٢١٨ :: الرواية مئتان وثمانية عشرة :: قَالَ سَمِعتُ الرِّضَا خليفة الله الإمَام علي بن موسى الرضا عليه السلام الوصي الثامن من أوصياء نبي الله الى يوم القيامة يَقُولُ : لَمَّا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِبرَهِيمَ عليه السلام أَن يَذبَحَ مَكَانَ ابنِهِ إِسمَاعِيلَ الْكَبشَ الَّذِي أَنزَلَهُ عَلَيهِ تَمَنَّى إِبرَاهِيمُ عليه السلام أَن يَكُونَ قَد ذَبَحَ ابنهُ إِسْمَاعِيلَ بِيَدِهِ ، وَأَنَّه لَمْ يُؤْمَر بِذَبحِ الْكَبشِ مَكَانَهُ لِيَرجِعَ إِلَى قَلْبِهِ مَا يَرجِعُ إِلَى قَلْبِ الْوَالِدِ الَّذِي يَذبَحُ أَعَزَّ وُلْدِهِ عَلَيهِ بِيَدِهِ فَيَسْتَحِقَّ بِذَلِكَ أَرفَعَ دَرَجَاتِ أَهْلِ الثَّوَابِ عَلَى الْمَصَائِبِ ، فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيهِ يَا إِبرَاهِيمُ مَنْ أَحَبُّ خَلْقِي إِلَيكَ ؟ فَقَالَ : يَا رَبِّ مَا خَلَقتَ خَلْقاً هُوَ أَحَبُّ إِلَّي مِنْ حَبِيبِكَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم ، فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيهِ أَفَهُوَ أَحَبُّ إِلَيكَ أَمْ نَفسُكَ ؟ قَالَ : بَلْ هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفسِي قَالَ : فَوُلْدُهُ أَحَبُ إِلَيكَ أَمْ وُلْدُكَ ؟ قَالَ : بَلْ وُلْدُهُ قَالَ : فَذَبحُ وُلدِهِ ظُلْماً عَلَى أَيدِي أَعدَائِهِ أَوجَعُ لِقَلْبِكَ أَوْ ذَبحُ وُلْدِكَ فِي طَاعَتِي ؟ قَالَ : يَا رَبِّ بَلْ ذَبحُ وُلْدِهِ ظُلْماً عَلَى أَيدِي أَعدَائِهِ أَوَجَعُ لِقَلْبِي قَالَ : يَا إِبرَاهِيمُ فَإِنَّ طَائِفَةً تَزعُمُ أَنَّهَا مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ سَتَقتُلُ الْحُسَينُ ابنَهُ مِنْ بَعدِهِ ظُلْماً وَعُدوَاناً كَمَا يُذبَحُ الْكَبشُ وَيَسْتَوجِبُونَ بِذَلِكَ سَخَطِي ، فَجَزعَ إِبرَاهِيمُ عليه السلام لِذَلِكَ وَتَوَجَّعَ قَلْبُهُ وَأَقبَلَ يَبكِي فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيهِ يَا إِبرَاهِيمُ قَد فَدَيتُ جَزَعَكَ عَلَى ابنِكَ إِسمَاعِيلَ لَوْ ذَبَحتَهُ بِيَدِكَ بِجَزَعِكَ عَلَى الْحُسَينُ وَقَتلِهِ وَ أَوْ جَبتُ لَكَ أَرفَعَ دَرَجَاتِ أَهْلِ الثَّوَابِ عَلَى الْمَصَائِبِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّه عَزَّ وَجَلَ { وَ فَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ } ( الصافات ١٠٧ ) . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الحسنين ٢٣١٥٦ )