الصديقة الطاهرة فاطمة عليها السلام

٥٦ :: الرواية السادسة والخمسون :: ٦٠ :: جَعفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ الإمَام الرابع خليفة الله الإمَام علي بن الحسين السجاد عليه السلام عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام قَالَ : لَقَد هَمَمتُ بِتَزْوِيجِ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ عليها السلام ( بِنْتِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله ) حِيناً وَإِنَّ ذَلِكَ مُتَخَلْخِلٌ فِي قَلْبِي لَيْلي وَنَهَارِي وَلَمْ أَجْتَرِئْ أَنْ أَذْكُرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وآله حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ ليِ : يَا عَلِيُّ قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ الله . فَقَالَ ( قَالَ ) : هَلْ لَكَ فِي التَّزْوِيجِ فَقُلْتُ : رَسُولُ الله أَعلَمُ إِذَا هُوَ يُرِيدُ أَنْ يُزَجَنِي بَعضَ نِسَاءِ قُرَيْشٍ وَإِنِّي لَخَائِفٌ عَلَى فَوْتِ فَاطِمَةَ فَمَا شَعُرتُ بِشَيْءٍ يَوْماً إِذْ أَتَانِي ( رَسُولُ ) رَسُولِ الله ، فَقَالَ : يَا عَلِيُّ أَجِبْ رَسُولَ الله وَأَسْرِع فَمَا رَأَيْنَا رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله بِأَشَدَّ فَرَحاً مِنْهُ الْيَوْمَ قَالَ : فَأَتَيتُهُ مُسْرِعاً فَإِذَا هُوَ فِي حُجرَةِ أُمِّ سَلَمَةَ فَلَمَّا نَظَرَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله تَهَلَّلَ وَجهُهُ وَتَبَسَّمَ حَتَّى نَظَرتُ إِلَى أَسْنَانِهِ تُبرِقُ فَقَالَ : أَبشِر يَا عَلِيُّ فَإِنَّ الله قَد كَفَانِي مَا كَانَ قَد أَهَمَّنِي مِنْ أَمرِ تَزوِيجِكَ قُلْتُ : وَكَيفَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ الله ؟ فَقَالَ : أَتَانِي جَبرَئِيلُ عليه السلام وَمَعَهُ مِنْ سُنْبُلِ الْجَنَّةِ وَقَرَنْفُلِهَا وَطِيبِهَا ( وَلِينِهَا ) فَأَخَذْتُهَا وَشَمِمتُهَا فَقُلْتُ لَهُ : يَا جَبرَئيِلُ مَا سَبَبُ هَذَا السُّنْبُلِ وَالْقَرَنْفُلِ فَقَالَ : إِنَّ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَمَرَ سُكَّانَ الْجَنَّةِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ وَمَنْ فِيهَا أَنْ يُزَيِّنُوُا الْجَنَّةَ كُلَّهَا بِمَغَارِسِهَا وَأَشْجَارِهَا وَأَثمَارِهَا وَقُصُورِهَا ، وَأَمَرَ رِيحاً فَهَبَّت بِأَنوَاعِ الطِّيبِ ، وَالْعِطرِ فَأَمَرَ حُورَ عِينِهَا بِالْغِنَاءِ فِيهَا بِسُورَةِ طه وَ يس وطواسين وَ( حم ) عشق ، ثُُمَّ نَادَى مُنَادٍ مِنْ تَحتِ الْعَرشِ أَلاَ إِنَّ الْيَوْمَ يَوْمُ وَلِيمَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام أَلاَ إِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَد زَوَّجتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبدِالله إلى ( مِنْ ) عَلِيَّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ( عليه السلا ) رِضًي مِنِّي بَعضُهُمْ لِبَعضٍ . ثُمَّ بَعَثَ الله سُبْحَانَهُ ( سَحَابَةً ) بَيضَاءَ فَقَطَرَت عَلَيهِمْ مِنْ لُؤْلُؤِهَا وَيَوَاقِيتِهَا وَزَبَر جَدِهَا فَقَامَتِ ( وَقَامَتِ ) الْمَلاَئِكَةُ فَتَنَاثَرَت مِنْ سُنْبُلِ الْجَنَّةِ وَقَرَنْفُلِهَا وَهَذَا مِمَّا نَثَرَتِ الْمَلاَئِكَةُ ، ثُمَّ ( أَمَرَ الله تَبَارَكَ وتَعَالَى ) مَلَكَاً مِنَ الْمَلاَئِكَةِ يُقَالُ لَهُ رَاحِيلُ وَلَيْسَ فِي الْمَلاَئِكَةِ أَبْلَغُ مِنْهُ فَقَالَ لَهُ : اخْطُبْ يَا رَاحِيلُ فَخَطَبَ بِخُطبَةٍ لَمْ يَسْمَع بِمِثْلِهَا أَهْلُ السَّمَاءِ وَ ( لاَ ) أَهْلُ الَأْرضِ . ثُمَّ نَادَى مُنَادٍ يَا مَلاَئِكَتِي وَسُكَّانَ ( سَمَاوَتِي وَ ) جَنَّتِي بَارِكُوا عَلَى تَزوِيجِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ فَاطِمَةَ عليها السلام فَقَد بَارَكتُ أَنَا عَلَيهِمَا أَلاَ إِنَّي زَوَّجتُ أَحَبَّ النِّسَاءِ إِلَيَّ ( إِلَى من ) أَحَبِّ الرِّجَالِ إِلَّىَّ بَعدَ النَّبِييِّنَ وَالْمُرسَلِينَ ، فَقَالَ : رَاحِيلُ الْمَلَكُ يَارَبِّ ، وَمَا بَرَكَتُكَ لَهُمَا بِأَكْثَرَ مِمَّا رَأَينَا مِنْ إِكْرَامِكَ لَهُمَا فِي جِنَانِكَ وَدُورِكَ وَهُمَا بَعدُ فِي الدُّنْيَا فَقَالَ : مِنْ بَرَكَتِي فِيهِمَا أَوْ قَالَ عَلَيْهِمَا إِنِّي أَجمَعُهُمَا عَلَى مَحَبِّتِي وَأَجعَلُهُمَا مَعدِنَينِ لِحُجَّتِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةٍ وَعِزَّتِي وَجَلاَليِ لَأَخْلُقَنَّ مِنْهُمَا خَلْقاً وَ لُأَنشِئَنَّ مِنْهُمَا ذُرِّيَّةً ، فَأَجعَلُهُمْ خُزَّاناً فِي أَرضِي وَمَعَادِنَ لِعِلْمِي وَدَعَائِمَ لِكِتابِي . ثُمَّ أَحتَجُّ عَلَى خَلْقِي ( بِهِمْ ) بَعدَ النَّبِييِّنَ وَالْمُرسَلِينَ ، فَأَبشِر يَا عَلِيُّ فَإِنَّ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَد أَكْرَمَكَ بِكَرَامَةٍ لَمْ يُكْرِمِ ( الله ) بِمِثْلِهَا أَحَداً قَد زَوَّجتُكَ فَاطِمَةَ ابنَتِي عَلَى مَا زَوَّجَكَ الرَّحمَنُ فَوْقَ عَرشِهِ وَقَد رَضِيتُ لَهَا مَا رَضِيَ الله ( لَهَا ) فَدُونَكَ أَهْلَكَ فَإِنَّكَ أَحَقُّ بِهَا ( لَهَا ) مِنِّي وَلَقَد أَخبَرَنِي جَبرَئِيلُ عليه السلام إِنَّ الْجَنَّةَ وَأَهْلَهَا لَمُشْتَاقَةٌ إِلَيْكُمَا وَلَوْ لاَ أَنَّ الله قَدَّرَ أَنَّ يُخْرِجَ مِنْكُمَا مَا يَتَّخِذُ بِهِ عَلَى الْخَلْقِ حُجَّةً لَأَجَابَ فِيكُمَا الْجَنَّةُ وَأَهْلُهَا فَنِعمَ الَأْخُ أَنْتَ وَنِعمَ الْخَلَفُ ( الْخَتَنُ ) أَنْتَ وَنِعمَ الصَّاحِبُ أَنْتَ وَكَفَاكَ بِرِضَا ( ك ) الله رِضًى فَقَالَ عَلِيُّ ( بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام ) : يَا رَسُولَ الله بَلَغَ مِنْ قَدرِي حَتَّى إِنِّي ذُكِرتُ فِي الْجَنَّةِ فَزوَّجَنِي الله فِي مَلاَئِكَتِهِ فَقَالَ يضا عَلِيُّ : إِنَّ الله تَعَالَى إِذَا أَكْرَمَ وَلِيَّهُ أَكْرَمَهُ بِمَا لاَ عَينٌ رَأت وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَت وَإِنَّمَا حَبَاكَ الله فِي الْجَنَّةِ بِمَا لاَ عَينٌ رَأَت وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَت فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام : يَا { رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَ عَلى‏ والِدَيَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَ أَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي } فَقَالَ َسُولُ الله ( النَّبِيُ ) صلى الله عليه وآله وسلم : آمِينَ آمِينَ يَارَبَّ الْعَالَمِينَ وَيَا خَيرَ النَّاصِرِين . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الزهراء ٢٢٨٦٥ )