَةُ وَلاَيَتُنَا وَحُبُّنَا { وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ } ( النمل ٩٠ ) وَلَمْ يَقْبَلْ لَهُمْ عَمَلاً وَلاَ صَرفاً وَلاَ عَدلاً فَهُوَ بُغضُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ { هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كانُوا يَعْمَلُونَ } ( الأعراف ١٤٧ ) . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل أهل البيت ٢٣٧٢٠ )

١٣٢ :: الرواية مئة واثنين وثلاثون :: وَ عَنْ جَعفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء نبي الله الى يوم القيامة أَنَّهُ قَالَ : فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ { فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ :: وَ إِلى‏ رَبِّكَ فَارْغَبْ } ( الشرح ٧ - ٨ ) قَالَ : الدُّعَاءُ بَعدَ الْفَرِيضَةِ إِيَّاكَ أَنْ تَدَعَهُ فَإِنَّ فَضْلَهُ بَعدَ الْفَرِيضَةِ كَفَضْلِ الْفَرِيضَةِ عَلَى النَّافِلَةِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ { ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ } وَ أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ الدُّعَاءُ وَإِيَّاهُ عَنَى وَسُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ { إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ } ( هود ٧٥ ) قَالَ الأوَّاهُ الدَّعَّاءُ . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - تفسير القرآن بالقرآن ٤٨٥٢ )

١٣٥ :: الرواية مئة وخمسة وثلاثون :: سَمِعتُ رَسُولَ الله خليفة الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ : سَمِعتُ لَيْلَةً أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ ، قَالَ الْعزِيزُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ { آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ } ( البقرة ٢٨٥ ) قُلْتُ { وَ الْمُؤْمِنُونَ } قَالَ : صَدَقْتَ يَا مُحَمَّدُ ، مَنْ خَلَّفْتَ لأِمَّتِكَ ؟ قُلْتُ : خَيْرَهَا ، قَالَ : عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ يَا رَبِّ ، قَالَ : يَا مُحَمَّدُ إِنِّي اطَّلَعتُ عَلَى الأرضِ اطِّلاَعَةً فَاخْتَرتُكَ مِنْهَا ، فَشَقَقْتف لَكَ اسْماً مِنْ أَسْمَائِي فَلاَ أُذْكَرُ فِي مَوْضِعٍ إِلاَّ وَذُكِرتَ مَعِي ، فَأَنَا الْمَحمُودُ وَأَنْتَ مُحَمَّدٌ ، ثُمَّ اطَّلَعتُ الثَّانِيَةَ فَاخْتَرتُ مِنْهَا عَلِيّاً ، وَشَقَقْتُ لَهُ اسْمَاً مِنْ أَسْمَائِي ، فَأَنَا الأعلَى وَهُوَ عَلِيٌّ ، يَا مُحَمَّدُ إِنِّي خَلَقْتُ وَ خَلَقْتُ عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ مِنْ شَبَحِ نُورٍ مِنْ نُورِي ، وَ عَرَضْتُ وَ لاَيَتَكُمْ عَلَى أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الأِرَضِينَ ، فَمَنْ قَبِلَهَا كَانَ عِنْدِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَمَنْ جَحَدَهَا كَانَ عِنْدِي مِنَ الْكَافِرِينَ ، يَا مُحَمَّدُ لَوْ أَنَّ عَبْداً مِنْ عِبَادِي عَبَدَنِي حَتَّى يَنْقَطِعَ وَ يَصِيرَ مِثْلَ الشَّنِّ الْبَالِي ثُمَّ أَتَانِي جَاحِداً بِوَلايَتِكُمْ مَا غَفَرتُ لَهُ حَتَّى يُقِرَّ بِوَلاَيَتِكُمْ ، يَا مُحَمَّدُ أَتُحِبُّ أَنْ تَرَاهُمْ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ يَا رَبِّ ، فَقَالَ : الْتَفِتْ عَنْ يَمِينِ الْعَرشِ ، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا بِعَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ وَ عَلِيٍّ وَ مُحَمَّدٍ وَ جَعْفَرٍ وَ مُوسَى وَ عَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْمَهْدِيِّ عليهم السلام فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نُورٍ قِيَامٌ يُصَلُّونَ وَ الْمَهْدِيُّ فِي وَ سْطِهُمْ كَأَنَّهُ { كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ } فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ هَؤُلاَءِ الْحُجَجُ وَ هَذَا الثَّائِرُ مِنْ عِتْرَتِكَ ، يَا مُحَمَّدُ وَ عِزَّتِي وَ جَلاَلِي إِنَّهُ الْحُجَّةُ الْوَاجِبَةُ لأِوْلِيَائِي وَ الْمُنْتَقِمُ مِنْ أَعْدَائِي . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - الأمثال ٦٣٧٣ )

١٤٢ :: الرواية مئة واثنين واربعون :: قَالَ : كُنْتُ مَعَ أَبِي الْحَسَنِ خليفة الله الإمَام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام الوصي السابع من أصياء نبي الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم الى يوم القيامة بِمَكَّةَ فَقََالَ لَهُ رَجُلٌ إِنَّكَ لَتُفَسِّرُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَا لَمْ تَسْمَعْ بِهِ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام : عَلَيْنَا نَزَلَ قَبْلَ النَّاسِ وَلَنَا فُسِّرَ قَبْلَ أَنْ يُفَسَّرَ فِي النَّاسِ فَنَحنُ نَعرِفُ حَلاَلَهُ وَ حَرَامَهُ وَ نَاسِخَهُ وَ مَنْسُوخَهُ وَ سَفَرِيَّهُ وَ حَضَرِيَّهُ وَفِي أَيِّ لَيْلَةٍ نَزَلَتْ كَمْ مِنْ آيَةٍ وَ فِيمَنْ نَزَلَتْ وَ فِيمَا نَزَلَتْ فَنَحنُ حُكَمَاءُ اللَّهِ فِي أَرضِهِ وَ شُهَدَاؤُهُ عَلَى خَلْقِهِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى { سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَ يُسْئَلُونَ } ( الزخرف ١٩ ) فَالشَّهَادَةُ لَنَا وَ الْمَسأَلَةُ لِلْمَشْهُودِ عَلَيْهِ فَهَذَا عِلْمُ مَا قَد أَنْهَيْتُهُ إِلَيْكَ وَ أَدَّيْتُهُ إِلَيْكَ مَا لَزِمَنِي فَإِنْ قَبِلْتَ فَاشْكُر وَ إِنْ تَرَكَتْ فَـ { إِنَّ اللَّـهَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ شَهِيدٌ } . { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ الَّذِينَ هادُوا وَ الصَّابِئِينَ وَ النَّصارى‏ وَ الْمَجُوسَ وَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّـهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللَّـهَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ شَهِيدٌ } ( الحج ١٧ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - تفسير القرآن بالقرآن ٤٧٧١ )

١٤٣ :: الرواية مئة وثلاثة واربعون :: عَنْ أَبِي عَبْدِاللَّهِ خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام من أوصياء رسول الله الي يوم القيامة فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ { وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً } قَالَ : يَعنِي بِهِ وَ لاَيَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ خليفة الله الإمَام علي بن أبي طالب عليه السلام الوصي الأول من أوصياء خليفة الله رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم الى يوم القيامة قُلْتُ { وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى } قَالَ يَعنِي أَعمَى الْبصَرِ فِي الآخِرَةِ أَعمَى الْقلْبِ فِي الُّدنْيَا عَنْ وَلاَيَةِ أَمِيرِ الْمُؤمِنِيِن عليه السلام قَالَ وَهُوَ مُتَحَيِّرٌ فِي الْقِيَامَةِ يَقُولُ { لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى‏ وَ قَدْ كُنْتُ بَصِيراً } ( طه ١٢٥ ) ... . { وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى‏ } ( طه ١٢٤ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - تفسير القرآن بالقرآن ٤٧٦١ )

١٤٥ :: الرواية مئة وخمسة واربعون :: وقوله { الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ } يعني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والأوصياء من بعده يحملون علم الله يعني الملائكة { يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا } يعني شيعة آل محمد { رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا } من ولاية فلان وفلان وبني أمية { وَ اتَّبَعُوا سَبِيلَكَ } أي ولاية عـلـي ولي الله { وَ قِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ :: رَبَّنا وَ أَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَ أَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } يعني من تولى علياً فذلك صلاحهم { وَ قِهِمُ السَّيِّئاتِ وَ مَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ } يعني يوم القيامة { وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } لمن نجاه الله من ولاية فلان وفلان ، ثم قال : و { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا } يعني بني أمية { يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّـهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ } يعني إلى ولاية عـلـي عليه السلام { فَتَكْفُرُونَ } . { الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَ اتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَ قِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ :: رَبَّنا وَ أَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَ أَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ :: وَ قِهِمُ السَّيِّئاتِ وَ مَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } ( غافر ٧ - ٩ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - قصص الرسول وفضائلِةِ ٢١٦٩٠ )

١٤٦ :: الرواية مئة وستة واربعون :: عَنْ أَبي جَعفَرٍ خليفة الله الإمَام محمد محمد بن عـلـي الباقر عليه السلام من أوصياء نبي الله الى يوم القيامة قَالَ : إِنَّ مُحَمَّداً صلى الله عليه وآله وسلم كَانَ أَمِينَ اللَّهِ فِي أَضِهِ فَلَمَّا قَبَضَهُ اللَّهُ كُنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ وَرَثَتَهُ فَنَحنُ أُمَنَاءُ اللَّهِ فِي أَرضِهِ عِنْدَنَا عِلْمُ الْمَنَايَا وَ الْبَلاَيَا وَ أَنْسَابُ الْعَرَبِ وَ فَصلُ الْخِطَابِ وَمَوْلِدُ الإسْلاَمِ . قَالَ { شَرَعَ لَكُمْ } يَا آلَ مُحَمَّدٍ { مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ ... إِبْراهِيمَ وَ مُوسى‏ وَ عِيسى } فَقدَ عَلَّمَنَا مَا عَلِمْنَا وَ اسْتَوْدَعَنَا عِلْمَهُ وَ نَحنُ وَرَثَةُ أُلِي الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ { ‏أَنْ أَقِيمُوا } الصَّلاَةَ وَ { الدِّينَ } يَا آل مُحَمّدٍ { وَ لا تَتَفَرَّقُوا } وَ كُونُوا عَلَى جَمَاعَةٍ { كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ } . { شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَ ما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى‏ وَ عِيسى‏ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَ لا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّـهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ وَ يَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ } ( الشورى ١٣ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - قصص الرسول وفضائلِةِ ٢١٦٩٨ )

١٤٧ :: الرواية مئة وسبعة واربعون :: قَالَ :: قُلْتُ لأبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعفَرٍ خليفة الله الإمَام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام الوصي السابع من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة لأِيَّ عِلَّةِ عَرَجَ اللَّهُ بِنبيه صلى الله عليه وآله وسلم إِلَى السَّمَاءِ وَ مِنْهَا إِلَى سِدرَةِ الْمُنْتَهَى وَ مِنْهَا إِلَى حُجُبِ النُّورِ وَ خَاطَبَهُ وَ نَاجَاهُ هُنَاكَ وَ اللَّهُ لاَ يُوصَفُ بِمَكَانٍ ؟ فَقَالَ عليه السلام : إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لاَ يُوصَفُ بِمَكَانٍ وَلاَ يَجرِي عَلَيْهِ زَمَانٌ وَلَكِنَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَرَادَ أَنْ يُشَرِّفَ بِهِ مَلاَئِكَتَهُ وَ سُكَّانَ سَمَاوَاتِهِ وَ يُكْرِمَهُمْ بِمُشَاهَدَتِهِ وَ يُرِيَهُ مِنْ عَجَائِبِ عَظَمَتِهِ مَا يُخْبِرُ بِهِ بَعدَ هُبُوطِهِ وَلَيْسَ ذَلِكَ عَلَى مَا يَقُولُ الْمُشَبَّهُونَ { سُبْحانَ اللَّـهِ وَ تَعالى‏ عَمَّا يُشْرِكُونَ } . { وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللَّـهِ وَ تَعالى‏ عَمَّا يُشْرِكُونَ } ( القصص ٦٨ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - قصص الرسول وفضائلِهِ ٢١٦٣٩ )

١٤٨ :: الرواية مئة وثمانية واربعون :: قَالَ : قُلْتُ لأِبِي جَعفَرٍ خليفة الله الإمَام محمد بن عـلـي الباقر عليه السلام الوصي الخامس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة قَوْلَهُ لِنَبِيِّهِ صلي الله عليه وآله وسلم { لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ‏ءٌ } ( آل عمران ١٢٨ ) فَسِّرهُ لِي قَالَ فَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ الباقر عليه السلام : لِشَيْءٍ قَالَهُ اللَّهُ وَلِشيْءٍ أَرَادَهُ اللَّهُ يَا جَابِرُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم كَانَ حَرِيصاً عَلَى أَنْ يَكُونَ عَلِيٌّ عليه السلام مِنْ بَعدِهِ عَلَى النَّاسِ وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ خِلاَفُ مَا أَرَادَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم . قَالَ قُلْتُ فَمَا مَعنَى ذَلِكَ قَالَ : نَعَم عَنَى بِذَلِكَ قَوْلَ اللَّهِ لِرَسُولِهِ { لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ‏ءٌ } ( آل عمران ١٢٨ ) يَا مُحَمَّدُ الأمرُ ( إِلَى ) فِي عَلِيٍّ أَوْ فِي غَيْرِهِ أَلَمْ أَتلُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ فِيمَا أَنْزَلْتُ مِنْ كِتَابِي إِلَيْكَ {‏ الم :: أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ } إِلَى قَوْلِهِ { فَلَيَعْلَمَنَّ } قَالَ : فَوَّضَ رَسُولُ اللَّهِ الأمرَ إِلَيْه . {‏ الم :: أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ :: وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّـهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ لَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ } ( العنكبوت ١ - ٣ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - قصص الرسول وفضائلِهِ ٢١٦٤٤ )

١٤٩ :: الرواية مئة وتسعة واربعون :: قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء رسول الله الي يوم القيامة عَنْ قُوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ { كُلُّ شَيْ‏ءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ } قَالَ : دِينَهُ وَكَانَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ علي عليه السلام دِينَ اللَّهِ وَوَجهَهُ وَ عَيْنَهُ فِي عِبَادِهِ وَلِسَانَهُ الَّذِي يَنْطِقُ بِهِ وَيَدَهُ عَلَى خَلْقِهِ وَ نَحنُ وَ جهُ اللَّهِ الَّذِي يُؤْتَى مِنهُ لَنْ نَزَالَ فِي عِبَادِهِ مَا دَامَت للَّهِ فِيهِمْ رَوِيَّةٌ قُلْتُ : وَ مَا الرَّوِيَّةُ قَالَ : الْحَاجَةُ فَإِذَا لَمْ يَكُنْ للَّهِ فِيهِمْ حَاجَةٌ رَفَعَنَا إِلَيْهِ وَ صَنَعَ مَا أَحَب . { وَ لا تَدْعُ مَعَ اللَّـهِ إِلهاً آخَرَ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْ‏ءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } ( القصص ٨٨ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - قصص الرسول وفضائلِهِ ٢١٦٤٣ )

١٥٢ :: الرواية مئة واثنان وخمسون :: قَالَ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ خليفة الله الإمَام محمد بن عـلـي الباقر عليه السلام الوصي الخامس من أوصياء نبي الله الى يوم القيامة : إِذَا حَدَّثْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَسْأَلُونِي مِنْ كِتَابِ الله ثُمَّ قَالَ : فِي بَعضِ حَدِيثِهِ إِنَّ رَسُولَ صلى الله عليه وآله وسلم نَهَى عَنِ الْقِيلِ وَ الْقَالِ وَ فَسَادِ الْمَالِ وَفَسَادِ الأرضِ وَ كَثْرَةِ السُّؤَالِ قَالُو : يَا ابْنَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم وَ أَيْنَ هََذَا مِنْ كِتَابِ الله قَالَ : إِنَّ الله يَقُولُ فِي كِتَابِهِ : { لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ } ( النساء ١١٤ ) وَ قَالَ : { وَ لا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّـهُ لَكُمْ قِياماً } ( النساء ٥ ) وَ { لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ } ( المائدة ١٠١ ) . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل القرآن الكريم ٦٦٥ )

١٦٢ :: الرواية مئة واثنان وستون :: عَنْ أَبِي عَبْدِالله خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلي الله عليه وآله وسلم : إِنَّ الله ( عَزَّ وَ جَلَّ ) اخْتَارَ مِنَ الأيَّامِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَ مِنَ الشُّهُورِ شَهْرَ رَمَضَانَ ، وَ مِنَ اللَّيَالِي لَيْلَةَ الْقَدرِ ، فَجَعَلَهَا خَيراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ . وَ اخْتَارَ مِنْ النَّاسِ الأنْبِيَاءِ الرُّسُلَ ، وَ اخْتَارَنِي مِنَ الرُّسُلِ ، فَاخْتَارَ مِنِّي عَلِيّاً ، وَ اخْتَارَ مِنْ عِليٍّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ ، وَ اخْتَارَ مِنَ الْحُسَيْنِ أَئِمَّةً يَنْفُونَ عَنِ التَّنْزِيلِ تَحرِيفَ الْغَالِينَ ، وَ انْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ ، وَ تَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ ، تَاسِعُهُمْ بَاطِنُهُمْ ، وَ هُوَ ظَاهِرُهُمْ ، وَهُوَ قَائِهُهُمْ . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل القائم ٢٦١٢٥ )

١٦٣ :: الرواية مئة وثلاثة وستون :: جَعفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّادِقَ خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة : عَنْ تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ { وَ إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ } ؟ فَقَالَ الصادق عليه السلام : إِنَّ الله سُبْحَانَهُ لَمَّا خَلَقَ إِبرَاهِيمَ كَشَفَ لَهُ عَنْ بَصَرِهِ فَنَظَرَ فَرَأَى نُوراً إِلَى جَنْبِ الْعَرشِ ، فَقَالَ : إِلَهِي ، مَا هَذَا النُّورُ ؟ فَقَِيلَ لَهُ : هَذَا نُورُ مُحَمَّدٍ صَفْوَتِي مِنْ خَلْقِي ، وَرَأَى نُوراً إِلَى جَنْبِهِ ، فَقَالَ : إِلَهِي ، وَ مَا هَذَا النُّورُ ؟ فَقِيلَ لَهُ : هَذَا نُورُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام نَاصِرِ دِينِي ، وَرَأَى إِلَى جَنْبِهِمْ ثَلاَثَةَ أَنْوَارٍ ، فَقَالَ : إِلَهِي وَمَا هَذِهِ الأنْوَارُ ؟ فَقِيلَ لَهُ : هَذَا نُورُ فَاطِمَةَ ، فَطَمَتْ مُحِبِّيهَا مِنَ النَّارِ ، وَنُورُ وَلَدَيْهَا الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ فَقَالَ : إِلَهِي وَأَرَى تِسعَةَ أنْوَارٍ قَد أَحدَقُوا بِهِمْ ، قِيلَ : يَا إِبْرَاهِيمُ هَؤُلاَءِ الأئِمَّةُ مِنْ وُلْدِ عَلِيٍّ وَ فَاطِمَة ، فَقَالَ إِبْرَهِيمُ إِلَهِي بِحَقِّ هَؤُلاءِ الْخَمْسَةِ إِلاَّ عَرَّفْتَنِي مِنَ التِّسْعَةِ ؟ قِيلَ يَا إِبْرَاهِيمُ أَوَّلُهُمْ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ السجاد وَ ابْنُه مُحَمَّدٌ الباقر وَ ابْنُهُ جَعفَرٌ الصادق وَ ابْنُهُ مُوسَى الكاظم وَ ابْنُهُ عَلِيٌّ الرضا وَ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ الجواد وَ ابْنُهُ عَلِيٌّ الهادي وَ ابْنُهُ الْحَسَنُ العسكري وَ الْحُجَّةُ الْقَائِمْ المهدي ابْنُهُ . فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ إِلَهِي وَ سَيِّدِي أَرَى أَنْوَاراً قَد أَحدَقُوا بِهِمْ لاَ يُحصِي عَدَدَهُمْ إِلاَّ أَنْتَ قِيلَ يَا إِبْرَاهِيمُ هَؤُلاَءِ شِيعَتُهُمْ شِيعَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ وَبِمَا تَعرِفُ شِيعَتَهُ قَالَ بِصَلاَةِ إِحدَى وَخْمسِينَ وَالْجهْرِ بِـ { بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ } وَالْقُنُوتِ قَبْلَ الرُّكُوعِ وَالتَّخَتُّمِ فِي الْيَمِينِ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ إِبْرَاهِيمُ اللَّهُمَّ اجعَلْنِي مِنْ شِيعَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ فَأَخْبَرَ الله تَعَالَى فِي كِتَابِهِ فَقَالَ { وَ إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ } ( الصافات ٨٣ ) . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل القائم ٢٦١١٨ )

١٦٤ :: الرواية مئة واربعة وستون :: عَنْ أَبِي جَعفَرٍ خليفة الله الإمَام محمد بن عـلـي الباقر عليه السلام الوصي الخامس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة : فِي قَوْلِهِ تَعَالَى { أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ } قَالَ نَزَلَتْ فِي الْقَائِمِ عجل الله تعالي فرجه الشريف وَ كَانَ جَبْرَئِيلُ عليه السلام عَلَى الْمِيزَابِ فِي صُورَةِ طَيْرٍ أَبْيَضَ فَيَكُونُ أَوَّلَ خَلْقِ اللَّهِ مُبَايَعَة لَهُ أَعنِي جَبْرَئِيلَ وَ يُبَايِعُهُ النَّاسُ الثَّلاَثُمِائَةِ وَ ثَلاَثَةَ عَشَرَ فَمَنْ كَانَ ابْتُلِيَ بِالْمَسِيرِ وَافَى فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وَ مَنْ لَمْ يُبْتَلَ بِالْمَسِيرِ فُقِدَ مِنْ فِرَاشِهِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ { وَ لِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّـهُ جَمِيعاً } ( البقرة ١٤٨ ) قَالَ الْخَيْرَاتُ الْوَلاَيةُ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ . { أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَ إِلهٌ مَعَ اللَّـهِ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ } ( النمل ٦٢ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - تفسير القرآن بالقرآن ٤٧٨٨ )

١٦٥ :: الرواية مئة وستون :: قَالَ أَبُو جَعفَرٍ خليفة الله الإمَام محمد بن عـلـي الباقر عليه السلام الوصي الخامس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة : وَ اللَّهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى الْقَائِمِ عجل الله تَعَالَى فرجه الشريف وَ قَد أَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَى الْحَجَرِ ثُمَّ يَنْشُدُ اللَّهَ حَقَّهُ ثُمَّ يَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ يُحَاجَّنِي فِي اللَّهِ فَأَنَا أَوْلَى بِاللَّهِ ، أَيُّهَا النَاسُ مَنْ يُحَاجَّنِي فِي آدَمَ فَأَنَا أَوْلَى بِآدَمَ ، أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ يُحَاجَّنِي فِي نُوحٍ فَأَنَا أَوْلَى بِنُوحٍ ، أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ يُحَاجَّنِي فِي إِبْرَاهِيمَ فَأَنَا أَوْلَى بِإِبْرَاهِيم ، أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ يُحَاجَّنِي فِي مُوسَى فَأَنَا أَوْلَى بِمُوسَى ، أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ يُحَاجَّنِي فِي عِيسَى فَأَنَا أَوْلَى بِعِيسَى ، أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ يُحَاجَّنِي فِي مُحَمَّدٍ فَأَنَا أَوْلَى بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ يُحَاجَّنِي فِي كِتَابِ اللَّهِ فَأَنَا أَوْلَى بِكِتَابِ اللَّهِ فَأَنَا أَوْلَى بِكِتَابِ اللَّهِ ، ثُمَّ يَنْتَهِي إِلَى الْمَقَامِ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَ يَنْشُدُ اللَّهَ حَقَّهُ ، ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ الباقر عليه السلام : هُوَ وَ اللَّهِ الْمُضْطَرُّ فِي كِتَابِ اللَّهِ فِي قَوْلِهِ { أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ } فَيَكُونُ أَوَّلُ مَنْ يُبَايِعُهُ جَبْرَئِيلَ ثُمَّ الثّلاَثُمِائَةِ وَ الثّلاَثَةَ عَشَرَ رَجُلاً فَمَنْ كَانَ ابْتُلِيَ بِالْمَسِيرِ وَ افَاهُ وَمَنْ لَمْ يُبْتَلَ بِالْمَسِيرِ فُقِدَ عَنْ فِرَاشِهِ وَ هُوَ قَوْلُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هُمُ الْمَفْقُودُونَ عَنْ فُرُشِهِمْ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ : { فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّـهُ جَمِيعاً } ( البقرة ١٤٨ ) قَالَ : الْخَيرَاتُ الْوَلاَيَة . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - تفسير القرآن بالقرآن ٤٧٨٩ )

١٦٦ :: الرواية مئة وستة وستون :: عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ خليفة الله الإمَام علي بن الحسين السجاد عليه السلام الوصي الرابع من أوصياء رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم الى يوم القيامة قَالَ : إِنَّ مِنَ الأوْقَاتِ الَّتِي قَدَّرَهَا اللَّهُ لِلنَّاسِ مِمَّا يَحتَاجُونَ إِلَيْهِ الْبَحرَ الَّذِي خَلَقَ اللَّهُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الأرضِ وَإِنَّ اللَّهَ قَدَّرَ فِيهِ مَجَارِيَ الشّمسِ وض الْقَمَرِ وَ النُّجُومِ وَ الْكَوَاكِبِ ثُمَّ قَدَّرَ ذَلِكَ كُلَّهُ عَلَى الْفَلَكِ ثُمَّ وَ كَّلَ بِالْفلَكِ مَلَكاً مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلكِ يُدِيرُونَ الْفَلَكَ فَإِذَا دَارَتِ الشَّمسُ وَ الْقَمَرُ وَ النُّجُومُ وَ الْكَوَاكِبُ مَعَهُ نَزَلَتْ فِي مَنَازِلِهَا الَّتِي قَدَّرَهَا اللَّهُ فِيهَا لِيَوْمِهَا وَ لَيْلَتِهَا وَ إِذَا كَثُرَت ذُنُوبُ الْعِبَادِ وَأَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَسْتَعتِبَهُمْ بِآيَةٍ مِنْ آيَاتِهِ أَمَرَ الْمَلَكَ الْمُوَكَّلَ بِالْفَلَكِ أَنْ يُزِيلَ الْفَلَكَ الَّذِي عَلَيْهِ مَجَارِي الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ وَ النُّجُومِ وَ الْكَوَاكِبِ ، فَيَأْمُرُ الْمَلَكُ أُولَئِكَ السَّبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ أَنْ يُزِيلُوا الْفَلَكَ عَنْ مَحَارِيه قَالَ : فَيُزِيلُونَهُ فَتَصِيرُ الشَّمْسُ فِي الْبَحرِ الَّذِي يَجْرِي فِيهِ الْفَلَكُ فَيُطْمَسُ حَرُّهَا وَيُغَيَّرُ لَوْنُهَا فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُعَظِّمَ الآيَةَ طُمِسَتِ الشَّمسُ فِي الْبَحرِ عَلَى مَا يُحِبُّ اللَّهُ أَنْ يُخَوِّفَ خَلْقَهُ بِالآيَةِ فَذَلِكَ فَذَلِكَ عِنْدَ شِدَّةِ انْكِسَافِ الشَّمسِ وَ كَذَلِكَ يُفْعَلُ بِالْقمَرِ فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُخْرِجَهُمَا وَيَرُدَّهُمَا إِلَى مَحرَاهُمَا أَمَرَ الْمَلَكَ الْمُوَكَّلَ بِالْفَلَكِ أَنْ يَرُدَّ الشَّمسَ إِلَى مَجرَاهَا فَيَرُدُّ الْمَلَكُ الْفَلَكَ إِلَى مَجرَاهُ فَتَخْرُجُ مِنَ الْمَاءِ وَهِيَ كَدِرَةٌ وَ الْقَمَرُ مِثْلُ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ السجاد عليه السلام : إِنَّهُ لاَ يَفْزَعُ لَهُمَا وَ لاَ يَرهَبُ إِلاَّ مَنْ كَانَ مِنْ شِيعَتِنَا فَإِذَا كَا٫َ ذَلِكَ فَافْزَعُوا إِلَى اللَّهِ وَارجِعُو . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - المخلوقات في القرآن الكريم ٩٩٣٢ )

١٦٩ :: الرواية مئة وتسعة وستون :: عَنْ النَّبِيِّ خليفة الله رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ : أَنَا وَارِدُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ ، وَ أَنْتَ يَا عَلِيُّ المرتضى السَّاقِي وَ الحَسَن المجتبى الرَّائِدُ وَ الْحُسَيْنُ الشهيد الآمِرُ وَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنُ السجاد الْفَارِطُ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الباقر النَّاشِرُ وَ جَعفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصادق السَّائِقُ وَ مُوسَى بْنُ جَعفَرٍ الكاظم مُحصِي الْمُحِبِّينَ وَ الْمُبْغِضِينَ وَ قَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرضا مُزَيِّنُ الْمُؤْمِنِينَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الجواد مُنْزِلُ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِي دَرَجَاتِهِمْ وَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الهادي خَطِيبُ شِيعَتِهِمْ وَ مُزَوِّجُهُمُ الْحُورَ وَ الحَسَن بْنُ عَلِيٍّ العسكري سِرَاجُ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَسْتَضِيئُونَ بِهِ وَ الْهَادِي الْمَهْدِيُ القائم شَفِيعُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَيْثُ لاَ يَأْذَنُ إِلاَّ { لِمَنْ يَشاءُ وَ يَرْضى } . { وَ كَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَنْ يَشاءُ وَ يَرْضى } ( النجم ٢٦ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الحسنين ٢٣١٩٩ )‏

١٧٠ :: الرواية مئة وسبعون :: عَنْ أَبِي جَعفَرٍ خليفة الله الإمَام محمد بن عـلـي الباقر عليه السلام الوصي الخامس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة فِي قَوْلِهِ : { إِنَّما يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً } قَالَ : نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الْحُسَيْنُ عليهم السلام وَ ذَلِكَ فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم فَدَعَا رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم عَلِيّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الحَسَنِ وَ الْحُسَيْنُ عليهم السلام ، ثُمَّ أَلْبَسَهُمْ كِسَاءً خَيْبَرِيّاً وَدَخَلَ مَعَهُمْ فِيهِ ، ثُمَّ قَالَ : (( اللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلُ بَيْتِيَ الَّذِينَ وَعَدتَنِي فِيهِمْ مَا وَعَدتَنِي اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهِّرهُمْ تَطْهِيراً )) نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فَقَالَتْ أُمُ سَلَمَةَ : وَ أَنَا مَعَهُمْ يَا رَسُولَ اللَّه ؟ قَالَ : أَبْشِرِي يَا أُمَّ سَلَمَةَ إِنَّكِ إِلَى خَيْر . { وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَ لا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى‏ وَ أَقِمْنَ الصَّلاةَ وَ آتِينَ الزَّكاةَ وَ أَطِعْنَ اللَّـهَ وَ رَسُولَهُ إِنَّما يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً } ( الأحزاب ٣٣ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الحسنين ٢٣١٣٦ )

١٧٢ :: الرواية مئة واثنان وسبعون :: عَنْ جَعفَرٍ عَنْ أَبِيِهِ خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليهم السلام الوصي السادس من أوصياء نبي الله الى يوم القيامة فِي قَوْلِهِ ( قَوْلِ اللَّه ) { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِ } قَالَ : نَزَلَتْ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام خَاصَّةً دُونَ النَّاسِ . { حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَ الدَّمُ وَ لَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَ ما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّـهِ بِهِ وَ الْمُنْخَنِقَةُ وَ الْمَوْقُوذَةُ وَ الْمُتَرَدِّيَةُ وَ النَّطِيحَةُ وَ ما أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ ما ذَكَّيْتُمْ وَ ما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَ أَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَ اخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } ( المائدة ٣ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - تنزيل القرآن ٣٥٩١ )

١٧٣ :: الرواية مئة وثلاثة وسبعون :: قَالَ : سَمِعتُ أَبَا عَبْدِاللَّهِ خليفة الله الإمَام جعفر الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء رسول الله الي يوم القيامة يَقُولُ : لَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ عَرَفَاتٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ فَقَالَ لَهُ : يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّه يُقْرِئُكَ السَّلاَمَ وَيَقُولُ لَكَ قُلْ لأِمَّتِكَ { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } بِوَلاَيَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ { وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً } وَلَسْتُ أُنْزِلُ عَلَيْكُمْ بَعدَ هَذَا قَد أَنْزَلْتُ عَلَيْكُمُ الصَّلاَة وَ الزَّكَاةَ وَ الصَّوْمَ وَ الْحَجَّ وَهِيَ الْخَامِسَةُ وَلَسْتُ أَقْبَلُ هَذِهِ الأربَعَةَ إلاَّ بِهَا . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - تنزيل القرآن ٣٥٩٢ ) انتبه وتأمل وتدبر وتفكر الخامسة في ترتيب النزول ولحكمة من الله تعالى والأولى في أُس الدين وفي أركان الدين وفي أصول الدين وفي فروع الدين ولا تقبل الأعمال إلا بها فهي واحدة لا تنفك عن ولاية اللَّه ولها مراتبها الحمد لله على اتمام نعمة الإيمان واكمال الدِين بولاية اللَّه ومحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والمهدي والسجاد والباقر والصادق والكاظم والرضا والجواد والهادي والعسكري والمنتظر القائم المهدي عليهم السلام اللهم اننا نؤمن بأنهم خلفاء الله وحجج الله في أرضه وسمائه ونواليهم ونتولاهم ونتبراء من اعدائهم اللهم عجل فرجهم وأقم دولتهم دولة الحق تدبر و تفكر " وَلَسْتُ أَقْبَلُ هَذِهِ الأربَعَةَ إلاَّ بِهَا " إلا بالولاية

١٧٥ :: الرواية مئة وخمسة وسبعون :: قَالَ : قَرَأَ رَجُلٌ عِنْدَ أَبِي جَعفَرٍ خليفة الله الإمَام محمد بن عـلـي الباقر عليه السلام الوصي الخامس من أوصياء رسول الله الي يوم القيامة { وَ أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً } ( لقمان ٢٠ ) قَالَ : أَمَّا النِّعمَةُ الظَّاهِرَةُ فَهُوَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم وَ مَا جَاءَ بِهِ مِنْ مَعرِفَةِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَوْحِيدِهِ وَ أَمَّا النِّعمَةُ الْبَاطِنَةُ فَوَلاَيَتُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَ عَقدُ مَوَدَّتَِنَا ، فَاعتَقَدَ وَ اللَّهِ قَوْمٌ هَذِهِ النِّعمَةَ الظَّاهِرَةَ وَ الْبَاطِنَةَ وَ اعتَقَدَهَا قَوْمٌ ظَاهِرَهُ وَلَمْ يَعتَقِدُوا بَاطِنَهُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : { يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ } ( المائدة ٤١ ) فَفَرِحَ رَسُولُ اللَّهِ عِنْدَ نُزُولِهَا ، إِذْ لَمْ يَتَقَبَّلِ اللَّهُ تَعَالَى إِيمَانَهُمْ ، إِلاَّ بِعَقدِ وَلاَيَتِنَا وَمَحَبَّتِنَا . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - تنزيل القرآن ٣٥٩٦ )

١٧٦ :: الرواية مئة وستة وسبعون :: عَنْ أَبِي جَعفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ خليفة الله الإمَام محمد بن عـلـي الباقر عليه السلام الوصي الخامس من أوصياء رسول الله الي يوم القيامة عَنْ جَدِّهِ عليهم السلام قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ رَاكِبٌ وَخَرَجَ عَلِيٌّ عليه السلام وَهُوَ يَمْشِي فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا الْحَسَنِ إِمَّا أَنْ تَركَبَ وَإِمَّا أَنْ تَنْصَرِفَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنِي أَنْ تَركَبَ إِذَا رَكِبْتُ وَتَمشِيَ إِذَا مَشَيتُ وَتَجلِسَ إِذَا جَلَسْتُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ حَدٌّ مِنْ حُدُودِ اللَّهَ لاَ بُدَّ لَكَ مِنَ الْقِيَامِ وَالْقُعُودِ فِيه ... وَلَقد أَنْزَلَ اللَّهُ عَزّ وَجَلَّ إِلَيَّ { يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ } يَعنِي فِي وَلاَيَتِكَ يَا عَلِيُ { وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ } وَلَوْ لَمْ أُبَلِّغْ مَا أُمِرتُ بِهِ مِنْ وَلاَيَتِكَ لَحَبِطَ عَمَلِي ... . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - تنزيل القرآن ٣٦٢٣ )

١٧٨ :: الرواية مئة وثمانية وسبعون :: عَنْ أَبِي جَعفَرٍ خليفة الله الإمَام محمد بن عـلـي الباقر عليه السلام الوصي الخامس من أوصياء رسول الله الي يوم القيامة قَالَ : لَمَّا نَزَلَ جَبْرَئِيلُ عليه السلام عَلَى رَسُولِ صلى اللَّهِ عليه وآله وسلم فِي حَجّةِ الْوَدَاعِ بِإِعلاَنِ أَمرِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ { يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ } إِلَى آخِرِ الآيَةِ قَالَ : فَمَكَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم ثَلاَثاً حَتَّى أَتَى الْجُحفَةَ فَلَمْ يَأْخُذْ بِيَدِهِ فَرَقاً مِنَ النَّاسِ فَلَمَّا نَزَلَ الْجُحفَةَ يَوْمَ الْغَدِيرِ فِي مَكَانٍ يُقَالُ لَهُ مَهْيَعَةُ فَنَادَى الصَّلاَةَ جَامِعَةً فَاجتَمَعَ النَّاسُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم : مَنْ أَوْلَي بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ؟ قَالَ : فَجَهَرُوا فَقَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ : الثَّانِيَةَ فَقَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ : الثَّالِثَةَ فَقَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ عليه السلام فَقَالَ : مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ وَانْصُر مَنْ نَصَرَهُ وَاخذُلْ مَنْ خَذَلَهُ فَإِنَّهُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ وَهُوَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلاَّ أَنَّهُ لاَ نَبِيَّ مِنْ بَعدِي . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - تنزيل القرآن ٣٦١٤ )

١٧٩ :: الرواية مئة وتسعة وسبعون :: قَالَ أَبُو عَبْدِاللَّهِ خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء نبي الله الي يوم القيامة لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ بِالْوَلاَيَةِ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم بِالدَّوْحَاتِ دَوْحَاتِ غَدِيرِ خُمٍّ فَقُمِّت ثُمَّ نُودِيَ الصَّلاَةَ جَامِعَةً ثُمَّ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ألَسْتُ { أَوْلى‏ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ } قَالُوا : بَلَى قَالَ : فَمَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ رَبِّ وَالِ مِنْ وَالاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ ثُمَّ أَمَرَ النَّاسَ بِبيَعَتِهِ وَبَايَعَهُ النَّاسُ لاَ يَجِيءُ أَحَدٌ إِلاَّ بَايَعَةُ لاَ يَتَكَلَّمُ حَتَّى جَاءَ أَبُو بَكْر فَقَالَ يَا أَبَا بَكْر بَايِع عَلِيّاً بِالْوَلاَيَةِ . فَقَالَ : مِنَ اللَّه أَوْ مِنْ رَسُولِهِ فَقَالَ : مِنَ اللَّه وَمِن رَسُولِهِ ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ فَقَالَ : بَايِع عَلِيّاً بِالْوَلاَيَةِ فَقَالَ : مِنَ اللَّه أَوع مِنْ رَسُولِهِ فَقَالَ : مِنَ اللَّه وَمِنْ رَسُولِهِ ثُمَّ ثَنَى عِطفَيهِ فَالْتَفَتَ فَقَالَ فَقَالَ لأِبِي بَكْرٍ : لَشَدَّ مَا يَرفَعُ بِضَبعَيْ ابْنِ عَمِّهِ ثُمَّ خَرَجَ هَارِباً مِنَ الْعَسْكَرِ فَمَا لَبِثَ أَنْ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ : يَا رَسُولُ اللَّه إِنِّي خَرَجتُ مِنَ الْعَسْكَرِ لِحَاجَةٍ فَرَأَيتُ رَجُلاً عَلَيهِ ثِيَابٌ لَمْ أَرَ أَحسَنَ مِنهُ وَالرَّجُلُ مِنْ أَحسَنِ النَّاسِ وَجهاً وَأَطيَبِهمْ رِيحاً فَقَالَ : لَقَد عَقَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم لِعَلِيٍّ عَقداً لاَ يَحُلُّهُ إِلاَّ كَافِرٌ فَقَالَ : يَا عُمَرُ أتَدرِي مِنْ ذَاكَ قَالَ : لاَ قَالَ : ذَاكَ جَبرَئِيلُ عليه السلام فَاحذَر أَنْ تَكُونَ أَوَّلَ مَنْ تَحُلُّهُ فَتَكْفُرَ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِاللَّهِ الصادق عليه السلام : لَقَد حَضَرَ الْغَدِيرَ اثنَا عَشَرَ أَلْفَ رَجُلٍ يَشْهَدُونَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام فَمَا قَدَرَ عَلَى أَخذِ حَقَّهِ وَإِنَّ أَحَدَكُمْ يَكُونُ لَهُ الْمَالُ وَلَهُ شَاهِدَانِ فَيَأْخُذُ حَقَّهُ { فَإِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْغالِبُونَ } فِي عَلِيٍّ عليه السلام . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - تنزيل القرآن ٣٦٠٣ )

١٨٢ :: الرواية مئة واثنان وثمانون :: عَنْ أَبِي عَبْدِاللَّهِ خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة أَنَّهُ قَالَ سَبَبُ نُزُولِ هَذِهِ الآيَةِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ ، فَقَالَ لِعَلِيٍّ يَا عَلِيُّ إِنِّي سَأَلْتُ الله اللَّيْلَةَ ، بِأَنْ يَجعَلَكَ وَزِيرِي فَفَعَلَ ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ يَجعَلَكَ وَصِيِّي فَفَلَ ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ يَجعَلَكَ خَلِيفَتِي فِي أُمَّتِي فَفَعَلَ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصحَابِهِ الْمُنَافِقِينَ ، وَاللَّهِ لَصَاعٌ مِنْ تَمرٍ فِي شَنٍ بَالٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا سَأَلَ مُحَمَّدٌ رَبَّهُ أَلاَّ سَأَلَهُ مَلَكاً يَعضُدُهُ ، أَوْ مَالاً يَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى مَا فِيهِ ، وَوَ اللَّهِ مَا دَعَا عَلِيّاً قَطُّ إِلَى حَقًّ أَوْ إِلَى بَاطِلٍ إِلاَّ أَجَابَهُ ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ { فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى‏ إِلَيْكَ } الآيَة . { فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى‏ إِلَيْكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ وَ اللَّـهُ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ وَكِيلٌ } ( هود ١٢ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الإمام علي ٢٢٢٤٧ )

١٨٣ :: الرواية مئة وثلاثة وثمانون :: حَدِيثاً مُسْنَداً إِلَى الْبَااقِرِ عليه السلام قَالَ سُئِلَ الْبَاقِرُ خليفة الله الإمَام محمد بن عـلـي الباقر عليه السلام الوصي الخامس من أوصياء نبي الله الى يوم القيامة عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى { فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ } مِنْ هَؤَلاَء فَقَالَ ، قَالَ : رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ أَذَّنَ جَبرَئِيلُ عليه السلام ، وَأَقَامَ وَجَمِيعُ النَّبِيِّينَ ، وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَتَقَدَّمتُ وَصَلَّيْتُ بِهِمْ فَلَمَّا انْصَرَفْتُ قَالَ جَبَرَئِيلُ قُلْ لَهُمْ بِمَ تَشْهَدُونَ قَالُوا نَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ وَأَنَّ عَلِيّاً أَمِيرُ الْمُؤْمِنِين . { فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ } ( يونس ٩٤ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الإمام علي ٢٢٢٤٣ )

١٨٨ :: الرواية مئة وثمانية وثمانون :: وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضا خليفة الله الإمَام علي بن موسي الرضا عليه السلام الوصي الثامن من أوصياء رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم الى يوم القيامة : ( فِي هَذِهِ الآيَةِ ) { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ } : ( قَوْلُ ) لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِيٌّ وَلِيٌّ اللَّهِ ، وَخَلِيفَةُ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ حَقّاً ، وَخُلَفَاءُ اللَّهِ ، وَ { الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ } عِلْمُهُ فِي قَلْبِهِ بِأَنَّ هَذَا ( الْكَلاَمَ ) صَحِيحٌ ، كَمَا قُلْتُهُ بِلِسَانِي . { مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَ الَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَ مَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ } ( فاطر ١٠ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - قصص الرسول وفضائلِهِ ٢١٦٦٩ )

١٨٩ :: الرواية مئة وتسعة وثمانون :: عَنْ أَبِي عَبْدِاللَّه خليفة الله الإمَام جعفر الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة قَالَ : مَا يَقُولُ النَّاسُ فِي هَذِهِ الآيَةِ ؟ { وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً } قُلْتُ : يَقُولُونَ إِنَّهَا فِي الْقِيَامَةِ ، قَالَ : لَيْسَ كَمَا يَقُولُونَ إِنَّ ذَلِكَ فِي الرَّجعَةِ أَيَحشُرُ اللَّهُ فِي الْقِيَامَةِ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً وَيَدَعُ الْبَاقِينَ ؟ إِنَّمَا آيَةُ الْقِيَامَةِ قَوْلُهُ { وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً } ( الكهف ٤٧ ) وَقوْلُهُ { وَ حَرامٌ عَلى‏ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ } ( الأنبياء ٩٥ ) فَقَالَ الصَّادِقُ عليه السلام : كُلُّ قَريَةٍ أَهْلَكَ اللَّهُ أَهْلَهَا بِالْعَذَابِ ، وَمَحَضُوا ، الْكُفْرَ مَحضاً لاَ يَرجِعُونَ فِي الرَّجعَةِ ، وَ أَمَّا فِي الْقِيَامَةِ فَيَرجِعُونَ ، أَمَّا غَيرُهُمْ مَّمِنْ لَمْ يَهْلِكُوا بِالْعَذَابِ ( وَ مَحَضُوا الإِيمَانَ مَحضاً أَوْ ) وَ مَحَضُوا الْكُفْرَ مَحضاً يَرجِعُون . { وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ } ( النمل ٨٣ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - المعاد ٢٧٦٤٦ )

١٩٠ :: الرواية مئة وتسعون :: قَالَ أَبُو عَبْدِاللَّهِ خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء نبي الله الي يوم القيامة : إِنَّ الدَّوَاوِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلاَثَةٌ دِيوَانٌ فِيهِ النَّعَمُ وَدِيوَانٌ فِيهِ الْحَسَنَاتُ وَ دِيوَانٌ فِيهِ السَّيِّاتُ فَيُقَابَلُ بَينَ دِيوَانِ النِّعَمِ وَ دِيوَانِ الْحَسَنَاتِ فَتَسْتَغْرِقُ النِّعَمُ عَامَّةَ الْحَسَنَاتِ وَيَبقَى دِيوَانُ السَّيِّئَاتِ فَيُدعَى بِابْنِ آدَمَ الْمُؤْمِنِ لِلْحِسَابِ فَيَتَقَدَّمُ الْقُرآنُ أَمَامَهُ فِي أَحسَنِ صُورَةٍ فَيَقُولُ يَارَبِّ أَنَا الْقُرآنُ وَهَذَا عَبْدُكَ الْمُؤْمِنُ قَد كَانَ يُتعِبُ نَفْسَهُ بِتِلاَوَتِي وَيُطِيلُ لَيْلَهُ بِتَرتِيلي وَتَفِيضُ عَينَاهُ إِذَا تَهَجّدَ فَأَرضِهِ كَمَا أَرضَانِي قَالَ : فَيَقُولُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ : عَبْدِيَ ابْسُطْ يَمِينَكَ فَيَملَؤُهَا مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْجَبَّارِ وَيَملأَ شِمَالَهُ مِنْ رَحمَةِ اللَّهِ ثُمَّ يُقَالُ هَذِهِ الْجَنَّةُ مُبَاحَةٌ لَكَ فَاقْرَأْ وَاصعَد فَإِذَا قَرَأَ آيَةً صَعِدَ دَرَجَةً . { قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } ( الزمر ٥٣ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - المعاد ٢٧٦٦٧ )

١٩٧ :: الرواية مئة وسبعة وتسعون :: عَنْ أَبِي عَبْدِاللَّهِ خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء رسول الله الي يوم القيامة قَالَ : انْتَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام وَهُوَ نَائِمٌ فِي الْمَسْجِدِ قَد جَمَعَ رَملاً وَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلَيْهِ فَحَرَّكَهُ بِرِجلِهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ : قُمْ يَا دَابَّةَ اللَّهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصحَابِهِ يَا رَسُولُ اللَّهِ أَيُسَمِّي بَعضُنَا بَعضاً بِهَذَا الاِسْمِ فَقَالَ : لاَ وَاللَّهِ مَا هُوَ إِلاَّ لَهُ خَاصَّةً وَهُوَ الدَّابَّةُ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ { وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ } ( النمل ٨٢ ) . ثُمَّ قَالَ : يَا عَلِيُّ إِذَا كَانَ آخِرُ الزَّمَانِ أَخْرَجَكَ اللَّهُ فِي أَحسَنِ صُورَةٍ وَمَعَكَ مِيسَمٌ تَسِمُ بِهِ أَعدَاءَكَ ، فَقَالَ رَجُلٌ لأِبِي عَبْدِاللَّهِ الصادق عليه السلام : إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ هَذِهِ الدَّابَّةُ إِنَّمَا تَكْلِمُهُمْ فَقَالَ أَبُو عَبْدِاللَّهِ عليه السلام كَلَمَهُمُ اللَّهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ إِنَّمَا هُوَ يُكَلِّمُهُمْ مِنَ الْكَلاَمِ وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ هَذَا فِي الرَّجعَةِ قَوْلُهُ { وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ :: حَتَّى إِذا جاؤُ قالَ أَ كَذَّبْتُمْ بِآياتِي وَ لَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } ( النمل ٨٣ - ٨٤ ) قَالَ : الآيَاتُ أَمِيرُ الْمؤْمِنِينَ وَالأئِمَّةُ عليهم السلام فَقَالَ الرَّجُلُ لأِبِي عَبْدِاللَّهِ الصادق عليه السلام إِنَّ الْعَامَّةَ تَزْعُمُ أَنَّ قَوْلَهُ { وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً } عَنَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِاللَّهِ الصادق عليه السلام : أَفَيَحشُرُ اللَّهُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً وَيَدَعُ الْبَاقِينَ لاَ ، وَلَكِنَّهُ فِي الرَّجعَةِ ، وَأَمَّا آيَةُ الْقِيَامَةِ فَهِيَ { وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً } ( الكهف ٤٧ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - الرغيب والترهيب ٨٧٦١ )

١٩٨ :: الرواية مئة وثمانية وتسعون :: عَنْ أَبِي عَبْدِاللَّهِ الصَّادِقِ خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليهم السلام الوصي السادس من أوصياء نبي الله الي يوم القيامة فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ يَقُولُ فِي آخِرهِ كَيْفَ يَهْتَدِي مَنْ لَمْ يُبْصِر وَكَيْفَ يُبْصِرُ مَنْ لَمْ يُنْذَر اتَّبِعُوا قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَأَقِرُّوا بِمَا نَزَلَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَاتَّبِعُوا آثَارَ الْهُدَى فَإِنَّهَا عَلاَمَاتُ الأمَانَةِ وَالتُّقَى وَاعلَمُوا أَنَّهُ لَوْ أَنْكَرَ رَجُلٌ عِيسَى ابْنَ مَريَمَ عليه السلام وَأَقَرَّ بِمَنْ سِوَاهُ مِنَ الرُّسُلِ عليهم السلام لَمْ يُؤْمِنْ اقْصِدُوا الطَّرِيقَ بِالْتِمَاسِ الْمَنَارِ وَالْتَمِسُوا مِنْ وَرَاءِ الْحُجُبِ الآثَارَ تَسْتَكْمِلُوا أَمرَ دِينِكُمْ وَتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - الرغيب والترهيب ٨٧٦٠ )

٢٠٣ :: الرواية مئتان وثلاثة ::عَنْ أَبِي عَبْدِاللَّهِ خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة قَالَ : هَذِهِ الآيَةُ نَزَلَتْ فِي الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى . يقول اللَّه تبارك وتعالى { الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ } يعني التوراة والإنجيل { يَعْرِفُونَ } يعني رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم { كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ } لأن اللَّه عز وجل قد أنزل عليهم ، في التوراة والزبور الإنجيل صفة محمدصلى الله عليه وآله وسلم وصفة أصحابه ومبعثه وهجرته وهو قوله : {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّـهِ وَ الَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّـهِ وَ رِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَ مَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ } ( الفتح ٢٩ ) هذه صفة رسول اللَّه صلي الله عليه وآله وسلم وأصحابه في التوراة والإنجيل فلما بعثه اللَّه عرفه أهل الكتاب . كما قال جل جلاله : { فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ } فكانت اليهود يقولون للعرب قبل مجيء النبي أيها العرب هذا أوان نبي يخرج بمكة ويكون هجرته بالمدينة وهو آخر الأنبياء وأفضلهم ، في عينيه حمرة وبين كتفيه خاتم النبوة يلبس الشملة ويجتزي بالكسرة والتميرات ويركب الحمار عربية ، وهو الضحوك القتال يضع سيفه ْعلى عاتقه ولا يبالي بمن لاقى يبلغ سلطانه منقطع الخف والحافز وليقتلنكم اللَّه به يا معشر العرب قتل عاد ، فلما بعث اللَّه نبيه بهذه الصفة حسدوه وكفروا به كما قال اللَّه : { وَ كانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ } . { وَ لَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّـهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَ كانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الْكافِرِينَ } ( البقرة ٨٩ ) ( موسوعة أهل البيت القرانية - تنزيل القرآن ٣٤٢٨ )

٢٠٤ :: الرواية مئتان واربعة :: عَنْ أبِي عَبْدِاللَّه خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة قَالَ : قَالَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ يَحكِي قَوْلَ الْيَهُودِ { إِنَّ اللَّـهَ عَهِدَ إِلَيْنا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ } ( آل عمران ١٨٣ ) الآيَةَ فَقَالَ { فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللَّـهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } وَإِنَّمَا نَزَلَ هَذَا فِي قَوْمِ يَهُودَ وَكَانُو عَلَى عَهْدِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم لَم يَقْتُلُوا الأنْبِيَاءَ بِأَيْدِيهِمْ وَلاَ كَانُوا فِي زَمَانِهِمْ وَإِنَّمَا قَتَلَ أَوَائِلُهُمُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ فَنُزِّلُوا بِهِمْ أُولَئِكَ الْقَتَلَةَ فَجَعَلَهُمُ اللَّهُ مِنْهُمْ وَأَضَافَ إِلَيْهِمْ فِعلَ أَوَائِلِهِمْ بِمَا تَبِعُوهُمْ وَتَوَلَّوْهُمْ . ( موسوعة أهل البيت القرانية - تنزيل القرآن ٣٤٢٩ )

٢٠٥ :: الرواية مئتان وخمسة :: عَنْ أَبِى عَبْدِاللَّه خليفة الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ { لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } قَالَ : لَيْسَ يَعنِي أَكْثَرَكُمْ عَمَلاً ، وَلكِنْ أَصوَبَكُمْ عَمَلاً ، وَإِنَّمَا الإِصَابَةُ خَشْيَةُ اللَّهِ وَالنِّيةُ الصَّادِقَةُ وَالْحَسَنَةُ . ثُمَّ قَالَ : الإِبقَاءُ عَلَى الْعَمَلِ حَتّى يَخْلُصَ أَشَدُّ مِنَ الْعَمَلِ ، وَالْعَمَلُ الْخَالِصُ الَّذِي لاَ تُرِيدُ أَنْ يَحمَدَكَ عَلَيهِ أَحَدٌ إِلاَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَالنِّيةُ أَفضَلُ مِنَ الْعَمَلِ ، أَلاَ وَإِنَّ النَّيةَ هِيَ الْعَمَلُ ، ثُمَّ تَلاَ قَوْلَهُ عَزَّ وَجَلَّ { قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى‏ شاكِلَتِهِ } ( الإسراء ٨٤ ) (( يَعنِي عَلى نِيَّتِهِ )) . { وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَ كانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَ لَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ } ( هود ٧ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - أخلاق القرآن ٧٧٥٣ )

٢١٠ :: الرواية مئتان وعشرة :: قَالَ : سَمِعتُ أَبَا عبدالله جعفر الصادق خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء نبي الله الى يوم القيامة : يقول الكبائر سبع فينا نزلت وَمِنَّا استُحلت فَأكبر الكبائر : الشٌركُ بِاللَّه ، وَقَتلُ { النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ } ، وَقَذفُ الْمُحصَنَةِ ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَينِ ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحفِ ، وَإِنكَارُ حَقِّنَا ، فَأَمَّا الشِّركُ بِاللَّه فقد أنزلَ اللَّهُ فِينَا ما أنزلَ وَقال النبيُ فِينَا ما قَالَ فَكَذَّبُوا ( فَقَد كَذَّبُوا ) اللَّه وَكَذِّبُوا بِرَسُولِهِ ، وَ ( أَمَّا ) قَتلُ النَّفسِ { الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ } فَقَد قَتَلُوا الحسينُ في ( وَ ) أَهلَ بَيتهِ ، وَ ( أَمَّا ) قَذفُ المُحصَنَةِ فَقَد قَذَفُوا فَاطِمَةَ ( بِنتَ رَسُولِ اللَّه ) عَلَى مَنَابِرِهِمْ ، وَ ( أَمَّا ) عُقُوقُ الْوَالِدَينِ فَقَد عَقُّوا رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ( النَّبِيَ ) فِي ذُرِّيَّتِهِ ، وَ ( أَمَّا ) أَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ فَقَد مَنَعُوا حَقَّنَا مِنْ كِتَابِ اللَّه ، وَ ( أَمَّا ) الْفِرَارُ مِنَ الزَّحفِ فَقَد ( أَعطَوا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بَيعَتَهُ طَائِعِينَ غَيرَ كَارِهِينَ ثُمَ ) فَرُّوا عَنهُ وَخَذَلُوهُ ، وَ ( أَمَّا ) إِنكَارُ حَقِّنَا فَوَ اللَّه مَا يَتَعَاجَمُ فِي هَذَا أَحَدٌ . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الحسنين ٢٣٠٢٥ )

٢١٦ :: الرواية مئتان وستة عشرة :: قَالَ أَبُو عَبْدِاللَّه خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء نبي الله الى يوم القيامة : اقرَءُوا سُورَةَ الْفَجرِ فِي فَرَائِضِكُمْ وَنَوَافِلِكُمْ فَإِنَّهَا سُورَةُ الْحُسَينُ بْنِ عَلِيٍّ وَارغَبُوا فِيهَا رَحِمكُمُ اللَّهُ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو أُسَامَةَ وَكَانَ حَاضِرَ الْمَجلِسِ : كَيفَ صَارَت هَذِهِ السُّورَةُ لِلْحُسَينِ خَاصَّةً ؟ فَقَالَ : أَلاَ تَسْمَعُ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى { يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ :: ارْجِعِي إِلى‏ رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً :: فَادْخُلِي فِي عِبادِي :: وَ ادْخُلِي جَنَّتِي } إِنَّمَا يَعنِي الْحُسَينُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَهُوَ ذُو النَّفْسِ الْمُطْمَئِنَّةِ الرَّاضِيَةِ الْمَرضِيَّةِ وَأَصحَابُهُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله الله عليه وآله الرَّاضُونَ عَنِ اللَّه يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ رَاضٍ عَنهُمْ ، وَهَذِهِ السُّورَةُ فِي الْحُسَينُ بْنِ عَلِيٍّ وَشِيعَتِهِ وَشِيعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ خَاصَّةً مَنْ أَدمَنَ قِرَاءَةَ الْفَجرَ كَانَ مَعَ الْحُسَينُ فِي دَرَجَتِهِ فِي الْجَنَّةِ { إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } ( البقرة ٢٢٠ ) . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الحسنين ٢٣٢٥٣ )

٢١٨ :: الرواية مئتان وثمانية عشرة :: قَالَ سَمِعتُ الرِّضَا خليفة الله الإمَام علي بن موسى الرضا عليه السلام الوصي الثامن من أوصياء نبي الله الى يوم القيامة يَقُولُ : لَمَّا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِبرَهِيمَ عليه السلام أَن يَذبَحَ مَكَانَ ابنِهِ إِسمَاعِيلَ الْكَبشَ الَّذِي أَنزَلَهُ عَلَيهِ تَمَنَّى إِبرَاهِيمُ عليه السلام أَن يَكُونَ قَد ذَبَحَ ابنهُ إِسْمَاعِيلَ بِيَدِهِ ، وَأَنَّه لَمْ يُؤْمَر بِذَبحِ الْكَبشِ مَكَانَهُ لِيَرجِعَ إِلَى قَلْبِهِ مَا يَرجِعُ إِلَى قَلْبِ الْوَالِدِ الَّذِي يَذبَحُ أَعَزَّ وُلْدِهِ عَلَيهِ بِيَدِهِ فَيَسْتَحِقَّ بِذَلِكَ أَرفَعَ دَرَجَاتِ أَهْلِ الثَّوَابِ عَلَى الْمَصَائِبِ ، فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيهِ يَا إِبرَاهِيمُ مَنْ أَحَبُّ خَلْقِي إِلَيكَ ؟ فَقَالَ : يَا رَبِّ مَا خَلَقتَ خَلْقاً هُوَ أَحَبُّ إِلَّي مِنْ حَبِيبِكَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم ، فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيهِ أَفَهُوَ أَحَبُّ إِلَيكَ أَمْ نَفسُكَ ؟ قَالَ : بَلْ هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفسِي قَالَ : فَوُلْدُهُ أَحَبُ إِلَيكَ أَمْ وُلْدُكَ ؟ قَالَ : بَلْ وُلْدُهُ قَالَ : فَذَبحُ وُلدِهِ ظُلْماً عَلَى أَيدِي أَعدَائِهِ أَوجَعُ لِقَلْبِكَ أَوْ ذَبحُ وُلْدِكَ فِي طَاعَتِي ؟ قَالَ : يَا رَبِّ بَلْ ذَبحُ وُلْدِهِ ظُلْماً عَلَى أَيدِي أَعدَائِهِ أَوَجَعُ لِقَلْبِي قَالَ : يَا إِبرَاهِيمُ فَإِنَّ طَائِفَةً تَزعُمُ أَنَّهَا مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ سَتَقتُلُ الْحُسَينُ ابنَهُ مِنْ بَعدِهِ ظُلْماً وَعُدوَاناً كَمَا يُذبَحُ الْكَبشُ وَيَسْتَوجِبُونَ بِذَلِكَ سَخَطِي ، فَجَزعَ إِبرَاهِيمُ عليه السلام لِذَلِكَ وَتَوَجَّعَ قَلْبُهُ وَأَقبَلَ يَبكِي فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيهِ يَا إِبرَاهِيمُ قَد فَدَيتُ جَزَعَكَ عَلَى ابنِكَ إِسمَاعِيلَ لَوْ ذَبَحتَهُ بِيَدِكَ بِجَزَعِكَ عَلَى الْحُسَينُ وَقَتلِهِ وَ أَوْ جَبتُ لَكَ أَرفَعَ دَرَجَاتِ أَهْلِ الثَّوَابِ عَلَى الْمَصَائِبِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّه عَزَّ وَجَلَ { وَ فَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ } ( الصافات ١٠٧ ) . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الحسنين ٢٣١٥٦ )

٢١٩ :: الرواية مئتان وتسعة عشرة :: قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى الرِّضا خليفة الله الإمَام علي بن موسى الرضا عليه السلام الوصي الثامن من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة فِي أَوَّلِ يَوْمِ مِنَ الْمُحَرَّمِ ، فَقَالَ لِي : يَا ابْنَ شَبِيبٍ أَصَائِمُ أَنتَ ؟ ، فَقُلْتُ : لاَ ، فَقَالَ : إِنَّ هَذَا الْيَوْمَ هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي دَعَا فِيهِ زَكَرِيَّا عليه السلام رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ { هُنالِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ } فَاسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ ، وَأَمَرَ الْمَلاَئِكَةَ فَنَادَت زَكَرِيَّا { وَ هُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ أَنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى‏ } فَمَنْ صَامَ هَذَا الْيَوْمَ ، ثُمَّ دَعَا اللَّه عَزَّ وَجَلَّ اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ كَمَا اسْتَجَابَ لِزَكَرِيَّا عليه السلام . ثُمَّ قَالَ : يَا ابْنض شَبِيبٍ إِنَّ الْمُحَرَّمَ هُوَ الشَّهْرُ الَّذِي كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ فِيمَا مَضَى يُحَرِّمُونَ فِيهِ الظُّلْمَ وَالْقِتَالَ لِحُرمَتِهِ فَمَا عَرَفَت هَذِهِ الأمَّةُ حُرمَةَ شَهرِهَا وَلاَ حُرمَةَ نَبِيِّهَا صلي عليه وآله وسلم لَقَد قَتَلُوا فِي هَذَا الشَّهرِ ذُرِّيَّتَهُ ، وَسَبَوْا نِسَاءَهُ ، وَانتَهَبُوا ثَقَلَهُ ، فَلاَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ أَبَداً يَا ابْنَ شَبِيبٍ إِنْ كُنتَ بَاكِياً لِشَيْءٍ فَابكِ لِلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام ، فَإِنَّهُ ذُبِحَ كَمَا يُذبَحُ الْكَبشُ ، وَقُتِلَ مَعَهُ مِنْ أَهْلِ بَيتِهِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ رَجُلاً مَا لَهُمْ فِي الأرضِ شَبِيهُونَ وَلَقَد بَكَتِ السَّمَاوَاتُ السَّبعُ وَالأرَضُونَ لِقَتلِهِ . وَلَقد نَزَلَ إِلَى الأرضِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ أَربَعَةُ آلاَفٍ لِنَصرِهِ ، فَوجَدُوهُ قَد قُتِلَ ، فَهُمْ عِندَ قَبرِهِ شُعثٌ غُبرٌ إِلَى أَنْ يَقُومَ الْقَائِمُ فَيَكُونُونَ مِنْ أَنصَارِهِ ، وَشِعَارُهُمْ يَا لَثَارَاتِ الْحُسَينِ يَا ابْنَ شَبِيبٍ لَقَد حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عليهم السلام : أَنَّهُ لَمَّا قُتِلَ الْحُسَينُ جَدِّي عليه السلام مَطَرَتِ السَّمَاءُ دَماً وَتُرَاباً أَحمَرَ يَا ابْنَ شَبِيبٍ إِنْ بَكَيتَ عَلَى الْحُسَينِ عليه السلام حَتَّى تَصِيرَ دُمُوعُكَ عَلَى خَدَّيكَ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ كُلَّ ذَنبٍ أَذنَبتَهُ صَغِيراً كَانَ أَوْ كَبِيراً قَلِيلاً كَانَ أَوْ كَثِراً ، يَا ابْنَ شَبِيبٍ إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَلْقَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَلاَ ذَنبَ عَلَيكَ فَزُرِ الْحُسَينَ عليه السلام ، يَا ابْنَ شَبِيبٍ إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَسْكُنَ الْغُرَفَ الْمَبنِيَّةَ فِي الْجَنَّةِ مَعَ النَّبِيِّ وَآلِهِ عليهم السلام ، فَالْعَنْ قَتَلَةَ الْحُسَينِ يَا ابْنَ شَبِيبٍ إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَكُونَ لَكَ مِنَ الثَّوَابِ مِثلَ مَا لِمَنِ استُشهِدَ مَعَ الْحُسَينِ عليه السلام ، فَقُل مَتَى مَا ذَكَرتَهُ { يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً } ( النساء ٧٣ ) يَا ابْنَ شَبِيبٍ إِنْ سَرَّكَ تَكُونَ مَعَنَا فِي الدَّرَجَاتِ الْعلَى مِنَ الْجِنَانِ فَاحزَن لِحُزنِنَا وَافرَح لِفَرَحِنَا وَعَلَيكَ بوَلاَيَتِنَا فَلَو أَنَّ رَجُلاً تَوَلَّى حَجَراً لَحَشَرَهُ اللَّهُ مَعَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . { هُنالِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ :: فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَ هُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ أَنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى‏ مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّـهِ وَ سَيِّداً وَ حَصُوراً وَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ } ( آل عمران ٣٨ - ٣٩ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الحسنين ٢٢٩٧٢ )

٢٢٠ :: الرواية مئتان وعشرون :: إِلَى الصَّادِقِ خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة قَالَ ، إِنَّهُ قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم : إِنَّ قَاتِلَ الْحُسَينِ فِي تَابُوتٍ مِنْ نَارٍ عَلَيهِ نِصفُ عَذَابِ أَهْلِ الدُّنيَا قَد شُدَّت يَدَاهُ وَرِجلاَهُ بِسَلاَسِلَ مِنْ نَارٍ مُنَكَّسٌ فِي النَّارِ حَتَّى يَقَعَ فِي قَعرِ جَهَنَّمَ لَهُ رِيحٌ يَتَعَوَّذُ أَهْلُ النَّارِ إِلَى رَبِّهِمْ مِنْ شِدَّةِ نَتنِهِ ، وَهُوَ فِيهَا خَالِدٌ ذَائِقُ الْعَذَابِ الألِيمِ مَعَ جَمِيعِ مَنْ شَايَعَ عَلَى قَتلِهِ { كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ } بَدَّلَ اللَّهُ عَلَيهِمْ عَزَّ وَجَلَّ جُلُوداً غَيرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ الألِيمَ { لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ } ( الزخرف ٧٥ ) { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ إِنَّ اللَّـهَ كانَ عَزِيزاً حَكِيماً } ( النساء ٥٦ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الحسنين ٣٢٠٠٠ )

٢٢٣ :: الرواية مئتان وثلاثة وعشرون :: قَالَ أَبُو جَعفَرٍ خليفة الله الإمَام محمد بن عـلـي الباقر عليه السلام الوصي الخامس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة : إِنَّمَا أَحَدُكُمْ حِينَ يَبلُغُ نَفسُهُ هَا هُنَا يَنزِلُ عَلَيهِ مَلَكُ الْمَوْتِ ، فَيَقُولُ : أَمَّا مَا كُنتَ تَرجوُ فَقَد أُعطِيتَهُ ، وَأَمَّا مَا كُنتَ تَخَافُهُ فَقَد أَمِنتَ مِنهُ وَيُفتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى مَنزِلِهِ مِنَ الْجَنَّةِ وَيُقَالُ لَهُ انظُر إِلَى مَسْكَنِكَ فِي الْجَنَّةِ وَانظُر هَذا رَسُولُ اللَّه وَ عَلِيٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَينُ عليهم السلام رُفَقَاؤُكَ وَهُوَ قَوْلُ اللَّه { الَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ :: لَهُمُ الْبُشْرى‏ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ } . { الَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ :: لَهُمُ الْبُشْرى‏ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللَّـهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } ( يونس ٦٣- ٦٤ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الحسنين ٢٣٠٤٢ )

٢٢٤ :: الرواية مئتان واربعة وعشرون :: عَنْ أَبِي عَبْدِاللَّه خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة قَالَ : أَهْوَنُ مَا يَكْتَسِبُ زَائِرُ الْحُسَينِ عليه السلام فِي كُلِّ حَسَنَةٍ أَلْفُ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَالسَّيِّئَةُ وَاحِدَةٌ وَأَيْنَ الْوَاحِدَةُ مِنْ أَلْفِ أَلْفٍ ، ثُمَّ قَالَ : يَا صَفْوَانُ أَبشِر فَإنَّ للَّه مَلاَئِكَة مَعَهَا قُضبَانٌ مِنْ نُورٍ ، فَإِذَا أَرَادَ الْحَفَظَةُ أَنْ تَكتُبَ عَلَى زَائِرِ الْحُسَينِ عليه السلام سَيِّئَةً قَالَتِ الْمَلائِكَةُ لِلْحَفَظَةِ : كُفِّي فَتَكُفُّ ، فَإِذَا عَمِلَ حَسَنَةً قَاَلَت لَهَا : اكْتُبِي أُولَئِكَ الَّذِينَ { يُبَدِّلُ اللَّـهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ } . { إِلاَّ مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّـهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَ كانَ اللَّـهُ غَفُوراً رَحِيماً } ( الفرقان ٧٠ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الحسنين ٢٣١١٤ )

٢٢٦ :: الرواية مئتان وستة وعشرون :: عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ خليفة الله الإمَام علي بن موسى الرضا عليهم السلام الوصي الثامن من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم : مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَتَمَسَّكَ بِدِينِي وَيَركَبَ سَفِينَةَ النَّجَاةِ بَعدِي : فَلْيَقتَدِ بِعَلِيِّ بْنِ طِالِب ، وَلْيُعَادِ عَدُوَّهُ ، وَلْيُوَالِ وَلِيَّهُ ، فَإِنَّهُ وَصِيِّي وَخلِيفَتِي عَلَى أُمَّتِي فِي حَيَاتِي وَبَعدَ وَفَاتِي ، وَهُوَ إِمَامُ كَلِّ مُسْلِمٍ ، وَأَمِيرُ كُلِّ مُؤْمِنٍ يَعدِي ، قَوْلُهُ قَوْلِي ، وَأَمرُهُ أَمرِي ، وَنَهيُهُ نَهيِي ، وَتَابِعُهُ تَابِعي ، وَنَاصِرُهُ نَاصِرِي ، وَخَاذِلُهُ خَاذِلِي . ثُمَّ قَالَ عليه السلام : مَنْ فَارَقَ عَلِيّاً بَعدِي لَمْ يَرَنِي وَلَمْ أَرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ خَالَفَ عَلِيّاً حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَجَعَلَ مَأْوَاهُ النَّارَ { وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ } ( الأنفال ١٦ ) وَ مَنْ خَذَلَ عَلِيّاً خَذَلَهُ اللَّهُ يَوْمَ يُعرَضُ عَلَيهِ ، وَمَنْ نَصَرَ عَلِيّاً نَصَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ وَلَقَّنَهُ حُجَّتَهُ عِنْدَ الْمُسَاءَلَةِ . ثُمَّ قَالَ عليه السلام : الحَسَنِ وَ الْحُسَينُ إِمَامَا أُمَّتِي بَعدَ أَبِيهِمَا ، وَسَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَأُمُّهُمَا سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ، وَأَبُو هُمَا سَيِّدُ الْوَصِيِّينَ ، وَ مِنْ وُلْدِ الْحُسَينُ تِسعَةُ أَئِمَّةٍ تَاسِعُهُمُ الْقَائِمُ مِنْ وُلْدِي طَاعَتُهُمْ طَاعَتِي وَمَعصِيَتُهُمْ مَعصِيَتِي إِلَى اللَّه أَشكُو الْمُنكِرِينَ لِفَضلِهِمْ وَالْمُضِيعِينَ لِحُرمَتِهِمْ بَعدِي { وَ كَفى‏ بِاللَّـهِ وَلِيًّا } ( النساء ٤٥ ) وَ نَاصِراً لِعِترتِي وَأَئِمَّةِ أُمَّتِي وَمُنتَقِماً مِنْ الْجَاحِدِينَ لِحَقِّهِمْ { وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ } . { إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ ذَكَرُوا اللَّـهَ كَثِيراً وَ انْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ } ( الشعراء ٢٢٧ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الحسنين ٢٣١٢٠ )

٢٣٠ :: الرواية مئتان وثلاثون :: قَالَ : سَمِعتُ أَبَا جَعفرٍ خليفة الله الإمَام محمد بن عـلـي الباقر عليه السلام الوصي الخامس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة وَجَعفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصادق عليهم السلام يَقُولاَنِ : إِنَّ اللَّه ( تَعَالَى ) عَوَّضَ الْحُسَيْنُ عليه السلام مِنْ قَتلِهِ أَنْ جَعَلَ الإِمَامَة فِي ذُرِّيَّتِهِ ، وَالشِّفَاءَ فِي تُربَتِهِ ، وَإِجَابَةَ الدُّعَاءِ عِندَ قَبرِهِ ، وَلاَ تُعَدُّ أَيَّامُ زَائِرِيهِ جَائِياً وَرَاجِعاً مِنْ عُمُرِه . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ : فَقُلْتُ لأبِي عَبدِ اللَّه الصادق عليه السلام : هَذَا الْجَلاَلُ يُنَالُ بِالْحُسَينُ عليه السلام فَمَا لَهُ فِي نَفْسِهِ قَالَ : إِنَّ اللَّه ( تَعَالَى ) أَلْحَقَهُ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم فَكَانَ مَعَهُ فِي دَرَجَتِهِ وَمَنزِلَتِهِ ، ثُمَّ تَلاَ أَبُو عَبدِاللَّه { وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ } الآيَةَ . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الحسنين ٢٣١٩٦ )

٢٣١ :: الرواية مئتان واحد وثلاثون :: قَالَ : كُنَّا جُلُوساً عِندَ رَسُولِ اللَّه خليفة الله نبي الله محمد بن عبدالله صلي الله عليه وآله وسلم إِذ أَقبلَ إِلَيهِ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّه أَخبِرنِي عَنْ قَوْلِ اللَّه عَزَّ وَجَلَ لإِبلِيسَ { أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ } مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّه الَّذِينَ هُمْ أَعلَى مِنَ الْمَلاَئِكَةِ الْمُقرَّبِينَ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم : أَنَا وَعَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ وَالحَسَنِ والحُسَيْنُ كُنَّا فِي سُرَادِقِ الْعَرشِ نُسَبِّحُ اللَّه ، فَسَبَّحَتِ الْمَلاَئِكَةُ بِتَسْبِيحِنَا قَبلَ أَنْ يَخلُقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ بِأَلْفَيْ عَامٍ ، فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ أَمَرَ الْمَلاَئِكَةَ أَنْ يَسْجُدُوا لَهُ وَلَمْ يُؤْمَرُوا بِالسُّجُودِ إِلاَّ لأجلِنَا فَسَجَدَتِ الْملاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجمَعُونَ إِلاَّ إِبلِيسَ أَبَى أَنْ يَسْجُدَ ، فَقَالَ لَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : { يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ } أَيْ مِنْ هَؤْلاَءِ الْخَمسَةِ الْمَكْتُوبَةِ أَسْمَاؤُهُمْ فِي سُرَادِقِ الْعرشِ ، فَنَحنُ بَابُ اللَّه الَّذِي يُؤْتَى مِنهُ بِنَا يَهتَدِي الْمُتَدُونَ فَمَن أَحَبَّنَا أَحَبَّهُ اللَُّه وَأَسْكَنَهُ جَنَّتَهُ وَمَنْ أَبغضَنَا أَبغَضَهُ اللَّهُ وَأَسْكَنَهُ نَارَهُ وَلاَ يُحِبُّنَا إِلاَّ مَنْ طَابَ مَوْلِدُهُ . { قالَ يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ } ( ص ٧٥ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الحسنين ٢٣١٥٨ )

٢٣٢ :: الرواية مئتان وثنان وثلاثون :: قَالَ أَبُو جَعفَرٍ خليفة الله الإمَام محمد بن عـلـي الباقر الوصي الخامس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة : لاَ يُعذِرُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَداً يَقُولُ : يَا رَبِّ لَمْ أَعلَمْ أَنَّ وُلْدَ فَاطِمَةَ عليهم السلام هُمُ الْوُلاَةُ عَلَى النَّاسِ كَافَّةً وَفِي شِيعَةِ وُلْدِ فَاطِمَةَ أَنزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَةَ خَاصَّةً { يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّـهِ } الآيَةَ . ... في قوله : { وَ أَنِيبُوا إِلى‏ رَبِّكُمْ } ( الزمر ٥٤ ) أي توبوا { وَ أَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ :: وَ اتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ } ( الزمر ٥٣ -٥٤ ) من القرآن وولاية أمير المؤمنين عليه السلام والأئمة عليهم السلام ، والدليل على ذلك قول الله عز وجل { أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى‏ عَلى‏ ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّـهِ } ( الزمر ٥٦ ) الآية قَالَ في الامام . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الحسنين ٢٣١٥٩ )

٢٣٥ :: الرواية مئتان وخمسة وثلاثون :: قَالَ ، قُلْتُ لأِبِي عَبدِاللَّه جَعفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة : جُعِلْتُ فِدَاكَ أَخْبِرنِي عَنْ قَوْلِ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ : { وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ :: أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ } ؟ قَالَ : نَطَقَ اللَّهُ بِهَا يَوْمَ ذَرَأَ الْخَلْقَ فِي الْمِيثَاقِ قَبلَ أَنْ يَخلُقَ الْخلْقَ بِأَلْفَيْ عَامٍ ، فَقُلْتُ : فَسِّر لِي ذَلِكَ ؟ فَقَالَ : إِنَّ اللَّه جَلَّ وَعَزَّ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخلُقَ الْخلْقَ خَلَقَهُمْ مِنْ طِينٍ وَرَفَعَ لَهُمْ نَاراً ، فَقَالَ ادخُلُوهَا فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ دَخَلَهَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وَأمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالحَسَن والْحُسَيْنُ وَتِسْعَةٌ مِنَ الأئِمَّةِ إِمَامٌ بَعدَ إِمَامٍ ، ثُمَّ أَتبَعَهُمْ بِشِيعَتِهِمْ فَهُمْ وَاللَّه السَّابِقُونَ . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الحسنين ٢٣٢١٩ )

٢٣٦ :: الرواية مئتان وستة وثلاثون :: عَنْ أَبِي جَعفَرٍ خليفة الله الإمَام محمد بن عـلـي الباقر عليه السلام الوصي الخامس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّه تعالى : { يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ يَسْعى‏ نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمانِهِمْ } قَالَ : رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم هُوَ نُورُ الْمُؤْمِنِينَ يَسعَى بَينَ أَيدِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا أَذِنَ اللَّهُ لَهُ أَنْ يَأَتِيَ مَنزِلَهُ فِي جَنَّاتِ عَدنٍ وَالْمُؤْمِنُونَ يَتَّبِعُونَهُ وَهُوَ يَسعَى بَينَ أَيدِيهِمْ حَتَّى يَدخُلَ جَنَّةَ عَدنٍ وَهُمْ يَتَّبِعُونَ حَتَّى يَدخُلُونَ مَعَهُ ، وَأَمَّا قَوْلُهُ { وَ بِأَيْمانِهِمْ } فَأَنتُمْ تأْخُذُونَ بِحُجزَةِ آلِ مُحَمَّدٍ وَيَأْخُذُ آلُ مُحَمَّدٍ بِحُجزَةِ الحَسَن والْحُسَينُ وَيأْخُذُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِحُجزَةِ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم حَتَّى يَدخُلُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فِي جَنَّةِ عَدنٍ فَذَلِكَ قَوْلُهُ { بُشْراكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } { يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ يَسْعى‏ نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمانِهِمْ بُشْراكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } ( الحديد ١٢ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الحسنين ٢٣٢٢٠ )

٢٣٧ :: الرواية مئتان وسبعة وثلاثون :: قُلْتُ لأِبِي عَبدِاللَّه جَعفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليهم السلام الوصي السادس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّه كَيفَ صَارَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمَ مُصِيبَةٍ وَغَمٍّ وَجَزَعٍ وَبُكَاءٍ دُونَ الْيَوْمِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه واله وسلم ، وَاليَوْمِ الَّذِي مَاتَت فِيهِ فَاطِمَةُ عليها السلام ، وَالْيَوْمِ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ، والْيَوْمِ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ الْحَسَنُ عليه السلام بِالسَّمّ . فَقَالَ : إِنَّ يَوْمَ الْحُسَينِ عليه السلام أَعظَمُ مُصِيبَةً مِنْ جَمِيعِ سَائِرِ الأيَّامِ وَذَلِكَ أَنَّ أَصحَابَ الْكِسَاءِ الَّذِي كَانُوا أَكْرَمَ الْخَلْقِ عَلَى اللَّه تَعَالَى كَانُوا خَمسَةً ، فَلَمَّا مَضى عَنهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم بَقِيَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَفَاطِمةُ وَالْحَسَنُ والْحُسَينُ عليهم السلام ، فَكَانَ فِيهِمْ لِلنَّاسِ عَزَاءٌ وَسَلْوَةٌ فَلَمَّا مَضَت فَاطِمَةُ عليها السلام كَانَ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ والْحَسَنِ والْحُسَينِ لِلنَّاسِ عَزَاءٌ وَسَلْوَةٌ ، فَلَمَّا مَضَى مِنهُمْ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه السلام كَانَ لِلنَّاسِ فِي الْحَسَنِ والْحُسَينِ عَزَاءٌ وَسَلْوَةٌ ، فَلَمَّا مَضَى الْحَسَنُ عليه السلام كَانَ لِلنَّاسِ فِي الْحُسَينِ عليه السلام عَزَاءٌ وَسَلْوَةٌ ، فَلَمَّا قُتِلَ الْحُسَينُ عليه السلام لَمْ يَكُن بَقِيَ مِنْ أَهْلِ الْكِسَاء أَحَدٌ لِلنَّاسِ فِيهِ بَعدَهُ عَزَاءٌ وَسَلْوَةٌ ، فَكَانَ ذَهَابُهُ كَذَهَابِ جَمِيعِهِمْ كَمَا كَانَ بَقَاؤُهُ كَبَقَاءِ جَمِيعِهِمْ . فَلِذَلِكَ صَارَ يَوْمُهُ أَعظَمَ مُصِيبَةً قَالَ عَبدُاللَّه بْنُ الْفَضلِ الْهَاشِمِيُّ فَقُلْتُ لَهُ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّه فَلِمَ لَمْ يَكُنْ لِلنَّاس فِي عَلِيِّ بْنِ الْحُسَينِ عَزَاءٌ وَسَلْوَةٌ مِثلَ مَا كَانَ لَهُمْ فِي آبَائِهِ عليهم السلام فَقَالَ : بَلَى إِنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَينِ كَانَ سَيِّدَ الْعَابِدِينَ وَإِمَاماً وَحُجَّةً عَلَى الْخَلقِ بَعدَ آبَائِهِ الْمَاضِينَ وَلَكِنَّهُ لَمْ يَلْقَ رَسُو لَ اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وَلَمْ يَسمَع مِنهُ وَكَانَ عِلْمُهُ وِرَاثَهً عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم وَكَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَفَاطِمَةُ وَالْحَسَنُ والْحُسَينُ عليهم السلام قَد شَاهَدَهُمُ النَّاسُ مَعَ رَسُولِ اللَّه صلي الله عليه وآله وسلم فِي أَحوَالٍ فِي آنٍ يَتَوَالَى فَكَانُوا مَتَى نَظَرُوا إِلَى أَحَدٍ مِنهُمْ تَذَكَّرُوا حَالَهُ مَعَ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه واله وسلم وَقَوْلَ رَسُولِ اللَّه لَهُ وَفِيهِ . فَلَمَّا مَضَوا فَقَدَ النَّاسُ مُشَاهَدَةَ الأكَرمِينَ عَلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَلَم يَكُن فِي أحَدٍ مِنهُمْ ، فَقدُ جَمِيعِهِمْ إِلاَّ فِي فَقدِ الْحُسَينِ عليه السلام لأِنَّهُ مَضَى آخِرَهُمْ فَلِذَلِكَ صَارَ يَوْمُهُ أَعظَمَ الأيَّام مُصِيبَةً قَالَ عَبدُاللَّه بْنُ الْفَضل الْهَاشِمِيُّ فَقُلْتُ لَهُ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّه فَكَيفَ سَمَّتِ الْعَامَّةُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ يَوْمَ بَرَكَةٍ ، فَبَكَى عليه السلام ثُمَّ قَالَ : لَمَّا قُتِلَ الْحُسَينُ عليه السلام تَقَرَّبَ النَّاسُ بِالشَّامِ إِلَى يَزِيدَ فَوَضَعُوا لَهُ الأخبَارَ وَأَخَذُوا عَلَيهِ الْجَوَائِزَ مِنَ الأموَالِ ، فَكَانَ مِمَّا وَضَعُوا لَهُ أَمرُ هَذَا الْيَوْمِ ، وَأَنَّهُ يَوْمُ بَرَكَةٍ لِيَعدِلَ النَّاسُ فِيهِ مِنَ الْجَزَعِ وَالْبُكَاءِ وَالْمُصِيبَةِ وَالْحُزنِ إِلَى الْفَرَحِ وَالسُّرُورِ وَالتَّبَرُّكِ وَالاِستِعدَادِ فِيهِ حُكْمُ فِيهِ حُكْمُ اللَّه مَا بَينَنَا وَبَينَهُمْ . ... . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الحسنين ٢٢٩٥٠ )

٢٣٩ :: الرواية مئتان وتسعة وثلاثون :: قَالَ رَسُولُ اللَّه خليفة الله وحبيبه نبي الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم : لَمَّا نَزَلَتِ الْخَطِيئَةُ بِآدَمَ ، وَأُخرِجَ مِنَ الْجَنَّةِ أَتَاهُ جَبرَئِيلُ عليه السلام ، فَقَالَ : يَا آدَمُ ادعُ رَبَّكَ قَالَ : ( يا ) حَبِيبِي جَبرَئِيلُ مَا أَدعُو قَالَ : قُلْ رَبِّ أَسأُلكَ بِحَقِّ الْخَمسَةِ الَّذِينَ تُخرِجُهُمْ مِنْ صُلْبِي آخِرَ الزَّمَانِ إِلاَّ تُبتَ عَلَيَّ وَرَحِمتَنِي ، فَقَالَ لَهُ آدَمُ عليه السلام : يَا جَبرَئِيلُ سَمِّهِمْ لِي ؟ قَالَ : قُلْ رَبِّ أَسأَلُك بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ وَبِحَقِّ عَلِيِّ وَصِيِّ نَبِيِّكَ وَبِحَقِّ فَاطِمَةَ بِنتِ نَبِيِّك وَبِحَقِ الْحَسَنِ وَالْحُسَينِ سِبطَي نَبِيِّكَ إِلاَّ تُبتَ عَلَيَّ وَرَحِمتَنِي ( فَارحَمنِي ) فَدَعَا بِهِنَّ آدَمُ فَتَابَ اللَّهُ عَلَيهِ ، وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّه تَعَالَى ( جَلَّ ذِكرُهُ ) : { فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ } وَمَا مِنْ عَبدٍ مَكْرُوبٍ يُخلِصُ النِّيَّةَ وَيَدعُو بِهِنَّ إِلاَّ استَجَابَ اللَّهُ لَهُ . { فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } ( البقرة ٣٧ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الحسنين ٢٢٩٤١ )

٢٤٠ :: الرواية مئتان واربعون :: قَالَ الإِمَامُ خليفة الله الإِمَام الحسن بن عـلـي العسكري علية السلام الوصي الحادي عشر من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة : إِنَّ اللَّه عَزَّ وَ جَلَّ لَمَّا لَعَنَ إِبلِيسَ بِإِبَائِهِ ، وَ أَكْرَمَ الْمَلاَئِكَةَ بِسُجُودِهَا لأِدَمَ وَ طَاعَتِهِمْ لله عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَ بِآدَمَ وَ حَوَّاءَ إِلَى الْجَنَّةِ وَ قَالَ : { يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَ كُلا مِنْها } مِنَ الْجَنَّةِ { رَغَداً } وَاسِعاً { حَيْثُ شِئْتُما } بِلاَ تَعَبٍ ( الشَّجَرَةُ الَّتِي نَهَى اللَّهُ عَنهَا، وَ أَنَّهَا شَجَرَةُ عِلْمِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم ) : { وَ لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ } ( شَجَرَةَ الْعِلْمِ ) شَجَرَةَ عِلْمِ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم الَّذِينَ آثَرَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهَا دُونَ سَائِرِ خَلْقِهِ . فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { وَ لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ } شَجَرَةَ الْعِلْمِ فَإِنَهَا لِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ خَاصَّةً دُونَ غَيرِهِمْ ، وَلاَ يَتَنَاوَلُ مِنهَا بِأَمرِ اللَّه إِلاَّ هُمْ ، وَمِنهَا مَا كَانَ يَتَنَاوَلُهُ صلى الله عليه وآله وسلم وَ عَلِيٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَينُ صَلَوَاتُ اللَّه عَلَيهِمْ أَجمَعِينَ بَعدَ إِطعَامِهِمُ الْمِسْكِينَ وَ الْيَتِيمَ وَ الأسِيرَ حَتَّى لَمْ يُحِسُّوا بَعدُ بِجُوعٍ وَ لاَ عَطَشٍ وَ لاَ تَعَبٍ وَ لاَ نَصَبٍ وَ هِيَ شَجَرَةٌ تَمَيَّزَت مِنْ بَينِ أَشجَارِ الْجَنَّةِ إِنَّ سَائِرَ أَشجَارِ الْجَنَّةِ ( كَانَ ) كُلُّ نَوعٍ مِنهَا يَحمِلُ نَوعاً مِنَ الثِّمَارِ وَ الْمَأْكُولِ وَ كَانَت هَذِهِ الشَّجَرَةُ وَ جِنسُهَا تَحمِلُ الْبُرَّ وَ الْعِنَبَ وَ التِّينَ وَ الْعُنَّابَ وَ سَائِرَ أَنوَاعِ الثِّمَارِ وَ الْفَوَاكِهِ وَ الأطعِمَةِ . فَلِذَلِكَ اختَلَفَ الْحَاكُونَ لِتِلْكَ الشَّجَرَةِ ، فَقَالَ بَعضُهُمْ : هِيَ بُرَّةٌ وَ قَالَ آخَرُونَ : هِيَ عِنَبَةٌ وَ قَالَ آخَرُونَ : هِيَ تِينَةٌ وَ قَالَ آخَرُونَ : هِيَ عُنَّابَةٌ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { وَ لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ } تَلْتَمِسَانِ بِذَلِكَ دَرَجَةَ مُحَمَّدٍ ( وَ آلِ مُحَمَّدٍ ) فِي فَضلِهِمْ ، فَإِنَّ اللَّه تَعَالَى خَصَّهُمْ بِهَذِهِ الدَّرَجَةِ دُونَ غَيرِهِمْ ، وَهِيَ الشَّجَرَةُ الَّتِي مَنْ تَنَاوَلَ مِنهَا بِإِذنِ اللَّه عَزَّ وَ جَلَّ أُلْهِمَ عِلْمَ الأوَّلِينَ وَ الآخِرِينَ مَنْ غَيرِ تَعَلُّمٍ ، وَ مَنْ تَنَاوَلَ ( مِنهَا ) بِغَيرِ إِذنِ اللَّه خَابَ مِنْ مُرَادِهِ وَ عَصَى رَبَّهُ { فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ } بِمَعصِيَتِكُمَا وَ الْتِمَاسِكُمَا دَرَجَةً قَد أُوثِرَ بِهَا غَيرُكُمَا إِذَا أَرَدتُمَاهَا بِغَيرِ حُكْمِ اللَّه . { وَ قُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَ كُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَ لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ } ( البقرة ٣٥ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الحسنين ٢٢٩٤٠ )

٢٤٢ :: الرواية مئتان واثنان واربعون :: عَنْ أَبِي عَبْدِاللَّه خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء رسول الله يوم القيامة قَالَ : إِنَّ جَبرَئيلَ عليه السلام نَزَلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله فَقَالَ لَهُ : يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّه يُبَشِّرُكَ بِمَوْلُدٍ يُولَدُ مِنْ فَاطِمَةَ تَقتُلُهُ أُمَّتُكَ مِنْ بَعدِكَ ، فَقَالَ : يَا جَبرَئِيلُ وَعَلَى رَبِّيَ السَّلاَمُ لاَ حَاجَةَ لِي فِي مَوْلُودٍ يُولَدُ مِنْ فَاطِمَةَ تَقتُلُهُ أُمَّتِي مِنْ بَعدِي فَعَرجَ ، ثُمَّ هَبَطَ عليه السلام فَقَالَ لَهُ : مِثلَ ذَلِكَ ؟ فَقَالَ : يَا جَبرَئِيلُ وَعَلَى رَبِّيَ السَّلاَمُ لاَ حَاجَةَ لِي فِي مَوْلُودٍ تَقتُلُهُ أُمَّتِي مِنْ بَعدِي ، فَعَرَجَ جَبرَئِيلُ عليه السلام إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ هَبَطَ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ يُقرِئُكَ السَّلاَمَ وَيُبَشِّرُكَ بِأَنَّهُ جَاعِلٌ فِي ذُرِّيتِهِ الإِمَامَةَ وَ الْوَلاَيَةَ وَ الْوَصِيَّةَ . فَقَالَ : قَد رَضِيتُ ، ثُمَّ أَرسَلَ إِلَى فَاطِمَةَ أَنَّ اللَّه يُبَشِّرُنِي بِمَوْلُودٍ يُولَدُ لَكِ تَقتُلُهُ أُمَّتِي مِنْ بَعدِي ، فَأَرسَلَت إِلَيهِ لاَ حَاجَةَ لِي فِي مَوْلُودٍ مِنَّي تَقتُلُهُ أُمَّتُكَ مِنْ بَعدِكَ ، فَأَرسَلَ إِلَيهَا أَنَّ اللَّه قَد جَعَلَ فِي ذُرِّيَّتِهِ الإِمَامَةً وَ الْوَلاَيَةَ وَ الْوَصِيَّةَ ، فَأَرسَلَت إِلَيهِ أَنِّي قَد رَضِيتُ فَ { حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ كُرْهاً وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَ عَلى‏ والِدَيَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَ أَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي } فَلَوْ لاَ أَنَّهُ قَالَ : { أَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي } لَكَانَت ذُرِّيَّتُه كُلُّهُمْ أَئِمَّةً وَلَمْ يَرضَعِ الْحُسَينُ مِنْ فَاطِمَة عليها السلام وَلاَ مِنْ أُنثَى كَانَ يُؤْتَى بِهِ النَّبِيَّ فَيَضَعُ إِبهَامَهُ فِي فِيهِ فَيَمَصُّ مِنهَا مَا يَكْفِيهَا الْيَوْمَينِ وَالثَّلاثَ فَنَبتَ لَحمُ الْحُسَينِ عليه السلام مِنْ لَحمِ رَشُولِ اللَّه وَدَمِهِ وَلَمْ يُولَد لِسِتَّةِ أَشهُرٍ إِلاَّ عِيسَى ابْنُ مَرَيَمَ عليه السلام وَ الْحُسَينُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام . ( وَ يَحَى بْنِ زَكَرِيَّا عليه السلام ) { وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ كُرْهاً وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَ عَلى‏ والِدَيَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَ أَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَ إِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } ( الأحقاف ١٥ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الحسنين ٢٣١٩٠ )

٢٤٣ :: الرواية مئتان وثلاثة واربعون :: وقوله { وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً } قَالَ : الإحسان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وقوله { بِوالِدَيْهِ } إنما عنى الحَسَنِ و الْحُسَينُ عليهم السلام ، ثم عطف على الْحُسَينُ عليه السلام فَقَالَ : { حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ كُرْه } وذلك أَنَّ اللَّه أَخبَرَ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وآله وَبَشَّرَهُ بِالُْحُسَينُ عليه السلام قَبلَ حَملِهِ ، وَأَنَّ الإِمَامَةً تَكُونُ فِي وُلْدِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، ثُمَّ أَخبَرَهُ بِمَا يُصِيبُهُ مِنَ الْقَتلِ ، وَالْمُصِيبَةٍ فِي نَفسِهِ وَوُلْدِهِ ، ثُمَّ عَوَّضَهُ بِأَنْ جَعَلَ الإِمَامَةَ فِي عَقِبهِ ، وَأَعلَمَهُ أَنَّهُ يُقتَلُ ، ثُمَّ يَرُدُّهُ إِلَى الدُّنيَا ، وَيَنصُرُهُ حَتَّى يَقتُلَ أَعدَاءَهُ وَيَملِكَهُ الأرضَ ، وَهُوَ قَوْلُهُ : { وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ } ( القصص ٥ } الآيَةَ ، قَوْلُهُ { وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ } ( الأنبياء ١٠٥ ) فَبَشَّرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وآله أَنَّ أَهْلَ بَيتِكَ يَملِكُونَ الأَرض ، وَيَرجِعُونَ إِلَى الدُّنيَا وَيَقتُلُونَ أَعدَاءَهُمْ ، وَأَخبَرَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وآله فَاطِمَةَ عليها السلام بِخبَرِ الْحُسَينُ وَقَتلِهِ فَحَمَلَتهُ كُرهاً ، ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّه الصادق عليه السلام : فَهَلْ رَأَيتُمْ أَحَداً يُبَشَّرُ بِوَلَدٍ ذَكَرٍ فَتَحمِلُهُ كُرهاً أي أنها اغتمت وكرهت لما أخبرها بقتله ، ووضعته كرها لما علمت من ذلك ، وكان بين الحَسَنِ و الْحُسَينُ عليهما السلام طهر واحد ، وكان الْحسَينُ عليه السلام في بطن أمه ستة أشهر ، وفصاله أربعة وعشرون شهرا ، وهو قَوْلِ اللَّه : { وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً } . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الحسنين ٢٣١٨٧ )

٢٤٤ :: الرواية مئتان واربعة واربعون :: قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِاللَّه خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة عَنْ قَوْلِ اللَّه تَبَارَكَ وَ تَعَالَى : { يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ } فَقَالَ : يَا فُضَيلُ اعرِفْ إِمَامَك فَإِنَّكَ إِذَا عَرَفتَ إِمَامَكَ لَمْ يَضُرَّكَ تَقَدَّمَ هَذَا الأمرُ أَوْ تَأَخَّرَ ، وَمَنْ عَرَفَ إِمَامَهُ ثُمَّ مَاتَ قَبلَ أَنْ يَقُومَ صَاحِبُ هَذَا الأمرِ كَانَ بِمَنزِلَةِ مَنْ كَانَ قَاعِداً فِي عَسْكَرِهِ ، لاَ بَلْ بِمَنزِلَةِ مَنْ قَعَدَ تَحتَ لِوَائِهِ . قَالَ ، وَقَالَ بَعضُ أَصحَابِهِ بِمَنزِلَةِ مَنِ اسْتُشْهِدَ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله . { يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَ لا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً } ( الإسراء ٧١ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل القائم ٢٦٠١٥ )

٢٤٦ :: الرواية مئتان وستة واربعون :: عَنْ أَبِي جَعفَرٍ خليفة الله الإمَام محمد بن عـلـي الباقر عليه السلام الوصي الخامس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ { قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَ ما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ :: إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ } ( ص ٨٦ - ٨٧ ) قَالَ هُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : { وَ لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ } ( ص ٨٨ ) قَالَ : عِندَ خُرُوجِ الْقَائِمِ عجل الله تَعَالَى فرجه الشريف ، وَفِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ { وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ } ( هود ١١٠ ) ؟ قَالَ : اختَلَفُوا كَمَا اختَلَفَت هَذِهِ الأمَّةُ فِي الْكِتَابِ ، وَسَيَختَلِفُونَ فِي الْكِتَابِ الَّذِي مَعَ الْقَائِمِ الَّذِي يَأْتِيهِمْ بِهِ ، حَتَّى يُنكِرُهُ نَاسٌ كَثِيرٌ فَيُقَدِّمُهُمْ فَيَضرِبُ أَعنَاقَهُمْ ، وَأَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ { وَ لَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ } ( الشوري ٢١ ) قَالَ : لَوْ لاَ مَا تَقَدَّمَ فِيهِمْ مِنَ الله عَزَّ وَجَلَّ مَا أَبقَى الْقَائِمُ عجل الله تَعَالَى فرجه الشريف مِنهُمْ وَاِحِداً ، وَفِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ { وَ الَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ } ؟ قَالَ : بِخُرُوجِ الْقَائِمِ عجل الله تَعَالَى فرجه الشريف ؟ وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ { ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَنْ قالُوا وَ اللَّـهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ } ( الأنعام ٢٣ ) ؟ قَالَ : يَعنُونَ بِوَلاَيَةِ عَلِيٍّ عليه السلام وَفِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ { وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ } ( الإسراء ٨١ ) قَالَ : إِذَا قَامَ الْقَائِمُ عجل الله تَعَالَى فرجه الشريف ذَهَبَت دَولَةُ الْبَاطِلِ . { وَ الَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ } ( المعارج ٢٦ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل القائم ٢٦١٩٨ )

٢٤٩ :: الرواية مئتان وتسعة واربعون :: عَنْ أَبِي جَعفَرِ خليفة الله الإمَام محمد بن عـلـي الباقر عليه السلام الوصي الخامس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة قَالَ : ( ... و أما قوله { وَ مَنْ يُطِعِ اللَّـهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً } قَالَ { النَّبِيِّينَ } رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم { وَ الصِّدِّيقِينَ } عَلِيٌّ عليه السلام { وَ الشُّهَداءِ } الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ عليهما السلام ، { وَ الصَّالِحِينَ } الأئِمَّةُ عليهم السلام { وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً } الْقَائِمُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عجل الله تَعَالَى فرجه الشريف ... ) . { وَ مَنْ يُطِعِ اللَّـهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً :: ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّـهِ وَ كَفى‏ بِاللَّـهِ عَلِيماً } ( النساء ٦٩ - ٧٠ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل القائم ٢٥٨٥٧ )

٢٥٠ :: الرواية مئتان وخمسون :: قَالَ : قُلْتُ لأِبِي عَبْدِالله خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة حَدِّثْنِي عَمَّا بُنِيَتْ عَلَيهِ دَعَائِمُ الإِسْلاَمِ إِذَا أَنَا أَخَذْتُ بِهَا زَكَى عَمَلِي وَلَمْ يَضُرَّنِي جَهْلُ مَا جَهِلْتُ بَعدَهُ ؟ فَقَالَ : شَهَادةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله صلى عليه وآله وسلم وَالإِقْرَارُ بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ الله وَحَقٌ فِي الأموَالِ مِنَ الزَّكَاةِ وَالْوَلاَيَةُ الَّتِي أَمَرَ اللهُ عَزَّ وََ جَلَّ بِهَا ، وَلاَيَةُ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم فإِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ مَنْ مَاتَ وَلاَ يَعرِفُ إِمَامَهُ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : { أَطِيعُوا اللَّـهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } فَكَانَ عَلِيٌّ عليه السلام ثُمَّ صَارَ مِنْ بَعدِهِ الْحَسَنُ ثُمَّ مِنْ بَعدِهِ الْحُسَيْنُ ثُمَّ مِنْ بَعدِهِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ثُمَّ مِنَ بَعدِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ثُمَّ هَكَذَا يَكُونُ الأمرُ . إِنَّ الأرضَ لاَ تَصلُحُ إِلاَّ بِإِمَامٍ وَمَنْ مَاتَ لاَ يَعرِفُ إِمَامَهُ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَِّةً ، وأَحوَجُ مَا يَكُونُ أَحَدُكُمْ إِلَى مَعرِفَتِهِ إِذَا بَلَغَت نَفَسُهُ هَاهُنَا قَالَ وَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى صَدرِهِ يَقُولُ حِينَئِذٍ لَقَد كُنتُ عَلَى أَمرٍ حَسَنٍ . { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْ‏ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَ الرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَ أَحْسَنُ تَأْوِيلاً } ( النساء ٥٩ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل القائم ٢٥٨٥٤ )

٢٥٢ :: الرواية مئتان واثنان وخمسون :: عَنْ أَبِي عَبْدِالله خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء نبي الله الى يوم القيامة أَنَّهُ قَالَ : فِي قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَ { يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ } فَقَالَ : الآيَاتُ هُمُ الأئِمَّةُ ، وَ الآيَةُ الْمُنتَظَرَةُ هُوَ الْقَائِمُ عجل الله تَعَالَى فرجه الشريف ، فَيَوْمَئِذٍ لاَ يَنفَعُ نَفساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَت مِنْ قَبلِ قِيَامِهِ بِالسَّيفِ وَإِنْ آمَنَت بِمَنْ تَقَدَّمَهُ مِنْ آبَائِهِ عليهم السلام . { هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ } ( الأنعام ١٥٨ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل القائم ٢٥٨٨٢ )

٢٥٥ :: الرواية مئتان وخمسة وخمسون :: عَنِ الصَّادِقِ جَعفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام الوصي السادس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَ { وَ إِذِ ابْتَلى‏ إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ } مَا هَذِهِ الْكَلِمَاتُ ؟ قَالَ هِيَ الْكَلِمَاتُ الَّتِي تَلَقَّاهَا آدَمُ مِنْ رَبِّهِ { فَتابَ عَلَيْهِ } ( البقرة ٣٧ } وَهُوَ أَنَّهُ قَالَ يَا رَبِّ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ إِلاَّ تُبتَ عَلَىَّ فَتَابَ اللَّهُ عَلَيهِ { إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } ( البقرة ٣٧ ) فَقُلْتُ لَهُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ : فَمَا يَعنِي عَزَّ وَجَلَّ بِقَوْلِهِ { فَأَتَمَّهُنَّ } ؟ قَالَ : يَعنِي فَأَتَمَّهُنَّ إِلَى الْقَائِمِ عليه السلام اثنَيْ عَشَرَ إِمَاماً تِسعَةٌ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ قَالَ : الْمُفَضَّلُ فَقُلْتُ لَهُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَأَخبِرنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَ { وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ } ( الزخرف ٢٨ ) قَالَ : يَعنِي بِذَلِكَ الإِمَامَةَ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي عَقِبِ الْحُسَيْنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَكَيفَ صَارَتِ الإِمَامَةُ فِي وُلْدِ الْحُسَيْنِ دُونَ وُلْدِ الْحَسَنِ عليه السلام وَهُمَا جَمِيعاً وَلَدَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسِبطَاهُ وَسَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ فَقَالَ عليه السلام : إِنَّ مُوسَى وَهَارُونَ كَانَا نَبِيَّينِ مُرسَلَينِ أَخَوَينِ فَجَعَلَ اللَّهُ النُّبُوَّةَ فِي صُلْبِ هَارُونَ دُونَ صُلْبِ مُوسَى وَلَمْ يَكُنْ لأِحَدٍ أَنْ يَقُولَ : لِمَ فَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ وَإِنَّ الإِمَامَةَ خِلاَفَةٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَيسَ لأِحَدٍ أَنْ يَقُولَ : لِمَ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي صُلْبِ الْحُسَينِ دُونَ صُلْبِ الْحَسَنِ لأِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَكِيمُ فِي أَفْعَالِهِ { لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْئَلُونَ } ( الأنبياء ٢٣ ) . { وَ إِذِ ابْتَلى‏ إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ :: وَ إِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَ أَمْناً وَ اتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى وَ عَهِدْنا إِلى‏ إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَ الْعاكِفِينَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ } ( البقرة ١٢٤ - ١٢٥ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - قصص الرسول وفضائلِهِ ٢١٢٠٣ )

٢٥٦ :: الرواية مئتان وستة وخمسون :: عَنْ أَبِي جَعفَرٍ خليفة الله الإمَام محمد بن عـلـي الباقر عليه السلام الوصي الخامس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة قَالَ : نَزَلَ جَبرَئِيلُ عليه السلام عَلَى محمد صلى الله عليه وآله وسلم بِهَذِهِ الآيَةِ { يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً } فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام وَ الْبُرهَانُ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وآله وسلم قَوْلُهُ { فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَ اعْتَصَمُوا بِهِ } قَالَ : بِوَلاَيَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام . { يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً :: فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَ اعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَ فَضْلٍ وَ يَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِراطاً مُسْتَقِيماً } ( النساء ١٧٤ - ١٧٥ ) . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الإمام علي ٢٢١٠٠ )

٢٦١ :: الرواية مئتان واحد وستون :: قَالَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ خليفة الله الإمَام علي بن الحسين السجاد عليه السلام الوصي الرابع من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم ذَات يَوْمٍ جَالِساً فِي الْمَسجِدِ وَ أَصحَابُهُ حَوْلَهُ فَقَالَ لَهُمْ : يَطْلُعُ عَلَيكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلٍ الْجَنَّةِ يَسْأَلُ عَمَّا يَعنِيهِ قَالَ : فَطَلَعَ عَلَينَا رَجُلٌ شَبِيهٌ بِرِجَالِ مِصرَ فَتَقَدَّمَ وَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَ جَلَسَ وَ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي سَمِعتُ اللَّهَ يَقُولُ : { وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا } فَمَا هَذَا الْحَبلِ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ بِالاعتِصَامِ بِهِ وَ لاَ نَتَفَرَّقُ عَنهُ ؟ قَالَ : فَأَطرَقَ سَاعَةً ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ أَشَارَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام ، وَ قَالَ هَذَا حَبلُ اللَّهِ الَّذِي مَنْ تَمَسَّكَ بِهِ عُصِمَ فِي دُنيَاهُ ، وَ لَمْ يَضِلَّ فِي أُخرَاهُ قَالَ : فَوَثَبَ الرَّجُلُ إِلَى عِلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام ، وَاحتَضَنَهُ مِنْ وَرَاءِ ظَهرِهِ وَ هُوَ يَقُولُ : اعتَصَمتُ بِحَبِلِ اللَّهِ وَ حَبلِ رَسُولِهِ ، ثُمَّ قَامَ فَوَلَّى وَخَرَجَ ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ النَّاسِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيكَ وَ آلِكَ أَلْحَقُهُ وَ أَسْأَلُهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لِي ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : إِذَا تَجِدُه مِرفَقاً . قَالَ فَلَحقَهُ الرَّجُلُ وَسَأَلَهُ أَنْ يَسْتَغفِرَ لَهُ فَقَالَ لَهُ : هَلْ فَهِمتَ مَا قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَ مَا قُلْتُ لَهُ ؟ قَالَ الرَّجُلُ نَعَمْ ، فَقَالَ لَهُ : إِنْ كُنتَ مُتَمَسِّكاً بِذَلِكَ الْحَبلِ فَغفَرَ اللهُ لَكَ وَ إِلاَّ فَلاَ غَفَرَ اللهُ لَكَ وَتَرَكَهُ وَمَضَى . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الإمام علي ٢٢٠٢٢ )

٢٦٣ :: الرواية مئتان وثلاثة وستون :: عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ طَالِبٍ خليفة الله الإمَام علي عليه السلام الوصي الأول من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَهُوَ يَقرَأُ سُورَةَ الْمَائِدَةِ فَقَالَ اكْتُبْ فَكَتَبتُ حَتَّى انْتَهَيتُ إِلَى هَذِهِ الآيَةِ { إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا } . ثُمَّ أَتَى ( أَنَ ) رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَخفِقُ بِرَأْسِهِ كَأْنَّهُ نَائِمٌ وَهُوَ يُمِلِي ( عَلَيَ ) بِلِسَانِهِ حَتَّى فَرَغَ مِنْ آخَرِ السُّورَةِ ( سُورَةِ الْمَائِدَةِ ) . ثُمَّ انْتَبَهَ ، فَقَالَ لِي : اكْتُبْ فَأَملَى عَلَيَّ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي خَفَقَ عِنْدَهَا ، فَقُلْتُ : أَلَمْ تُمْلِ عَلَيَّ حَتَّى خَتَمتَهَا ؟ فَقَالَ : اللهُ أَكْبَرُ ، ذَلِكَ الَّذِي أَملَى عَلَيكَ جَبرَئِيلُ ( عليه السلام ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ عليه السلام ) : فَأَملَى عَلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم سِتِّينَ آيَةً وَأَملَى عَلَىَّ جَبرَئِيلُ أَربَعاً وَسِتِّينَ آيَةً . { إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ } ( المائدة ٥٥ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الإمام علي ٢٢١٢٦ )

٢٦٤ :: الرواية مئتان واربعة وستون :: قَالَ حَدَّثَنِي جَعفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة عَنِ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عليه السلام فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَ : { يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّـهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها } ( النحل ٨٣ ) قَالَ لَمَّا نَزَلَت { إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ } اجتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ أَصحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ بَعضُهُمْ لِبَعضٍ : مَا تَقُولُونَ فِي هَذِهِ الآيَةِ ؟ فَقَالَ بَعضُهفمْ : إِنْ كَفَرنَا بِهَذِهِ الآيَةِ نَكْفُرُ بِسَائِرِهَا ، وَإِنْ آمَنَّا فَإِنَّ هَذَا ذُلٌّ حِينَ يُسَلِّطُ عَلَينَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ فَقَالُوا قَد عَلِمنَا أَنَّ مُحَمِّداً صَادِقٌ فِيمَا يَقُولُ ، وَلَكِنَّا نَتَوَلاَّهُ وَلاَنُطِيعُ عَلِيّاً فِيمَا أََمَرَنَا قَالَ فَنَزَلَت هَذِهِ الآيَةُ { يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّـهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها } ( النحل ٨٣ ) يَعرِفُونَ يَعنِي وَلاَيَةَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ { وَ أَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ } ( النحل ٨٣ ) بِالْوَلاَيَةِ . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الإمام علي ٢٢١٢٨ )

٢٦٨ :: الرواية مئتان وثمانية وستون :: العسكري خليفة الله الإمَام الحسن بن عـلـي العسكري عليه السلام الوصي الحادي عشر من أوصياء رسول الى يوم القيامة ( ثُمَّ يُنَادَى مِنْ آخِرِ عَرَصَاتِ الْقِيَامَةِ : أَلاَ فَسُوقُوهُمْ إِلَى ( الْجَنَّةِ لِشَهَادَتهِمْ لُمِحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم بِالنُّبُوَّةِ ) فَإِذَا النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ تَعَالَى : ( لاَ ، بَلْ ) { وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ } يَقُولُ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ قَالُوا (( سُوقُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ لِشَهَادَتِهِمْ لُمِحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم بِالنُّبُوَّةِ )) لَمِا ذَا يُوقَفُونَ يَا رَبَّنَا فَإِذَا النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ تَعَالَى : { وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ } عَنْ وَلاَيةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، يَا عِبَادِي وإمَائِي إِنِّي أَمَرتُهُمْ مَعَ الشَّهَادَةِ بِمُحَمَّدٍ بِشَهَادَةٍ أُخرَى ، فَإِنْ جَاءُوا بِهَا فَعَظِّمُوا ثَوَابَهُمْ ، وَأَكْرِمُوا مَآبَهُمْ وَإِنْ لَمْ يَأْتُوا بِهَا لَمْ تَنفَعهُمُ الشَّهَادَةُ لُمِحَمَّدٍ صلى الله عليه واله وسلم بِالنُّبُوَّةِ وَلاَ لِي بِالرُّبُوبِيَّةِ ، فَمَنْ جَاءَ بِهَا فَهُوَ مِنَ الْفَائِزِينَ ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهَا فَهُوَ مِنَ الْهَالِكِينَ ) . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - مفردات القرآن الكريم ١٥٨٣٢ )

٢٧٣ :: الرواية مئتان وثلاثة وسبعون :: قَالَ الإِمَامُ خليفة الله الإمَام الحسن بن عـلـي العسكري عليه السلام الوصي الحادي عشر من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة : فَلَمَّا ذَكَرَ اللهُ تَعَالَي الْفَرِيقَينِ : أَحَدُهُمَا { وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ } ( البقرة ٢٠٤ ) . وَ الثَّانِي : { وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ } ( البقرة ٢٠٧ ) وَ بَيَّنَ حَالَهُمَا ، دَعَا النَّاسَ إِلَى حَالِ مَنْ رَضِيَ صَنِيعَهُ ، فَقَالَ : { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً } ( البقرة ٢٠٨ ) . يَعنِي فِي السِّلْمِ وَ الْمُسَالَمَةِ إِلَى دِينِ الإِسْلاَمِ كَافَّةً جَمَاعَةً ادخُلُوا فِيهِ ، ( وَادخُلُوا ) فِي جَمِيعِ الإِسْلاَمِ ، فَتَقَبَّلُوهُ واعمَلُوا فِيهِ ، وَلاَ تَكُونُوا كَمَنْ يَقبَلُ بَعضَهُ وَيَعمَلُ بِهِ ، وَيَأْبَى بَعضَهُ وَيَهجُرُهُ . قَالَ : وَمِنهُ الدُّخُولُ فِي قَبُولِ وَلاَيَةِ عَلِيٍّ عليه السلام كَالدُّخُولِ فِي قَبُولِ نُبُوَّةِ ( مُحَمَّدٍ ) رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم ، فَإِنَّهُ لاَ يَكُونُ مُسْلِماً مَنْ قَالَ : إِنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ ، فَاعتَرَفَ بِهِ وَلَمْ يَعتَرِفْ بِأَنَّ عَلِيّاً وَصِيُّهُ ، وَخلِيفَتُهُ وَخَيرُ أُمَّتِهِ . { وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ } ( البقرة ٢٠٨ ) مَا يَتَخَطَّى بِكُمْ إِلَيهِ الشَّيطَانُ مِنْ طُرُقِ الْغَيِّ وَالضَّلاَلِ ، وَيَأْمُرُكُمْ بِهِ مِنِ ارتِكَابِ الآثَامِ الْمُوبِقَاتِ { إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ } ( البقرة ٢٠٨ ) إِنَّ الشَّيطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ، بِعَدَاوَتِهِ يُرِيدُ اقتِطَاعَكُمْ عَنْ عَظِيم الثَّوَابِ ، وَإِهْلاَكَكُمْ بِشَدِيدِ الْعِقَابِ . { فَإِنْ زَلَلْتُمْ } عَنِ السَّلَمِ وَ الإِسْلاَمِ الَّذِي تَمَامُهُ بِاعتِقَادِ وَلاَيَةِ عَلِيٍّ عليه السلام ، وَلاَ يَنفَعُ الإِقرَارُ بِالنُّبُوَّةِ مَعَ جَحدِ إِمَامَةِ عَلِيٍّ عليه السلام ، كَمَا لاَيَنفَعُ الإِقرَارُ بِالتَّوْحِيدِ مَعَ جَحدِ النُّبُوَّةِ إِنْ زَلَلْتُمْ . { مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ } مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَ فَضِيلَتِهِ ، وَ أَتَتكُمُ الدَّلاَلاتُ الْوَاضِحَاتُ الْبَاهِرَاتُ ، عَلَى أَنَّ مُحَمَّداً الدَّالَّ عَلَى إِمَامَةِ عَلِيٍّ عليه السلام نَبِيُّ صِدقٍ ، وَ دِينَهُ دِينُ حَقٍّ . { فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } ( عَزِيزٌ ) قَادِرٌ عَلَى مُعَاقَبَةِ الْمُخَالِفِينَ لِدِينِهِ ، وَالْمُكَذِّبِينَ لِنبِيِّهِ ، لاَ يَقدِرُ أَحَدٌ عَلَى صَرفِ انتِقَامِهِ مِنْ مُخَالِفِيهِ ، وَ قَادِرٌ عَلَى إِثَابَةِ الْمُوَافِقِينَ لِدِينِهِ وَالْمُصَدِّقِينَ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وآله وسلم لاَ يَقدِرُ أَحَدٌ عَلَى صَرفِ ثَوَابِهِ عَنْ مُطِيعِيهِ . حَكِيمٌ فِيمَا يَفعَلُ مِنْ ذَلِكَ ، غَيرُ مُسرِفٍ عَلَى مَنْ أَطَاعَهُ وَ إِنْ أَكْثَرَ لَهُ الْخَيرَاتِ ، وَلاَ وَاضِعٌ لَهَا فِي غَيرِ مَوْضِعِهَا ( وَ إِنْ أَتَمَّ لَهُ الْكَرَامَاتِ ) ، وَلاَ ظَالِمٍ لِمَنْ عَصَاهُ وَ إِنْ شُدِّدَ عَلَيهِ الْعُقُوبَاتُ . { فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } ( البقرة ٢٠٩ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الإمام علي ٢١٩٧٣ )

٢٧٤ :: الرواية مئتان واربعة وسبعون :: قَالَ سألت علي بن الحسين خليفة الله الإمَام علي بن الحسين السجاد عليه السلام الوصي الرابع من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة قول اللَّه : { وَ لا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ } قال : عنى بذلك من خالفنا من هذه الأمة ، وكلهم يخالف بعضهم بعضا في دينهم ، وأما قوله { إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَ لِذلِكَ خَلَقَهُمْ } ( هود ١١٩ ) فأولئك أولياؤنا من المؤمنين ولذلك خلقهم من الطينة الطيبة أما تسمع لقول إبراهيم { رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَ ارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّـهِ } ( البقرة ١٢٦ ) قَالَ : إيانا عنى وأولياءه وشيعته وشيعة وصيه قَالَ : { وَ مَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلى‏ عَذابِ النَّارِ } ( البقرة ١٢٦ ) قَالَ : عنى بذلك ( واللَّه ) من جحد وصيه ولم يتبعه من أمته ، وكذلك واللَّه حال هذه الأمة . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - تفسير القرآن بالقرآن ٤٦٦٤ )

٢٧٨ :: الرواية مئتان وثمانية وسبعون :: قَالَ : قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْن خليفة الله الإمَام علي بن الحسين السجاد عليه السلام الوصي الرابع من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ بَينَ الْخَلاَئِقِ الأوَّلِينَ وَ الآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ أَيْنَ أَهْلُ الْفَضلِ قَالَ فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ فَتتَلَقَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ فَيَقُولُونَ مَا كَانَ فَضلُكُمْ فَيَقُولُونَ كُنَّا نَصِلُ مَنْ قَطَعَنَا وَنُعطِي مَنْ حَرَمَنَا وَنَعفُو عَمَّنْ ظَلَمَنَا فَيَقُولُونَ ادخُلُوا الْجَنَّةَ ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ أَينَ جِيرَانُ اللَّه فِي دَارِهِ فَيَقُومُ عُنُقٌ آخَرُ مِنَ النَّاس فَتَقُولُ لَهُمُ الْمَلاَئِكَةُ بِمَ جَاوَرتُمُ اللَّهَ فَيَقُولُونَ ( كُنَّا نَتَبَادَرُ فِي اللَّه ) نَتَبَاغَضُ فِي اللَّه وَنَتَحَابَبُ فِي اللَّه وَ ( نَتَشَارَكُ ) نَتَبَاذَلُ فِي اللَّه وَنُحَاسِبُ فِي اللَّه وَنَتَبَارَكُ فِي اللَّه ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ أَينَ أَهْلُ الصَّبرِ قَالَ فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ فَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ فَيَقُولُ عَلَى مَا كُنتُمْ تَصبِرُونَ فَيَقُولُونَ كُنَّا نَصبِرُ عَلَى طَاعَةِ اللَّه وَنُصَبِّرُ أَنفُسَنَا عَنْ مَعَاصِيهِ فَيُقَالُ لَهُمُ ادخُلُوا الْجَنَّةَ . {‏ يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَ خَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَ بَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَ نِساءً وَ اتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ إِنَّ اللَّـهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } ( النساء ١ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - المعاد ٢٧٥٦٦ )

٢٧٩ :: الرواية مئتان وتسعة وسبعون :: عَنْ أَبِي عَبْدِاللَّهِ خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة قَالَ : سَأَلَ عَلِيٌّ عليه السلام رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وآله عَنْ تَفْسِيرِ قَوْلِهِ { يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً } قَالَ : يَا عَلِيُّ إِنَّ الْوَفدَ لاَ يَكُونُ إِلاَّ رُكْبَاناً ، أُولَئِكَ رِجَالٌ اتَّقَوُا اللَّهَ ، فَأَحَبَّهُمُ اللَّهُ وَاخْتَصَّهُمْ وَرَضِيَ أَعمَالَهُمْ ، فَسَمَّاهُمُ اللَّهُ الْمُتَّقِينَ ثُمَّ قَالَ : يَا عَلِيُّ أَمَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ ، إِنَّهُمْ لَيَخرُجُونَ مِنْ قُبَورِهِمْ ، وَبَيَاضُ وُجُوِهِهِمْ كَبَيَاضِ الثَّلْجِ ، عَلَيهِمْ ثِيَابٌ بَيَاضُهَا كَبَيَاضِ اللَّبَنِ ، عَلَيهِمْ نِعَالُ الذَّهَبِ شِرَاكُهَا مِنْ لُؤْلُؤٍ يَتَلأَلأَ . وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ قَالَ : إِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَسْتَقْبِلُهُمْ بِنُوقٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ عَلَيهَا رَحَائِلُ الذَّهَبِ مُكَلَّلَةً بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ ، وَجِلاَلُهَا الإِسْتَبرَقُ وَالسُّندُسُ ، وَخِطَامُهَا جُدُلُ الأرجُوَانِ ، وَأَزِمَّتُهَا مِنْ زَبَرجَدٍ فَتَطِيرُ بِهِمْ إِلَى الْمَحشَرِ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مِنهُمْ أَلْفُ مَلَكٍ مِنْ قُدَّامِهِ ، وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ يَزُفُّونَهُمْ زَفّاً ، حَتَّى يَنتَهُوا بِهِمْ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ الأعظَمِ ، وَعَلَى بَابِ الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ ، الْوَرَقَةُ مِنهَا يَسْتَظِلُّ تَحتَهَا مِائَةُ أَلْفٍ مِنَ النَّاسِ وَعَنْ يَمِينِ الشَّجَرَةِ عَينٌ مُطَهِّرَةٌ مُزَكِّيَةٌ ، فَيُسْقَوْنَ مِنهَا شَربَةً ، فَيُطَهِّرُ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ مِنَ الْحَسَدِ ، وَيُسْقِطُ عَنْ أَبشَارِهِمُ الشَّعرَ ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ : { } ( الإنسان ٢١ ) مِنْ تِلْكَ الْعَينِ الْمُطَهِّرَةِ . ثُمَّ يَرجِعُونَ إِلَى عَينٍ أُخرَى عَنْ يَسَارِ الشَّجَرَةِ ، فَيَغْتَسِلُونَ مِنهَا وَهِيَ عَينُ الْحَيَاةِ ، فَلاَ يَمُوتُونَ أَبَداً . ثُمَّ يُوقَفُ بِهِمْ قُدَّامَ الْعَرشِ وَقَد سَلِمُوا مِنَ الآفَاتِ وَ الأسقَامِ وَ الْحَرِّ وَ الْبَردِ أَبَداً ، قَالَ : فَيَقُولُ الْجَبَّارُ لِلْمَلاَئِكَةِ الَّذِينَ مَعَهُمُ : احشُرُوا أَوْلِيَائِي إِلَى الْجَنَّةِ وَلاَ تَقِفُوهُمْ مَعَ الْخَلاَئِقِ ، فَقَد سَبَقَ رِضَائِي عَنهُمْ وَوَجَبَت رَحمَتِي لَهُمْ ، فَكَيفَ أُرِيدُ أَنْ أُوقِفَهُمْ مَعَ أَصحَابِ الْحَسَنَاتِ وَ السَّيِّئَاتِ ، فَتَسُوقُهُمُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى الْجَنَّةِ فَإِذَا انتَهَوْا إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ الأعظَمِ ، ضَرَبُوا الْمَلاَئِكَة الْحلْقَةَ ضَربَةً فَتَصِرُّ صَرِيراً فَيَبلُغُ صَوْتُ صَرِيرِهَا كُلَّ حَوْرَاءَ ، خَلَقَهَا اللَّهُ وَ أَعَدَّهَا لأِوْلِيَائِهِ فَيَتَبَاشَرنَ إِذَا سَمِعنَ صَرِيرَ الْحَلَقَةِ ، وَيَقُولُ بَعضُهُنَّ لِبَعضٍ قَد جَاءَنَا أَوْلِيَاءُ اللَّه ، فَيُفتَحُ لَهُمُ الْبَابُ فَيَدخُلُونَ الْجَنَّةَ فَيُشرِفُ عَلَيهِمْ أَزوَاجُهُمْ ، مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَ الآدَمِيِّينَ فَيَقُلْنَ مَرحَباً بِكُمْ فَمَا كَانَ أَشَدَّ شَوْقَنَا إِلَيكُمْ ، وَيَقُولُ لَهُنَّ أَوْلِيَاءُ اللَّه مِثْلَ ذَلِكَ ، فَقَالَ عَلِيٌّ عليه السلام : مَنْ هَؤُلاَءِ يَا رَسُولُ اللَّه فَقَالَ صلى الله عليه وآله : يَا عَلِيُّ هَؤُلاَءِ شِيعَتُكَ وَ شِيعَتُنَا الْمُخلِصُونَ ( لِوَلاَيَتِكَ ) وَ أَنتَ إِمَامُهُمْ ، وَ هُوَ قَوْلُ اللَّه : { يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً :: وَ نَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى‏ جَهَنَّمَ وِرْداً } ( مريم ٨٥ - ٨٦ ) . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - المعاد ٢٧٦١٩ )

٢٨٠ :: الرواية مئتان وثمانون :: قَالَ دَخَلَ مَوّلًى لاِمرَأَةِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَين السجاد عليه السلام عَلَى أَبِي جَعفَرٍ خليفة الله الإمَام محمد بن عـلـي الباقر عليه السلام الوصي الخامس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة يُقَالُ لَهُ أَبُو أَيمَنَ ، فَقَالَ : يَا أَبَا جَعفَرٍ يُغرُونَ النَّاسَ وَيَقُولُونَ ، شَفَاعَةُ مُحَمِّدٍ (( شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ )) فَغَضِبَ أَبُو جَعفَرٍ الباقر عليه السلام حَتَّى تَرَبَّدَ وَجهُهُ . ثُمَّ قَالَ : وَيحَكَ يَا أَبَا أَيمَنَ أَ غَرَّكَ أَنْ عَفَّ بَطْنُكَ وَ فَرجُكَ ، أَمَا لَوْ قَد رَأَيتَ أَفزَاعَ الْقِيَامَةِ لَقَدِ احتَجتَ إِلَى شَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وَ يلَكَ فَهَلْ يَشفَعُ إِلاَّ لِمَنْ وَ جَبَت لَهُ النَّارُ ، ثُمَّ قَالَ : مَا أَحَدٌ مِنَ الأوَّلِينَ وَ الآخِرِينَ إِلاَّ وَ هُوَ مُحتَاجٌ إِلَى شَفَاعَةِ صلى الله عليه وآله يَوْمَ الْقِيَامَةِ . ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعفَرٍ الباقر عليه السلام : إِنَّ لِرَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وآله الشَّفَاعَةَ فِي أُمَّتِهِ ، وَلَنَا الشَّفَاعَةَ فِي شِيعَتِنَا وَ لِشِيعَتِنَا الشَّفَاعَةَ فِي أَهَالِيهِمْ ، ثُمَّ قَالَ : وَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَشْفَعُ فِي مِثْلِ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَشفَعُ حَتَّى لِخَادِمِهِ ، وَيَقُولُ : يَاربِّ حَقُّ خِدمَتِي ، كَانَ يَقِينِي الْحَرَّ وَ الْبَرد . { وَ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا ما ذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } ( سبأ ٢٣ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - المعاد ٢٧٦٦١ )

٢٨١ :: الرواية مئتان واحد وثمانون :: عَنْ أَبِي عَبْدِاللَّهِ خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ شَفاعَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقَالَ : يُلْجِمُ النَّاس يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْعَرَقُ . فَيَقُولُون : انطَلِقُوا بِنَا إِلَى آدَمَ يَشفَعُ لَنَا عِنْدَ رَبِّنَا ، فَيَأْتُونَ آدَمَ ، فَيَقُولُونَ : يَا آدَمُ اشْفَع لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ ، فَيَقُولُ : إِنَّ لِي ذَنباً وَ خَطِيئَةً فَعَلَكُمْ بِنُوحٍ ، فَيَأْتُونَ نُوحاً فَيَرُدُّهُمْ إِلَى مَنْ يَلِيهِ ، وَيَرُدُّهُمْ كُلُّ نَبِيٍّ إِلَى مَنْ يَلِيهِ ، حَتَّى يَنتَهُوا إِلَى عِيسَى فَيَقُولُ : عَلَيكُمْ بِمُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّه فَيَعرِضُونَ أَنفُسَهُمْ عَلَيهِ وَيَسأَلُونَهُ ، فَيَقُولُ : انطَلِقُوا ، فَيَنطَلِقُ بِهِمْ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ وَيَسْتَقبِلُ بَابَ الرَّحمَةِ ، وَيَخِرُّ سَاجِداً فَيَمكُثُ مَا شَاءَ اللَّهُ فَيَقُولُ اللَّهُ ارفَع رَأْسَكَ وَاشفَع تُشَفَّع ، وَاسأَل تُعطَ وَ ذَلِكَ هُوَ قَوْلُهُ : { عَسى‏ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً } . { وَ مِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى‏ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً } ( الإسراء ٧٩ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - المعاد ٢٧٦١٢ )

٢٨٢ :: الرواية مئتان واثنان وثمانون :: عَنْ أَبِي عَبْدِاللَّهِ خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة أن ناسا من بني هاشم أتوا رَسُولُ الله صلي الله عليه وآله فسألوه أن يستعملهم على صدقات المواشي ، وقالوا : يكون لنا هذا السهم الذي جعلته للعالمين عليها فنحن أولى به ، فقال رسول الله صلي الله عليه وآله : يا بني عبدالمطلب إن الصدقة لا تحل لي و لا لكم ، ولكني وعدت الشفاعة ، ثم قَالَ : و الله أشهد أنه قد وعدها فما ظنكم يا بني عبدالمطلب إذا أخذت بحلقة الباب أتروني مؤثرا عليكم غيركم ثم قَالَ : إن الجن و الإنس يجلسون يوم القيامة في صعيد واحد ، فإذا طال بهم الموقف طلبوا الشفاعة ، فيقولون : إلى من فيأتون نوحا فيسألونه الشفاعة ، فيقول هيهات قد رفعت حاجتي فيقولون : إلى من فيقال : إلى إبراهيم فيأتون إلى ابراهيم فيسألونه الشفاعة فيقول : هيهات قد رفعت حاجتي فيقولون : إلى من فيقال : ائتوا موسى فيأتونه فيسألونه الشفاعة فيقول : هيهات قد رفعت حاجتي ، فيقولون : إلى من فيقال : ائتوا عيسى فيأتونه ويسألونه الشفاعة فيقول : هيهات قد رفعت حاجتي فيقولون : إلى من فيقال ائتوا محمداً فيأتونه فيسألونه الشفاعة فيقوم مدلا حتى يأتي باب الجنة فيأخذ بحلقة الباب ثم يقرعه ، فيقال : من هذا فيقول : أحمد فيرحبون و يفتحون الباب ، فإذا نظر إلى الجنة خر ساجدا يمجد ربه و يعظمه فيأتيه ملك فيقول : ارفع رأسك و سل تعط و اشفع تشفع فيقوم فيرفع رأسه و يدخل من باب الجنة فيخر ساجدا يمجد ربه و يعظمه فيأتيه ملك فيقول : ارفع رأسك و سل تعط و اشفع تشفع فيمشي في الجنة ساعة ثم يخر ساجدا يمجد ربه و يعظمه فيأتيه ملك فيقول ارفع رأسك و سل تعط و اشفع تشفع فيقوم فما يسأل شيئا إلا أعطاه إياه . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - المعاد ٢٧٦١٣ )

٢٨٣ :: الرواية مئتان وثلاثة وثمانون :: قَالَ رَسُولُ اللَّه خليفة الله النبي محمد بن عبدالله صلي الله عليه وآله مَعَاشِرَ عِبَادِ اللَّه ، عَلَيكُمْ بخِدمَةِ مَنْ أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِالارتِضَاءِ ، وَ اجتَبَاهُ بِالاصطِفَاءِ ، وَ جَعَلَهُ أفَضَلَ أَهْلِ الأرضِ وَ السَّمَاءِ ، بَعد مُحَمَّدٍ سَيِّد الأنبِيَاءِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب عليه السلام وَ بِمُوَلاةِ أَوْلِيَائِهِ وَ مُعَادَاةِ أَعدَائِهِ ، وَ قَضَاءِ حُقُوقِ إِخْوَانِكُمُ الَّذِينَ هُمْ فِي مُوَالاتِهِ ، وَ مُعَادَاةِ أَعدَائِهِ شُرَكَاؤُكُمْ . فَإِنَّ رِعَايَةَ عَلِيٍّ أَحسَنُ مِنْ رِعَايَةِ هَؤُلاَءِ التُّجَّارِ ، الْخَارِجِينَ بِصَاحِبِكُمُ ، الَّذِي ذَكَرتُمُوهُ إِلَى الصِّينِ الَّذِي عَرَضُوهُ لِلْغَنَاءِ وَ أعَانُوهُ بِالثَّرَاءِ أَمَا إِن مِنْ شِيعَةِ عَلِيٍّ لَمَنْ يَأتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ قَد وُضِعَ لَهُ فِي كِفَّةِ سَيٍّئَاتِهِ مِنَ الآثَامِ مَا هُوَ أَعظَمُ مِنَ الْجِبَالِ الرَّوَاسِي وَ الْبِحَارِ التَّيَّارَةِ تَقُولُ الْخَلاَئِقُ : هَلَكَ هَذَا الْعَبْدُ ، فَلاَ يَشُكُّونَ أَنَّهُ مِنَ الْهَالِكِينَ ، وَ فِي عَذَابِ اللَّه مِنَ الْخَالِدِينَ . فَيَأْتِيهِ النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّه عَزَّ وَ جَلَّ : يَا أَيُّهَا الْعَبْدُ الْخاطِئُ ( الْجَانِي ) هَذِهِ الذُّنُوبُ الْمُوبِقَاتُ ، فَهَلْ بِإِزَائِهَا حَسَنَاتٌ تُكَافِئُهَا ، فَتَدخُلُ جَنَّةَ اللَّه بِرَحمَةِ اللَّه أَوْ تَزِيُ عَلَيهَا فَتَدخُلُهَا بِوَعدِ اللَّه يَقُولُ الْعَبْدُ : لاَ أَدرِي . فَيَقُولُ مُنَادِي رَبِّنَا عَزَّ وَ جَلَّ : فَإِنَّ رَبِّي يَقُولُ : نَادِ فِي عَرَصَاتِ الْقِيَامَةِ : أَلاَ إِنِّي فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ مِنْ أَهْلِ بَلَدِ كَذَا ( وَ كَذَا ) ، قَد رَهَنتُ بِسَيِّئَاتٍ كَأَمثَالِ الْجِبَالِ وَ الْبِحَارِ ، وَلاَ حَسَنَاتٌ لِي بِإِزَائِهَا ، فَأَيُّ أَهْلِ هَذَا الْمَحشَرِ كَانَ لِي عِنْدَهُ يَدٌ أَوْ عَارِفَهٌ فَلْيُغِثْنِي بِمُجَازَاتِي عَنْهَا ، فَهَذَا أَوَانُ شِدَّةِ حَاجَتِي إِلَيْهَا . فَيُنَادِي الرَّجُلُ بِذَلِكَ ، فَأَوَّلُ مَنْ يُجبِيبُهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام : لَبَّيكَ لَبَّيكَ ( لَبَّيكَ ) أَيُّهَا الْمُمتَحَنُ فِي مَحَبَّتِي ، الْمَظْلُومُ بِعَدَاوَتِي . ثُمَّ يَأْتِي هُوَ وَ مَعَهُ عَدَدٌ كَثِيرٌ وَ جَمٌّ غَفِيرٌ ، وَ إِنْ كَانُوا أَقَلَّ عَدَداً مِنْ خُصَمَائِهِ ، الَّذِينَ لَهُمْ قِبَلَهُ الظَّلاَمَاتُ . فَيَقُولُ ذَلِكَ الْعَدَدُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَحنُ إِخْوَانُهُ الْمُؤْمِنُونَ ، كَانَ بِنَا بَارّاً ، وَ لَنَا مُكَرِّماً وَ فِي مُعَاشَرَتِهِ إِيَّانَا مَعَ كَثْرَةِ إِحسَانِهِ إِلَينَا مُتَوَاضِعاً ، وَقَد نَزَلْنَا لَهُ عَنْ جَمِيعِ طَاعَاتِنَا وَ بَذَلْنَاهَا لَهُ . قَيَقُولُ عَلِيٌّ عليه السلام : فَبِمَا ذَا تَدخُلُونَ جَنَّةَ رَبِّكُمْ فَيَقُولُونَ : بِرَحمَتِهِ الْوَاسِعَةِ الَّتِي لاَ يَعدَمُهَا مَنْ وَالاكَ ، وَوَالَى آلَكَ ، يَا أَخَا رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وآله . فَيَأْتِي النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّه عَزَّ وَ جَلَّ : يَا أَخَا رَسُولِ اللَّه هَؤُلاَءِ إِخوَانُهُ الْمُؤْمِنُونَ قَد بَذَلُوا لَهُ ، فَأَنتَ مَا ذَا تَبذُلُ لَهُ فَإِنِّي أَنَا الْحَاكِمُ ، مَا بَينِي وَ بَينَهُ ، مِنَ الذُّنُوبِ قَد غَفَرتُهَا لَهُ بِمُوَالاتِهِ إِيَّاكَ ، وَ مَا بَينَهُ وَ بَينَ عِبَادِي ، مِنَ الظَّلاَمَاتِ ، فَلاَ بُدَّ مِنْ فَصلِ الْحُكْمِ بَينَهُ وَبَينَهُمْ . فَيَقُولُ عَلِيٌّ عليه السلام : يَا رَبِّ أَفعَلُ مَا تَأْمُرُنِي . فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : ( يَا عَلِيُ ) إِضمَن لِخُصَمَائِهِ تَعوِيضَهُمْ عَنْ ضُلاَمَاتِهِمْ قِبَلَهُ . فَيَضْمَنُ لَهُمْ عَلِيٌّ عليه السلام ذَلِكَ ، وَيَقُولُ لَهُمْ : اقتَرِحُوا عَلَيَّ مَا شِئتُمْ ، أُعطِكُمُوهُ عِوَضاً عَنْ ظُلاَمَاتِكُمْ قِبَلَهُ . فَيَقُولُونَ : يَا أَخَا رَسُولِ اللَّه تَجعَلُ لَنَا بِإِزَاءِ ظُلامَاتِنَا قِبَلَهُ ثَوَابَ نَفَسٍ مِنْ أَنفَاسِكَ لَيلَةَ بَيتُوتَيِكَ عَلَى فِرَاشِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وآله . فَيَقُولُ عَلِيٌّ عليه السلام : قَد وَ هَبتُ ذَلِكَ لَكُمْ . فَيَقُولُ اللَّهُ عَرَّ وَ جَلَّ : فَانظُرُوا يَا عِبَادِيَ الآنَ إِلَى مَا نِلْتُمُوهُ ، مِنْ عَلِيٍّ ( بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام ) فِدَاءً لِصَاحِبِهِ مِنْ ظُلاَمَاتِكُمْ . وَ يَظْهَرُ لَهُمْ ثَوَابُ نَفَسٍ وَاحِدٍ فِي الْجِنَانِ مِنْ عَجَائِب قُصُورِهَا وَ خَيرَاتِهَا ، فَيَكُونُ مِنْ ذَلِكَ مَا يُرضِي اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ ، خُصَمَاءَ أُلَئِكَ الْمُؤْمِنِينَ . ثُمَّ يُرِيهِمْ بَعدَ ذَلِكَ مِنَ الدَّرَجَاتِ وَ الْمَنَازِلِ ، مَا لاَ عَينٌ رَأت وَ لاَ أُذُنٌ سَمِعَت ، وَ لاَ خَطَرَ عَلَى بَالِ ، بَشَرٍ . فَيَقُولُونَ : يَا رَبَّنَا هَلْ بَقِيَ مِنْ جَنَّاتِكَ شَيْءٌ إِذَا كَانَ هَذَا كُلُّهُ لَنَا ، فَأَينَ يَحُلُّ سَائِرُ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَ الأنبِيَاءُ { وَ الصِّدِّيقِينَ } ( النساء ٦٩ ) ( الصِّدِّيقُونَ ) وَ الشُّهَدَاءُ { وَ الصَّالِحِينَ } ( النساء ٦٩ ) ( الصَّالِحُونَ ) وَ يُخَيَّلُ إِلَيهِمْ عِندَ ذَلِكَ أَنَّ الْجَنَّةَ بِأَسرِهَا قَد جُعِلَت لَهُمْ فَيَأْتِي النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّه عَزَّ وَ جَلَّ : يَا عِبَادِي ، هَذَا ثَوَابُ نَفَسٍ مِنْ أَنفَاسِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الَّذِي قَدِ اقتَرَحتُمُوهُ عَلَيهِ ، قَد جَعَلَهُ لَكُمْ ، فَخُذُوهُ وَ انظُرُوا ، فَيَصِيرُونَ هُمْ وَ هَذَا الْمُؤْمِنُ ، الَّذِي عَوَّضَهُمْ عَلِيٌّ عليه السلام عَنهُ إِلَى تِلْكَ الْجِنَانِ ، ثُمَّ يَرَوْنَ مَا يُضِيفُهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَى مَمَالِكِ عَلِيٍّ عليه السلام فِي الْجِنَانِ مَا هُوَ أَضعَافُ مَا بَذَلَهُ عَنْ وَلِيِّهِ الْمُوَالِي لَهُ ، مِمَّا شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ الأضعَافِ الَّتِي لاَ يَعرِفُهَا غَيرُهُ . ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّه صلي الله عليه وآله : { أَ ذلِكَ خَيْرٌ نُزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ } الْمُعَدَّةُ لِمُخَالِفِي أَخِي وَوَصِيِّي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - المعاد ٢٧٦٦٢ )

٢٨٤ :: الرواية مئتان واربعة وثمانون :: عَنْ أَبِي جَعفَرٍ خليفة الله الإمَام محمد بن عـلـي الباقر عليه السلام الوصي الخامس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : { قُولُوا آمَنَّا بِاللَّـهِ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْنا } قَالَ : إِنَّمَا عَنَى بِذَلِك عَلِيّاً عليه السلام وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ وَ جَرَت بَعدَهُمْ فِي الأئِمَّةِ عليهم السلام ، ثُمَّ يَرجِعُ الْقَوْلُ مِنَ اللَّهِ فِي النَّاسِ فَقَالَ : { فَإِنْ آمَنُوا } يَعنِي النَّاسَ { بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ } يَعنِي عَلِيّاً وَ فَاطِمَة وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَينَ وَ الأئِمَّةَ عليهم السلام { فَقَدِ اهْتَدَوْا وَ إِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ } . { قُولُوا آمَنَّا بِاللَّـهِ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَ ما أُنْزِلَ إِلى‏ إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ الْأَسْباطِ وَ ما أُوتِيَ مُوسى‏ وَ عِيسى‏ وَ ما أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ :: فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَ إِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّـهُ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } ( البقرة ١٣٦ - ١٣٧ ) . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل فاطمة الزهراء ٢٢٧٣٨ )

٢٨٨ :: الرواية مئتان وثمانية وثمانون :: قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ خليفة الله نبي الله محمد بن عبدالله صلي الله عليه وآله كَانَ جَالِساً ذَاتَ يَوْمٍ وَ عِندَهُ عَلِيٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَينُ عليهم السلام فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعلَمُ أَنَّ هَؤُلاَءِ أَهْلُ بَيتِي ، وَ أَكْرَمُ النَّاسِ عَلَيَّ ، فَأَحِبَّ مَنْ أَحَبَّهُمْ ، وَ أَبغِض مَنْ أَبغَضَهُمْ ، وَوَالِ مَنْ وَالاهُم ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُمْ ، وَأَعِنْ مَنْ أَعَانَهُمْ ، وَاجعَلْهُمْ مُطَهَّرِينَ مِنْ كُلِّ رِجسٍ مَعصُومِين مِنْ كُلِّ ذَنبٍ ، وَ أَيِّدهُمْ بِرُوحِ الْقُدُسِ مِنْكَ . ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وآله : يَا عَلِيُّ أَنتَ إِمَامُ أُمَّتِي ، وَ خَلِيفَتِي عَلَيهَا بَعدِي ، وَ أَنتَ قَائِدُ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الْجَنَّةِ ، وَكَأَنِّي أَنظُرُ إِلَى ابنَتِي فَاطِمَةَ قَد أَقبَلَت يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى نَجِيبٍ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِهَا سَبعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ وَعَنْ يَسَارِهَا سَبعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ وَبَينَ يَدَيهَا سَبعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ وَخَلْفَهَا سَبعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ تَقُودُ مُؤْمِنَاتِ أُمَّتِي إِلَى الْجَنَّةِ فَأَيُّمَا امرَأَةٍ صَلَّت فِي الْيَوْمِ وَ اللَّيْلَةِ خَمسَ صَلَوَاتٍ وَ صَامَت شَهرَ رَمَضَانَ وَ حَجَّت بَيتَ اللَّهِ الْحَرَامَ وَزَكَّت مَالَهَا وَ أَطَاعَت زَوجَهَا وَوَالَت عَلِيّاً بَعدِي دَخَلتِ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ ابنَتِي فَاطِمَةَ وَإِنَّهَا لَسَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ، فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله أَهِيَ سَيِّدَةٌ لِنِسَاءِ عَالَمِهَا . فَقَالَ صلى الله عليه وآله : ذَاكَ لِمَريَمَ بِنتِ عِمرَانَ ، فَأَمَّا ابنَتِي فَاطِمَةَ فَهِيَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَنَ الأوَّلِينَ وَ الآخِرِينَ وَ إِنَّهَا لَتَقُومُ فِي مِحرَابِهَا فَيُسَلِّمُ عَلَيهَا سَبعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مَنَ الْمَلاَئِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ وَ يُنَادُونَهَا بِمَا نَادَت بِهِ الْمَلاَئِكَةُ مَريَمَ فَيَقُولُونَ : يَا فَاطِمَةُ { إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ عَلى‏ نِساءِ الْعالَمِينَ } ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى عَلِيٍّ عليه السلام فَقَالَ : يَا عَلِيُّ إِنَّ فَاطِمَةَ بَضعَةٌ مِنِّي ، وَهِيَ نُورُ عَينِي ، وَثَمَرَةُ فُؤَادِي يَسُوؤُنِي مَا سَاءَهَا ، وَيَسُرُّنِي مَا سَرَّهَا ، وَإِنَّهَا أَوَّلُ مَنْ يَلْحَقُنِي مِنْ أَهْلِ بَيتِي فَأَحسِنْ إِلَيهَا بَعدِي ، وَ أَمَّا الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ : فَهُمَا ابنَايَ ، وَرَيحَانَتَايَ ، وَ هُمَا سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَلْيُكْرَمَا عَلَيكَ كَسَمعِكَ وَبَصَرِكَ ، ثُمَّ رَفَعَ صلى الله عليه وآله يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي مُحِبٌّ لِمَنْ أَحَبَّهُمْ ، وَ مُبغِضٌ لِمَن أَبغَضَهُمُ ، وَ سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَهُمْ ، وَ حَربٌ لِمَنْ حَارَبَهُمْ ، وَ عَدُوٌّ لِمَنْ عَادَاهُمْ ، وَوَلِيٌّ لِمَنْ وَالاهُمْ . { وَ إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ عَلى‏ نِساءِ الْعالَمِينَ :: يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَ اسْجُدِي وَ ارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ } ( آل عمران ٤٢ - ٤٣ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل فاطمة الزهراء ٢٢٧٤٧ )

٢٨٩ :: الرواية مئتان وتسعة وثمانون :: قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِالله خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة عَنْ قَوْلِ إبلِيسَ { رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى‏ يَوْمِ يُبْعَثُونَ قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى‏ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ } قَالَ لَهُ وَهْبٌ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَيُّ يَوْمٍ هُوَ قَالَ : يَا وَهْبُ أَتَحسَبُ أَنَّهُ يَوْمُ يَبعَثُ اللهُ فِيهِ النَّاسَ ، إِنَّ اللهَ أَنظَرَهُ إِلَى يَوْمِ يَبعَثُ فِيهِ قَائِمَنَا ، فَإِذَا بَعَثَ اللهُ قَائِمَنَا كَانَ فِي مَسجِدِ الْكُوفَةِ ، وَجَاءَ إِبلِيسُ حَتَّى يَحثُوَ بَينَ يَدَيهِ عَلَى رُكْبَتَيهِ فَيَقُولُ يَا وَيلَهُ مِنْ هَذَا الْيَوْمِ فَيَأْخُذُ بِنَاصِيَتِهِ فَيَضرِبُ عُنُقَهُ فَذَلِك فَذَلِكَ يَوْمُ الْوَقتِ الْمَعلُومِ . { قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى‏ يَوْمِ يُبْعَثُونَ :: قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ :: إِلى‏ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ } ( الحجر ٣٦ - ٣٨ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل القائم ٢٥٩٧٤ )

٢٩٩ :: الرواية مئتان وتسعة وتسعون :: قَالَ الصَّادِقُ خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عليهما السلام : أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالبٍ عليه السلام : كَانَ أَعبَدَ النَّاسِ فِي زَمَانِهِ ، وَ أَزهَدَهُمْ ، وَ أَفْضَلَهُمْ ، وَ كَانَ إِذَا حَجَّ حَجَّ مَاشِياً وَرُبَّمَا مَشَى حَافِياً ، وَ كَانَ إِذَا ذَكَرَ الْمَوْتَ بَكَى ، وَ إِذَا ذَكَرَ الْقَبرَ بَكَى ، وَ إِذَا ذَكَرَ الْبَعثَ وَ النُّشُورَ بَكَى ، وَ إِذَا ذَكَرَ الْمَمَرَّ عَلَى الصِّرَاطِ بَكَى ، وَ إِذَا ذَكَرَ الْعَرضَ عَلَى اللَّه تَعَالَى ذِكْرُهُ شَهَقَ شَهقَةً يُغشَى عَلَيهِ مِنهَا ، وَ كَانَ إِذَا قَامَ فِي صَلاَتِهِ تَرتَعِدُ فَرَائِصُهُ بَينَ يَدَيْ رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، وَ كَانَ إِذَا ذَكَرَ الْجَنَّةَ وَ النَّارَ اضْطِرَابَ السَّلِيمِ وَ يَسْأَلُ اللَّه الْجَنَّةَ وَ يَعُوذُ بِهِ مِنَ النَّارِ . وَ كَانَ عليه السلام لاَ يَقرَأُ مِنْ كِتَابِ اللَّه عَزَّ وَ جَلَّ : { أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا } إِلاَّ قَالَ لَبَّيكَ اللَّهُمَّ لَبَّيكَ وَ لَمْ يُرَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَحوَالِهِ إِلاَّ ذَاكِراً لله سُبحَانَهُ ، وَ كَانَ أَصدَق النَّاسِ لَهْجَةً وَ أَفصَحَهُمْ مَنطِقاً ، وَ لَقَد قِيلَ لِمُعَاوِيَةَ ذَاتَ يَوْمٍ لَوْ أَمَرتَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام فَصَعِدَ الْمِنبَرَ فَخَطَبَ لِيَبِينَ لِلنَّاسِ نَقصُهُ فَدَعاهُ فَقَالَ لَهُ : اصعَدِ الْمِنبَرَ وَ تَكَلَّمْ بِكَلِمَاتٍ تَعِظُنَا بِهَا فَقَامَ عليه السلام فَصعِدَ الْمِنبَرَ فَحَمِدَ اللَّه وَ أَثنَى عَلَيهِ . ثُمَّ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ عَرَفَنِي فَقَد عَرَفَنِي ، وَ مَنْ لَمْ يَعرِفْنِي فَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَ ابْنُ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّه ، أَنَا ابْنُ خَيرِ خَلْقِ اللَّه ، أَنَا ابْنُ رَسُولِ اللَّه ، أَنَا ابْنُ صَاحِبِ الْفَضَائِلِ ، أَنَا ابْنُ صَاحِبِ الْمُعجِزَاتِ وَ الدَّلاَئِلِ ، أَنَا ابْنُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، أَنَا الْمَدفُوعُ عَنْ حَقِّي ، أَنَا وَ أَخِي الْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، أَنَا ابْنُ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ ، أَنَا ابْنُ مَكَّةَ وَ مِنًى ، أَنَا ابْنُ الْمَشْعَرِ وَ الْعَرَفَاتِ ، فَقَالَ لَهُ مُعاوِيَةُ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ خُذْ فِي نَعتِ الرُّطَبِ وَدَع هَذَا فَقَالَ عليه السلام : الرِّيحُ تَنفُخُهُ وَ الْحَرُورُ يُنضِجُهُ وَ الْبَردُ يُطَيِّبُهُ ، ثُمَّ عَادَ عليه السلام : فِي كَلاَمِهِ ، فَقَالَ : أَنَا إِمَامُ خَلْقِ اللَّه وَ ابْنُ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّه ، فَخَشِيَ مُعاوِيَةُ أَنْ يَتكَلَّمَ بَعدَ ذَلِكَ بِمَا يَفتَتِنُ بِهِ النَّاسَ ، فَقَالَ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ انزِلْ فَقَد كَفَى مَا جَرَى فَنَزَلَ . { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وَ قُولُوا انْظُرْنا وَ اسْمَعُوا وَ لِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ } ( البقرة ١٠٤ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الحسنين ٢٢٩٥٣ )

٣٠٠ :: الرواية الثلاث مئة :: عَنْ جَعفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة قَالَ ، قَالَ : عَلِيُّ ( بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام ) لِلحَسَنِ يَا بُنَيَّ قُمْ فَاخطُب حَتَّى أَسمَعَ كَلاَمَكَ ، قَالَ : يَا أَبَتَاهْ كَيفَ أَخطُبُ وَ أَنَا أَنظُرُ إِلَى وَجهِكَ أَستَحيِي مِنكَ ، قَالَ فَجَمَعَ عَلِيُّ ( بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام ) أُمَّهَاتِ أَولاَدِهِ ، ثُمَّ تَوَارَى عَنهُ حَيثُ يَسمَعُ كَلاَمَهُ ، فَقَامَ الْحَسَنُ عليه السلام فَقَالَ : الْحَمدُ لله الْوَاحِدِ بِغَيرِ تَشْبِيهٍ ، الدَّائِمِ بِغَيرِ تَكْوِينٍ ، الْقَائِمِ بِغَيرِ كُلْفَةٍ ، الْخَالِقِ بِغَيرِ مَنصَبَةٍ ، الْمَوْصُوفِ بِغَيرِ غَايَةٍ ، الْمَعرُوفِ بِغَيرِ مَحدُودِيَّةٍ ، الْعَزِيزِ لَمْ يَزَلْ قَدِيماً فِي الْقِدَمِ رُدِعَتِ ( وُدِّعَتِ رُوِّعَتِ ) الْقُلُوبُ لِهَيبَتِهِ ، وَذَهِلَتِ الْعُقُولُ لِعِزَّتِهِ ، وَخَضَعَتِ الرِّقَابُ لِقُدرَتِهِ ، فَلَيسَ يَخطُرُ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ مَبلَغُ جَبَرُوتِهِ ، وَ لاَ يَبلُغُ النَّاسُ كُنهَ جَلاَلِهِ ، وَ لاَ يُفصِحُ الْوَاصِفُونَ مِنهُمْ لِكُنهِ عَظَمَتِهِ ، وَ لاَ يَقُومُ الْوَهْمُ مِنهُمْ ( عَلَى ) التَّفَكُّرِ عَلَى مَضَا سَبِبِهِ ( سَبِبِهِ ) ، وَ لاَ تَبلُغُهُ الْعلَمَاءُ بِأَلْبَابِهَا ، وَ لاَ أَهْلُ التَّفَكُّرِ بِتدبِيرِ أُمُورِهَا أَعلَمُ خَلْقِهِ بِهِ الَّذِي بِالْحَدِّ لاَ يَصِفُهُ { يُدْرِكُ الْأَبْصارَ } وَ { لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } ( الأنعام ١٠٣ ) أَمَّا بَعدُ ، فَإِنَّ عَلِيّاً بَابٌ { مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً } ( آل عمران ٩٧ ) ( مُؤْمِناً ) ، وَ مَنْ خَرَجَ مِنهُ كَانَ كَافِراً أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَ أَستَغفِرُ اللَّه الْعَظِيمَ لِي وَ لَكُمْ فَقَامَ عَلِيُّ ( بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام ) وَقَبَّلَ بَينَ عَينَيهِ ، ثُمَّ قَالَ : { ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } . { إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفى‏ آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ :: ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } ( آل عمران ٣٣ - ٣٤ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الحسنين ٢٢٩٦٩ )

٣٠٩ :: الرواية ثلاث مئة وتسعة :: الْحَسَنُ العَسكَرِيُّ خليفة الله الإمَام الحسن بن عـلـي العسكري عليه السلام الوصي الحادي عشر من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة فِي تَفسِيرِهِ عَنْ آبَائِهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم فِي حَدِيثٍ قَالَ : أَ تَدرُونَ مَتَى يَتَوَفَّرُ عَلَى الْمُسْتَمِعِ وَ الْقَارِئِ هَذِهِ الْمَثُوبَاتُ الْعَظِيمَةُ إِذَا لَمْ ( يَقُلْ فِي الْقُرآنِ بِرأْيِهِ ) وَ لَمْ يَجفُ عَنهُ وَ لَمْ يَسْتَأْكِلْ بِهِ وَ لَمْ يُرَاءِ بِهِ وَ قَالَ عَلَيكُمْ بِالْقُرآنِِ فَإِنَّهُ الشِّفَاءُ النَّافِعُ وَ الدَّوَاءُ الْمُبَارَكُ عِصمَةٌ لَمِنْ تَمَسَّكَ بِهِ وَ نَجَاةٌ لَمِنِ اتَّبَعَهُ ثُمَّ قَالَ أَتَدرُونَ مَنِ الْمُتَمَسِّكُ بِهِ الَّذِي يَتَمَسَّكُهُ يَنَالُ هَذَا الشَّرَفَ الْعَظِيمَ هُوَ الَّذِي يَأْخُذُ الْقُرآنَ وَ تَأْوِيلَهُ عَنَّا أَهْلَ الْبَيتِ وَ عَنْ وَ سَائِطِنَا السُّفَرَاءِ عَنَّا إِلَى شِيعَتِنَا ، لاَ عَنْ آرَاءِ الْمُجَادِلِينَ فَأَمَّا مَنْ قَالَ فِي الْقُرآنِ بِرَأْيِهِ فَإِنِ اتَّفَقَ لَهُ مُصَادَفَةُ صَوَابٍ فَقَد جَهِلَ فِي أَخذِهِ عَنْ غَيرِ أَهْلِهِ وَ إِنْ أَخطَأَ الْقَائِلُ فِي الْقُرآنِ بِرَأْيِهِ فَقَد تَبَوَّأَ مَقعَدَهُ مِنَ النَّارِ . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - حرمة القرآن ٢٠٨٠ )

٣١٢ :: الرواية ثلاثمئة واثنتا عشرة :: عَنْ أَبِي جَعفَرٍ خليفة الله الإمَام محمد بن عـلـي الباقر عليه السلام الوصي الخامس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَ { وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّـهَ عَلى‏ حَرْفٍ } قَالَ هُمْ قَوْمٌ وَ حَّدُوا اللَّهَ وَ خَلَعُوا عِبَادَةَ مَنْ يُعبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَخَرَجُوا مِنَ الشِّركِ وَلَمْ يَعرِفُوا أَنَّ مُحَمَّداً صلى الله عليه وآله وسلم رَسُولُ اللَّهِ فَهُمْ يَعبُدُونَ اللَّهِ عَلَى شَكٍّ فِي مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم وَمَا جَاءَ بِهِ فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَقَالُوا نَنظُرُ فَإِنْ كَثُرَت أَمْوَالُنَا وَعُوفِينَا فِي أَنْفُسِنَا وَأَوْلاَدِنَا عَلِمْنَا أَنَّهُ صَادِقٌ وَأَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ وَإِنْ كَانَ غَيرَ ذَلِكَ نَظَرنَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ { فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ } يَعنِي عَافِيَةً فِي الدُّنْيَا { وَ إِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ } يَعنِي بَلاَءً فِي نَفسِهِ وَمَالِهِ { انْقَلَبَ عَلى‏ وَجْهِهِ } انقَلَبَ عَلَى شَكِّهِ إِلَى الشِّركِ { خَسِرَ الدُّنْيا وَ الْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ :: يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّـهِ ما لا يَضُرُّهُ وَ ما لا يَنْفَعُهُ } ( الحج ١١ - ١٢ ) قَالَ يَنقَلِبُ مُشْرِكاً يَدعُو غَيرَ اللَّهِ وَيَعبُدُ غَيرَهُ فَمِنْهُمْ مَنْ يَعرِفُ وَيَدخُلُ الإِيمَانُ قَلْبَهُ فَيُؤْمِنُ وَيُصَدِّقُ وَيَزُولُ عَنْ مَنزِلَتِهِ مِنَ الشَّكِّ إِلَى الإِيمَانِ وَمِنهُمْ مَنْ يَثْبُتُ عَلَى شَكِّهِ وَمِنهُمْ مَنْ يَنقَلِبُ إِلَى الشِّرك . { وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّـهَ عَلى‏ حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَ إِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى‏ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَ الْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ } ( الحج ١١ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - الإيمان والكفر ٢٨٤١٧ )

٣١٧ :: الرواية ثلاثمئة وسبعة عشرة :: عَنْ أَبِي عَبْدِاللَّهِ خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة قَالَ : إِنَّ الْمُؤْمِنَينِ إِذا اعتَنَقَا غَمَرَتهُمَا الرَّحمَةُ فَإِذَا الْتَزَمَا لاَ يُرِيدَانِ بِذَلِكَ إِلاَّ وَجهَ اللَّهِ وَلاَ يُرِيدَانِ غَرَضاً مِنْ أَغرَاضِ الدُّنيَا قِيلَ لَهُمَا مَغفُوراً لَكُمَا فَاستَأْنِفَا فَإِذَا أَقبَلاَ عَلَى الْمُسَاءلَةِ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ بَعضُهَا لِبَعضِ تَنَحَّوا عَنهُمَا فَإِنَّ لَهُمَا سِرّاً وَقَد سَتَرَ اللَّهُ عَلَيهِمَا قَالَ إِسحَاقُ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَلاَ يُكْتَبُ عَلَيهِمَا لَفظُهُمَا وَقَد قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ { ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } قَالَ فَتَنَفَّسَ أَبُو عَبْدِاللَّهِ الصادق عليه السلام الصُّعَدَاءَ ثُمَّ بَكَى حَتَّى أَخضَلَت دُمُوعُهُ لِحيَتَهُ وَقَالَ يَا إِسْحَاقُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِنَّمَا أَمَرَ الْمَلاَئِكَةَ أَنْ تَعتَزِلَ عَنِ الْمُؤْمِنَينِ إِذَا الْتَقَيَا إِجلاَلاً لَهُمَا وَإِنَّهُ وَإِنْ كَانَتِ الْمَلاَئِكَةُ لاَ تَكْتُبُ لَفظَهُمَا وَلاَ تَعرِفُ كَلاَمَهُمَا فَإِنَّهُ يَعرِفُهُ وَيَحفَظُهُ عَلَيهِمَا عَالِمُ السِّرِّ وَأَخفَى . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - الإيمان والكفر ٢٨٥٨٦ )

٣١٨ :: الرواية ثلاثمئة وثماني عشرة :: قَالَ الصَّادِقُ خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة الْخَشْيَةُ مِيرَاثُ الْعِلْمِ وَمِيزَانُهُ وَالْعِلْمُ شُعَاعُ الْمَعرِفَةِ وَقَلْبُ الإِيمَانِ وَمَنْ حُرِمَ الْخَشْيَةَ لاَ يَكُونُ عَالِماً وَإِنْ شَقَّ الشَّعرَ بِمُتَشَابِهَاتِ الْعِلْمِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى { إِنَّما يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ } وَآفَةُ الْعُلَمَاءِ ثَمَانِيَةٌ الطَّمَعُ وَالْبُخلُ وَالرِّيَاءُ وَالْعَصَبِيَّةُ وَحُبُّ الْمَدحِ وَالْخَوْضُ فِيمَا لَمْ يَصِلُوا إِلَى حَقِيقَتِهِ وَالتَّكَلُّفُ فِي تَزيِينِ الْكَلاَمِ بِزَوَائِدِ الألْفَاظِ وَقِلَّةُ الْحَيَاءِ مِنَ اللَّه وَ الاِفتِخَارُ وَتَركُ الْعَمَل بِمَا عَلِمُوا قَالَ عِيسَى عليه السلام أَشْقى النَّاسِ مَنْ هُوَ معرُوفٌ بِعِلْمِهِ مَجهُولٌ بِعَمَلِهِ وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم لاَ تَجلِسُوا عِنْدَ كُلِّ دَاعٍ مُدَّعٍ يَدعُوكُمْ مِنَ الْيَقِينِ إِلَى الشَّكِّ وَمِنَ الإِخلاَصِ إِلَى الرِّيَاءِ وَمِنَ التَّوَاضُعِ إِلَى الْكِبرِ وَمِنَ النَّصِيحَةِ إِلَى الْعَدَاوَةِ وَمِنَ الزُّهدِ إِلَى الرَّغبَةِ وَتَقَرَّبُوا إِلَى عَالِمٍ يَدعُوكُمْ إِلَى التَّوَاضُعِ مِنَ الْكِبرِ وَمِنَ الرِّيَاءِ إِلَى الإِخلاَصِ وَمِنَ الشَّكِّ إِلَى الْيَقِينِ وَمِنَ الرَّغبَةِ إِلَى الزُّهدِ وَمِنَ الْعَدَاوَةِ إِلَى النَّصِيحَةِ وَلاَ يَصلُحُ لِمَوعِظَةِ الْخَلْقِ إِلاَّ مَنْ جَاوَزَ هَذِهِ الآفَاتِ بِصِدقِهِ وَأشرَفَ عَلَى عُيُوبِ الْكَلاَمِ وَعَرَفَ الصَّحِيحَ مِنَ السَّقِيمِ وَعِلَلَ الْخَوَاطِرِ وَفِتَنَ النَّفسِ وَالْهَوَى قَالَ عَلِيٌّ عليه السلام كُنْ كَالطَّبِيبِ الرَّفِيقِ الشَّفِيقِ الَّذِي يَضَعُ الدَّوَاءَ بِحَيثُ يَنفَعُ فِي الْخَبَرِ سَأَلُوا عِيسَى ابْنَ مَريَمَ عليه السلام يَا رُوحَ اللَّهِ مَعَ مَنْ نُجَالِسُ قَالَ عليه السلام مَنْ يُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ رُؤْيَتُهُ وَيَزِيدُ فِي عِلْمِكُمْ مَنطِقُهُ وَيُرَغِّبُكُمْ فِي الآخِرَةِ عَمَلُه . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - الإيمان والكفر ٢٨٥٠٣ )

٣٢٠ :: الرواية ثلاثمئة وعشرون :: عَنْ جَعفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة عَنْ أَبِيهِ الباقر عليه السلام قَالَ : مَا أَنزَلَ اللَّهُ تَعَالَى كِتَاباً وَلاَ وَحياً إِلاَّ بِالْعَرَبِيَّةِ فَكَانَ يَقَعُ فِي مَسَامِعِ الأنبِيَاءِ عليهم السلام بِأَلْسِنَةِ قَوْمِهِمْ وَكَانَ يَقَعُ فِي مَسَامِعِ نَبِيِّنَا بِالْعَرَبِيَّةِ فَإِذَا كَلَّمَ بِهِ قَوْمَهُ كَلَّمَهُمْ بِالْعَرَبِيَّةِ فَيَقَعُ فِي مَسَامِعِهِمْ بِلِسَانِهِمْ وَكَانَ أَحَدُنَا لاَ يُخَاطِبُ رَسُولَ اللَّهِ بِأَيِّ لِسَانٍ خَاطَبَهُ إِلاَّ وَقَعَ فِي مَسَامِعِهِ بِالْعَرَبِيَّةِ كُلَّ ذَلِكَ يُتَرجِمْ جَبرَئِيلُ عليه السلام عَنهُ تَشْرِيفاً مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَه . { وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّـهُ مَنْ يَشاءُ وَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } ( إبراهيم ٤ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - قصص الرسول وفضائلِهِ ٢١٥٠٨ )

٣٢١ :: الرواية ثلاثمئة واحد وعشرون :: قَالَ لِيَ الصَّادِقُ جَعفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة : أَخبِرنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله كَانَ عَامّاً لِلنَّاسِ بَشِيراً ، أَلَيسَ قَد قَالَ اللَّهُ فِي مُحكَمِ كِتَابِهِ : { وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ } ، لأِهْلِ الشَّرقِ وَ الْغَربِ ، وَأَهْلِ السَّمَاءِ وَالأرضِ مِنَ الْجِنِّ وَالإنسِ ، هَلْ بَلَغَ رِسَالَتُهُ إِلَيهِمْ كُلِّهِمْ قُلْتُ : لاَ أَدرِي . قَالَ : يَا ابنَ بُكَيرٍ إِنَّ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وآله لَمْ يَخرُجْ مِنَ الْمَدِينَةِ فَكَيفَ بَلَغَ أَهْلَ الشَّرقِ وَالْغَربِ قُلْتُ : لاَ أَدرِي ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَ جَبرَئِيلَ فَاقتَلعَ الأرضَ بِرِيشَةٍ مِنْ جَنَاحِهِ وَنَصَبَهَا لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله فَكَانَت بَينَ يَدَيهِ مِثْلُ رَاحَتِهِ فِي كَفِّهِ ، يَنظُرُ إِلَى أَهْلِ الشَّرقِ وَ الْغَربِ ، وَيُخَاطِبُ كُلَّ قَوْمٍ بِأَلْسِنَتِهِمْ ، وَيدعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى نُبُوَّتِهِ بِنَفسِهِ ، فَمَا بَقِيَت قَريَةٌ وَلاَ مَدِينَةٌ إِلاَّ وَدَعَاهُمُ النبي صلى الله عليه وآله بِنَفسِهِ . { وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَ نَذِيراً وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ } ( سبأ ٢٨ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - قصص الرسول وفضائلِهِ ٢١٦٦٦ )

٣٢٢ :: الرواية ثلاثمئة واثنان وعشرون :: قَالَ سَألْتُ أَبَا جَعفَرٍ خليفة الله الإمَام محمد بن عـلـي الباقر عليه السلام الوصي الخامس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة عَنْ قَوْلِ اللَّهِ ( تَبَارَكَ وَ ) تَعَالَى { قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ } قَالَ : يَعنِي الْولاَيَةَ ( بِالْوَلاَيَةِ ) ، فَقُلْتُ وَكَيفَ ذَلِكَ ؟ قَالَ : أَمَا إِنَّهُ لَمَّا نَصَبَهُ لِلنَّاسِ فَقَالَ : مَنْ كُنتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ ارتَابَ النَّاسُ وَقَالُوا : إِنَّ مُحَمَّداً لَيَدعُونَا فِي كُلِّ وَقتٍ إِلَى أَمرٍ جَدِيدٍ وَقَد بَدَأَنَا بِأَهْلِ بَيتِهِ يُمَلِّكُهُمْ رِقَابَنَا فَأَنَزَلَ اللَّهُ ( تَعَالَى ) عَلَى نَبِيّثهِ ( عَلَيهِ ) يَا مُحَمَّدُ { قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ } فَقَد أَدَّيتُ إِلَيكُمْ مَا افتَرضَ عَلَيكُمْ رَبُّكُمْ أَمَّا مَثنَى فَيعِني ( يَعنِي ) طَاعَةَ رَسُولِ اللَّهِ وَأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) وَأَمَّا قَوْلُهُ { وَ فُرادى } فَيَعنِي طَاعَةَ الإمَامِ مِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مِنْ بَعدِهِ ( بَعدِهِمَا ) . { وَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ ما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ :: قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّـهِ مَثْنى‏ وَ فُرادى‏ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ } ( سبأ ٤٥ - ٤٦ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - قصص الرسول وفضائلِهِ ٢١٦٦٧ )