٢١٩ :: الرواية مئتان وتسعة عشرة :: قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى الرِّضا خليفة الله الإمَام علي بن موسى الرضا عليه السلام الوصي الثامن من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة فِي أَوَّلِ يَوْمِ مِنَ الْمُحَرَّمِ ، فَقَالَ لِي : يَا ابْنَ شَبِيبٍ أَصَائِمُ أَنتَ ؟ ، فَقُلْتُ : لاَ ، فَقَالَ : إِنَّ هَذَا الْيَوْمَ هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي دَعَا فِيهِ زَكَرِيَّا عليه السلام رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ { هُنالِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ } فَاسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ ، وَأَمَرَ الْمَلاَئِكَةَ فَنَادَت زَكَرِيَّا { وَ هُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ أَنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى‏ } فَمَنْ صَامَ هَذَا الْيَوْمَ ، ثُمَّ دَعَا اللَّه عَزَّ وَجَلَّ اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ كَمَا اسْتَجَابَ لِزَكَرِيَّا عليه السلام . ثُمَّ قَالَ : يَا ابْنض شَبِيبٍ إِنَّ الْمُحَرَّمَ هُوَ الشَّهْرُ الَّذِي كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ فِيمَا مَضَى يُحَرِّمُونَ فِيهِ الظُّلْمَ وَالْقِتَالَ لِحُرمَتِهِ فَمَا عَرَفَت هَذِهِ الأمَّةُ حُرمَةَ شَهرِهَا وَلاَ حُرمَةَ نَبِيِّهَا صلي عليه وآله وسلم لَقَد قَتَلُوا فِي هَذَا الشَّهرِ ذُرِّيَّتَهُ ، وَسَبَوْا نِسَاءَهُ ، وَانتَهَبُوا ثَقَلَهُ ، فَلاَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ أَبَداً يَا ابْنَ شَبِيبٍ إِنْ كُنتَ بَاكِياً لِشَيْءٍ فَابكِ لِلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام ، فَإِنَّهُ ذُبِحَ كَمَا يُذبَحُ الْكَبشُ ، وَقُتِلَ مَعَهُ مِنْ أَهْلِ بَيتِهِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ رَجُلاً مَا لَهُمْ فِي الأرضِ شَبِيهُونَ وَلَقَد بَكَتِ السَّمَاوَاتُ السَّبعُ وَالأرَضُونَ لِقَتلِهِ . وَلَقد نَزَلَ إِلَى الأرضِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ أَربَعَةُ آلاَفٍ لِنَصرِهِ ، فَوجَدُوهُ قَد قُتِلَ ، فَهُمْ عِندَ قَبرِهِ شُعثٌ غُبرٌ إِلَى أَنْ يَقُومَ الْقَائِمُ فَيَكُونُونَ مِنْ أَنصَارِهِ ، وَشِعَارُهُمْ يَا لَثَارَاتِ الْحُسَينِ يَا ابْنَ شَبِيبٍ لَقَد حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عليهم السلام : أَنَّهُ لَمَّا قُتِلَ الْحُسَينُ جَدِّي عليه السلام مَطَرَتِ السَّمَاءُ دَماً وَتُرَاباً أَحمَرَ يَا ابْنَ شَبِيبٍ إِنْ بَكَيتَ عَلَى الْحُسَينِ عليه السلام حَتَّى تَصِيرَ دُمُوعُكَ عَلَى خَدَّيكَ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ كُلَّ ذَنبٍ أَذنَبتَهُ صَغِيراً كَانَ أَوْ كَبِيراً قَلِيلاً كَانَ أَوْ كَثِراً ، يَا ابْنَ شَبِيبٍ إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَلْقَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَلاَ ذَنبَ عَلَيكَ فَزُرِ الْحُسَينَ عليه السلام ، يَا ابْنَ شَبِيبٍ إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَسْكُنَ الْغُرَفَ الْمَبنِيَّةَ فِي الْجَنَّةِ مَعَ النَّبِيِّ وَآلِهِ عليهم السلام ، فَالْعَنْ قَتَلَةَ الْحُسَينِ يَا ابْنَ شَبِيبٍ إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَكُونَ لَكَ مِنَ الثَّوَابِ مِثلَ مَا لِمَنِ استُشهِدَ مَعَ الْحُسَينِ عليه السلام ، فَقُل مَتَى مَا ذَكَرتَهُ { يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً } ( النساء ٧٣ ) يَا ابْنَ شَبِيبٍ إِنْ سَرَّكَ تَكُونَ مَعَنَا فِي الدَّرَجَاتِ الْعلَى مِنَ الْجِنَانِ فَاحزَن لِحُزنِنَا وَافرَح لِفَرَحِنَا وَعَلَيكَ بوَلاَيَتِنَا فَلَو أَنَّ رَجُلاً تَوَلَّى حَجَراً لَحَشَرَهُ اللَّهُ مَعَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . { هُنالِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ :: فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَ هُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ أَنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى‏ مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّـهِ وَ سَيِّداً وَ حَصُوراً وَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ } ( آل عمران ٣٨ - ٣٩ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الحسنين ٢٢٩٧٢ )