٢٧٨ :: الرواية مئتان وثمانية وسبعون :: قَالَ : قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْن خليفة الله الإمَام علي بن الحسين السجاد عليه السلام الوصي الرابع من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ بَينَ الْخَلاَئِقِ الأوَّلِينَ وَ الآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ أَيْنَ أَهْلُ الْفَضلِ قَالَ فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ فَتتَلَقَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ فَيَقُولُونَ مَا كَانَ فَضلُكُمْ فَيَقُولُونَ كُنَّا نَصِلُ مَنْ قَطَعَنَا وَنُعطِي مَنْ حَرَمَنَا وَنَعفُو عَمَّنْ ظَلَمَنَا فَيَقُولُونَ ادخُلُوا الْجَنَّةَ ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ أَينَ جِيرَانُ اللَّه فِي دَارِهِ فَيَقُومُ عُنُقٌ آخَرُ مِنَ النَّاس فَتَقُولُ لَهُمُ الْمَلاَئِكَةُ بِمَ جَاوَرتُمُ اللَّهَ فَيَقُولُونَ ( كُنَّا نَتَبَادَرُ فِي اللَّه ) نَتَبَاغَضُ فِي اللَّه وَنَتَحَابَبُ فِي اللَّه وَ ( نَتَشَارَكُ ) نَتَبَاذَلُ فِي اللَّه وَنُحَاسِبُ فِي اللَّه وَنَتَبَارَكُ فِي اللَّه ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ أَينَ أَهْلُ الصَّبرِ قَالَ فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ فَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ فَيَقُولُ عَلَى مَا كُنتُمْ تَصبِرُونَ فَيَقُولُونَ كُنَّا نَصبِرُ عَلَى طَاعَةِ اللَّه وَنُصَبِّرُ أَنفُسَنَا عَنْ مَعَاصِيهِ فَيُقَالُ لَهُمُ ادخُلُوا الْجَنَّةَ . {‏ يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَ خَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَ بَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَ نِساءً وَ اتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ إِنَّ اللَّـهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } ( النساء ١ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - المعاد ٢٧٥٦٦ )

٢٧٩ :: الرواية مئتان وتسعة وسبعون :: عَنْ أَبِي عَبْدِاللَّهِ خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة قَالَ : سَأَلَ عَلِيٌّ عليه السلام رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وآله عَنْ تَفْسِيرِ قَوْلِهِ { يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً } قَالَ : يَا عَلِيُّ إِنَّ الْوَفدَ لاَ يَكُونُ إِلاَّ رُكْبَاناً ، أُولَئِكَ رِجَالٌ اتَّقَوُا اللَّهَ ، فَأَحَبَّهُمُ اللَّهُ وَاخْتَصَّهُمْ وَرَضِيَ أَعمَالَهُمْ ، فَسَمَّاهُمُ اللَّهُ الْمُتَّقِينَ ثُمَّ قَالَ : يَا عَلِيُّ أَمَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ ، إِنَّهُمْ لَيَخرُجُونَ مِنْ قُبَورِهِمْ ، وَبَيَاضُ وُجُوِهِهِمْ كَبَيَاضِ الثَّلْجِ ، عَلَيهِمْ ثِيَابٌ بَيَاضُهَا كَبَيَاضِ اللَّبَنِ ، عَلَيهِمْ نِعَالُ الذَّهَبِ شِرَاكُهَا مِنْ لُؤْلُؤٍ يَتَلأَلأَ . وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ قَالَ : إِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَسْتَقْبِلُهُمْ بِنُوقٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ عَلَيهَا رَحَائِلُ الذَّهَبِ مُكَلَّلَةً بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ ، وَجِلاَلُهَا الإِسْتَبرَقُ وَالسُّندُسُ ، وَخِطَامُهَا جُدُلُ الأرجُوَانِ ، وَأَزِمَّتُهَا مِنْ زَبَرجَدٍ فَتَطِيرُ بِهِمْ إِلَى الْمَحشَرِ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مِنهُمْ أَلْفُ مَلَكٍ مِنْ قُدَّامِهِ ، وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ يَزُفُّونَهُمْ زَفّاً ، حَتَّى يَنتَهُوا بِهِمْ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ الأعظَمِ ، وَعَلَى بَابِ الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ ، الْوَرَقَةُ مِنهَا يَسْتَظِلُّ تَحتَهَا مِائَةُ أَلْفٍ مِنَ النَّاسِ وَعَنْ يَمِينِ الشَّجَرَةِ عَينٌ مُطَهِّرَةٌ مُزَكِّيَةٌ ، فَيُسْقَوْنَ مِنهَا شَربَةً ، فَيُطَهِّرُ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ مِنَ الْحَسَدِ ، وَيُسْقِطُ عَنْ أَبشَارِهِمُ الشَّعرَ ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ : { } ( الإنسان ٢١ ) مِنْ تِلْكَ الْعَينِ الْمُطَهِّرَةِ . ثُمَّ يَرجِعُونَ إِلَى عَينٍ أُخرَى عَنْ يَسَارِ الشَّجَرَةِ ، فَيَغْتَسِلُونَ مِنهَا وَهِيَ عَينُ الْحَيَاةِ ، فَلاَ يَمُوتُونَ أَبَداً . ثُمَّ يُوقَفُ بِهِمْ قُدَّامَ الْعَرشِ وَقَد سَلِمُوا مِنَ الآفَاتِ وَ الأسقَامِ وَ الْحَرِّ وَ الْبَردِ أَبَداً ، قَالَ : فَيَقُولُ الْجَبَّارُ لِلْمَلاَئِكَةِ الَّذِينَ مَعَهُمُ : احشُرُوا أَوْلِيَائِي إِلَى الْجَنَّةِ وَلاَ تَقِفُوهُمْ مَعَ الْخَلاَئِقِ ، فَقَد سَبَقَ رِضَائِي عَنهُمْ وَوَجَبَت رَحمَتِي لَهُمْ ، فَكَيفَ أُرِيدُ أَنْ أُوقِفَهُمْ مَعَ أَصحَابِ الْحَسَنَاتِ وَ السَّيِّئَاتِ ، فَتَسُوقُهُمُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى الْجَنَّةِ فَإِذَا انتَهَوْا إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ الأعظَمِ ، ضَرَبُوا الْمَلاَئِكَة الْحلْقَةَ ضَربَةً فَتَصِرُّ صَرِيراً فَيَبلُغُ صَوْتُ صَرِيرِهَا كُلَّ حَوْرَاءَ ، خَلَقَهَا اللَّهُ وَ أَعَدَّهَا لأِوْلِيَائِهِ فَيَتَبَاشَرنَ إِذَا سَمِعنَ صَرِيرَ الْحَلَقَةِ ، وَيَقُولُ بَعضُهُنَّ لِبَعضٍ قَد جَاءَنَا أَوْلِيَاءُ اللَّه ، فَيُفتَحُ لَهُمُ الْبَابُ فَيَدخُلُونَ الْجَنَّةَ فَيُشرِفُ عَلَيهِمْ أَزوَاجُهُمْ ، مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَ الآدَمِيِّينَ فَيَقُلْنَ مَرحَباً بِكُمْ فَمَا كَانَ أَشَدَّ شَوْقَنَا إِلَيكُمْ ، وَيَقُولُ لَهُنَّ أَوْلِيَاءُ اللَّه مِثْلَ ذَلِكَ ، فَقَالَ عَلِيٌّ عليه السلام : مَنْ هَؤُلاَءِ يَا رَسُولُ اللَّه فَقَالَ صلى الله عليه وآله : يَا عَلِيُّ هَؤُلاَءِ شِيعَتُكَ وَ شِيعَتُنَا الْمُخلِصُونَ ( لِوَلاَيَتِكَ ) وَ أَنتَ إِمَامُهُمْ ، وَ هُوَ قَوْلُ اللَّه : { يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً :: وَ نَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى‏ جَهَنَّمَ وِرْداً } ( مريم ٨٥ - ٨٦ ) . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - المعاد ٢٧٦١٩ )