٥ :: الرواية الخامسة :: ٢٣ :: قَالَ : سَأَلتُ أَبَا جَعفَر الباقر خليفة الله الامام محمد بن عـلـي الباقر عليه السلام أَكَانَ عِيسَى ابْنُ مَريَمَ عليه السلام حِينَ تَكَلَّمَ فِي المَهدِ جُحَّةَ الله عَلَى أَهلِ زَمَانِهِ ؟ فَقَالَ : كَانَ يَوْمَئِذٍ نَبِيّاً جُحَّةَ الله غَيْرَ مُرسَلٍ ، أَمَا تَسْمَع ُ لِقَوْلِهِ حِينَ : قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّـهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا ( ٣٠ ) وَ جَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَ أَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا ( ٣١ ) ( مريم ) . قُلتُ فَكَانَ يَوْمَئِذٍ حُجَّةً لله عَلَى زَكَرِيَّا فِي تَلكَ الحَالِ وهُو فِي المهْدِ ؟ فَقَالَ : كَانَ عِيسَى فِي تِلكَ الحَالِ آيَةً لِلنَّاسِ ورَحمَةً مِنَ الله لِمَريَمَ حِينَ تَكَلَّمَ فَعَبَّرَ عَنْهَا ، وكَانَ نَبِيّاً حُجَّةً عَلَى مَنْ سَمعَ كَلاَمَهُ فِي تِلكَ الحَالِ ، ثُمَّ صَمَتَ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ حَتَّى مَضَتْ لَهُ سَنَتَانِ ، وكَانَ زَكَرِيَّا الحُجَّةَ لله عَزَّ وجَلَّ عَلَى النَّاسِ بَعدَ صَمْتِ عِيسَى بِسَنَتَيْنَ ، ثُمَّ مَاتَ زَكَرِيَّا فَوَرِثَهُ ابْنُهُ يَحيَى الكِتَابَ والحِكْمَةَ وهُوَ صَبِيِّ صَغِيرٌ ، أَمَا تَسْمَعُ لِقَوْلِهِ عََزَّ وجَلَّ : يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ( ١٢ ) ( مريم ) فَلَمَّا بَلَغَ عِيسَى عليه السلام سَبْعَ سِنِينَ تَكَلَّمَ بِالنُّبُوَّةِ والرِّسَالَةِ حِينَ أَوْحَى الله تَعَالَى إِلَيْهِ ، فَكَانَ عِيسَى الحُجَّةَ عَلَى يَحيَى وعَلَى النَّاس أَجمَعِينَ ، ولَيْسَ تَبْقَى الأرضُ يَا أَبَا خَالِدٍ يَوْماً وَاحِداً بِغَيْرِ حُجَّةٍ لله عَلَى النَّاسِ مُنْذُ يَوْمَ خَلَقَ الله آدَمَ عليه السلام وأَسْكَنَهُ الأَرضَ ، فَقُلتُ : جُعِلتُ فِدَاكَ أكَانَ عَلِيٌّ عليه السلام حُجَّةً مِنَ الله ورَسُولِهِ عَلَى هَذِهِ الُأمَّةِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله ؟ فَقَالَ : نَعَمْ يَوْمَ أَقَامَهُ لِلنَّاسِ ونَصَبَهُ عَلَماً ودَعَاهُمْ إِلَى وَلاَيَتِهِ وأَمَرَهُمْ بِطَاعَتِهِ ، قُلتُ : وكَانَت طَاعَةُ عَلِيٍّ عليه السلام وَاجِبَةً عَلَى النَّاس فِي حَيَاةٍ رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله وبَعدَ وَفَاتِهِ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، ولَكِنَّهُ صَمَتَ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله ، وكَانَتِ الطَّاعَةُ لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وآله عَلَى أُمَّتِهِ وعَلَى عَلِيٍّ عليه السلام فِي حَيَاةِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله ، وَكَانَتِ الطَّاعَةُ مِنَ الله ومِنْ رَسُولِهِ عَلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ لِعَلِيٍّ عليه السلام بَعدَ وَفَاةِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم وكَانَ عَلِيٌّ عليه السلام حَكِيماً عَالِماً . ( اصول الكافي - كتاب الحجة )