٢٧٣ :: الرواية مئتان وثلاثة وسبعون :: قَالَ الإِمَامُ خليفة الله الإمَام الحسن بن عـلـي العسكري عليه السلام الوصي الحادي عشر من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة : فَلَمَّا ذَكَرَ اللهُ تَعَالَي الْفَرِيقَينِ : أَحَدُهُمَا { وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ } ( البقرة ٢٠٤ ) . وَ الثَّانِي : { وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ } ( البقرة ٢٠٧ ) وَ بَيَّنَ حَالَهُمَا ، دَعَا النَّاسَ إِلَى حَالِ مَنْ رَضِيَ صَنِيعَهُ ، فَقَالَ : { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً } ( البقرة ٢٠٨ ) . يَعنِي فِي السِّلْمِ وَ الْمُسَالَمَةِ إِلَى دِينِ الإِسْلاَمِ كَافَّةً جَمَاعَةً ادخُلُوا فِيهِ ، ( وَادخُلُوا ) فِي جَمِيعِ الإِسْلاَمِ ، فَتَقَبَّلُوهُ واعمَلُوا فِيهِ ، وَلاَ تَكُونُوا كَمَنْ يَقبَلُ بَعضَهُ وَيَعمَلُ بِهِ ، وَيَأْبَى بَعضَهُ وَيَهجُرُهُ . قَالَ : وَمِنهُ الدُّخُولُ فِي قَبُولِ وَلاَيَةِ عَلِيٍّ عليه السلام كَالدُّخُولِ فِي قَبُولِ نُبُوَّةِ ( مُحَمَّدٍ ) رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم ، فَإِنَّهُ لاَ يَكُونُ مُسْلِماً مَنْ قَالَ : إِنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ ، فَاعتَرَفَ بِهِ وَلَمْ يَعتَرِفْ بِأَنَّ عَلِيّاً وَصِيُّهُ ، وَخلِيفَتُهُ وَخَيرُ أُمَّتِهِ . { وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ } ( البقرة ٢٠٨ ) مَا يَتَخَطَّى بِكُمْ إِلَيهِ الشَّيطَانُ مِنْ طُرُقِ الْغَيِّ وَالضَّلاَلِ ، وَيَأْمُرُكُمْ بِهِ مِنِ ارتِكَابِ الآثَامِ الْمُوبِقَاتِ { إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ } ( البقرة ٢٠٨ ) إِنَّ الشَّيطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ، بِعَدَاوَتِهِ يُرِيدُ اقتِطَاعَكُمْ عَنْ عَظِيم الثَّوَابِ ، وَإِهْلاَكَكُمْ بِشَدِيدِ الْعِقَابِ . { فَإِنْ زَلَلْتُمْ } عَنِ السَّلَمِ وَ الإِسْلاَمِ الَّذِي تَمَامُهُ بِاعتِقَادِ وَلاَيَةِ عَلِيٍّ عليه السلام ، وَلاَ يَنفَعُ الإِقرَارُ بِالنُّبُوَّةِ مَعَ جَحدِ إِمَامَةِ عَلِيٍّ عليه السلام ، كَمَا لاَيَنفَعُ الإِقرَارُ بِالتَّوْحِيدِ مَعَ جَحدِ النُّبُوَّةِ إِنْ زَلَلْتُمْ . { مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ } مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَ فَضِيلَتِهِ ، وَ أَتَتكُمُ الدَّلاَلاتُ الْوَاضِحَاتُ الْبَاهِرَاتُ ، عَلَى أَنَّ مُحَمَّداً الدَّالَّ عَلَى إِمَامَةِ عَلِيٍّ عليه السلام نَبِيُّ صِدقٍ ، وَ دِينَهُ دِينُ حَقٍّ . { فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } ( عَزِيزٌ ) قَادِرٌ عَلَى مُعَاقَبَةِ الْمُخَالِفِينَ لِدِينِهِ ، وَالْمُكَذِّبِينَ لِنبِيِّهِ ، لاَ يَقدِرُ أَحَدٌ عَلَى صَرفِ انتِقَامِهِ مِنْ مُخَالِفِيهِ ، وَ قَادِرٌ عَلَى إِثَابَةِ الْمُوَافِقِينَ لِدِينِهِ وَالْمُصَدِّقِينَ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وآله وسلم لاَ يَقدِرُ أَحَدٌ عَلَى صَرفِ ثَوَابِهِ عَنْ مُطِيعِيهِ . حَكِيمٌ فِيمَا يَفعَلُ مِنْ ذَلِكَ ، غَيرُ مُسرِفٍ عَلَى مَنْ أَطَاعَهُ وَ إِنْ أَكْثَرَ لَهُ الْخَيرَاتِ ، وَلاَ وَاضِعٌ لَهَا فِي غَيرِ مَوْضِعِهَا ( وَ إِنْ أَتَمَّ لَهُ الْكَرَامَاتِ ) ، وَلاَ ظَالِمٍ لِمَنْ عَصَاهُ وَ إِنْ شُدِّدَ عَلَيهِ الْعُقُوبَاتُ . { فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } ( البقرة ٢٠٩ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الإمام علي ٢١٩٧٣ )