٢٨٣ :: الرواية مئتان وثلاثة وثمانون :: قَالَ رَسُولُ اللَّه خليفة الله النبي محمد بن عبدالله صلي الله عليه وآله مَعَاشِرَ عِبَادِ اللَّه ، عَلَيكُمْ بخِدمَةِ مَنْ أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِالارتِضَاءِ ، وَ اجتَبَاهُ بِالاصطِفَاءِ ، وَ جَعَلَهُ أفَضَلَ أَهْلِ الأرضِ وَ السَّمَاءِ ، بَعد مُحَمَّدٍ سَيِّد الأنبِيَاءِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب عليه السلام وَ بِمُوَلاةِ أَوْلِيَائِهِ وَ مُعَادَاةِ أَعدَائِهِ ، وَ قَضَاءِ حُقُوقِ إِخْوَانِكُمُ الَّذِينَ هُمْ فِي مُوَالاتِهِ ، وَ مُعَادَاةِ أَعدَائِهِ شُرَكَاؤُكُمْ . فَإِنَّ رِعَايَةَ عَلِيٍّ أَحسَنُ مِنْ رِعَايَةِ هَؤُلاَءِ التُّجَّارِ ، الْخَارِجِينَ بِصَاحِبِكُمُ ، الَّذِي ذَكَرتُمُوهُ إِلَى الصِّينِ الَّذِي عَرَضُوهُ لِلْغَنَاءِ وَ أعَانُوهُ بِالثَّرَاءِ أَمَا إِن مِنْ شِيعَةِ عَلِيٍّ لَمَنْ يَأتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ قَد وُضِعَ لَهُ فِي كِفَّةِ سَيٍّئَاتِهِ مِنَ الآثَامِ مَا هُوَ أَعظَمُ مِنَ الْجِبَالِ الرَّوَاسِي وَ الْبِحَارِ التَّيَّارَةِ تَقُولُ الْخَلاَئِقُ : هَلَكَ هَذَا الْعَبْدُ ، فَلاَ يَشُكُّونَ أَنَّهُ مِنَ الْهَالِكِينَ ، وَ فِي عَذَابِ اللَّه مِنَ الْخَالِدِينَ . فَيَأْتِيهِ النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّه عَزَّ وَ جَلَّ : يَا أَيُّهَا الْعَبْدُ الْخاطِئُ ( الْجَانِي ) هَذِهِ الذُّنُوبُ الْمُوبِقَاتُ ، فَهَلْ بِإِزَائِهَا حَسَنَاتٌ تُكَافِئُهَا ، فَتَدخُلُ جَنَّةَ اللَّه بِرَحمَةِ اللَّه أَوْ تَزِيُ عَلَيهَا فَتَدخُلُهَا بِوَعدِ اللَّه يَقُولُ الْعَبْدُ : لاَ أَدرِي . فَيَقُولُ مُنَادِي رَبِّنَا عَزَّ وَ جَلَّ : فَإِنَّ رَبِّي يَقُولُ : نَادِ فِي عَرَصَاتِ الْقِيَامَةِ : أَلاَ إِنِّي فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ مِنْ أَهْلِ بَلَدِ كَذَا ( وَ كَذَا ) ، قَد رَهَنتُ بِسَيِّئَاتٍ كَأَمثَالِ الْجِبَالِ وَ الْبِحَارِ ، وَلاَ حَسَنَاتٌ لِي بِإِزَائِهَا ، فَأَيُّ أَهْلِ هَذَا الْمَحشَرِ كَانَ لِي عِنْدَهُ يَدٌ أَوْ عَارِفَهٌ فَلْيُغِثْنِي بِمُجَازَاتِي عَنْهَا ، فَهَذَا أَوَانُ شِدَّةِ حَاجَتِي إِلَيْهَا . فَيُنَادِي الرَّجُلُ بِذَلِكَ ، فَأَوَّلُ مَنْ يُجبِيبُهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام : لَبَّيكَ لَبَّيكَ ( لَبَّيكَ ) أَيُّهَا الْمُمتَحَنُ فِي مَحَبَّتِي ، الْمَظْلُومُ بِعَدَاوَتِي . ثُمَّ يَأْتِي هُوَ وَ مَعَهُ عَدَدٌ كَثِيرٌ وَ جَمٌّ غَفِيرٌ ، وَ إِنْ كَانُوا أَقَلَّ عَدَداً مِنْ خُصَمَائِهِ ، الَّذِينَ لَهُمْ قِبَلَهُ الظَّلاَمَاتُ . فَيَقُولُ ذَلِكَ الْعَدَدُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَحنُ إِخْوَانُهُ الْمُؤْمِنُونَ ، كَانَ بِنَا بَارّاً ، وَ لَنَا مُكَرِّماً وَ فِي مُعَاشَرَتِهِ إِيَّانَا مَعَ كَثْرَةِ إِحسَانِهِ إِلَينَا مُتَوَاضِعاً ، وَقَد نَزَلْنَا لَهُ عَنْ جَمِيعِ طَاعَاتِنَا وَ بَذَلْنَاهَا لَهُ . قَيَقُولُ عَلِيٌّ عليه السلام : فَبِمَا ذَا تَدخُلُونَ جَنَّةَ رَبِّكُمْ فَيَقُولُونَ : بِرَحمَتِهِ الْوَاسِعَةِ الَّتِي لاَ يَعدَمُهَا مَنْ وَالاكَ ، وَوَالَى آلَكَ ، يَا أَخَا رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وآله . فَيَأْتِي النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّه عَزَّ وَ جَلَّ : يَا أَخَا رَسُولِ اللَّه هَؤُلاَءِ إِخوَانُهُ الْمُؤْمِنُونَ قَد بَذَلُوا لَهُ ، فَأَنتَ مَا ذَا تَبذُلُ لَهُ فَإِنِّي أَنَا الْحَاكِمُ ، مَا بَينِي وَ بَينَهُ ، مِنَ الذُّنُوبِ قَد غَفَرتُهَا لَهُ بِمُوَالاتِهِ إِيَّاكَ ، وَ مَا بَينَهُ وَ بَينَ عِبَادِي ، مِنَ الظَّلاَمَاتِ ، فَلاَ بُدَّ مِنْ فَصلِ الْحُكْمِ بَينَهُ وَبَينَهُمْ . فَيَقُولُ عَلِيٌّ عليه السلام : يَا رَبِّ أَفعَلُ مَا تَأْمُرُنِي . فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : ( يَا عَلِيُ ) إِضمَن لِخُصَمَائِهِ تَعوِيضَهُمْ عَنْ ضُلاَمَاتِهِمْ قِبَلَهُ . فَيَضْمَنُ لَهُمْ عَلِيٌّ عليه السلام ذَلِكَ ، وَيَقُولُ لَهُمْ : اقتَرِحُوا عَلَيَّ مَا شِئتُمْ ، أُعطِكُمُوهُ عِوَضاً عَنْ ظُلاَمَاتِكُمْ قِبَلَهُ . فَيَقُولُونَ : يَا أَخَا رَسُولِ اللَّه تَجعَلُ لَنَا بِإِزَاءِ ظُلامَاتِنَا قِبَلَهُ ثَوَابَ نَفَسٍ مِنْ أَنفَاسِكَ لَيلَةَ بَيتُوتَيِكَ عَلَى فِرَاشِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وآله . فَيَقُولُ عَلِيٌّ عليه السلام : قَد وَ هَبتُ ذَلِكَ لَكُمْ . فَيَقُولُ اللَّهُ عَرَّ وَ جَلَّ : فَانظُرُوا يَا عِبَادِيَ الآنَ إِلَى مَا نِلْتُمُوهُ ، مِنْ عَلِيٍّ ( بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام ) فِدَاءً لِصَاحِبِهِ مِنْ ظُلاَمَاتِكُمْ . وَ يَظْهَرُ لَهُمْ ثَوَابُ نَفَسٍ وَاحِدٍ فِي الْجِنَانِ مِنْ عَجَائِب قُصُورِهَا وَ خَيرَاتِهَا ، فَيَكُونُ مِنْ ذَلِكَ مَا يُرضِي اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ ، خُصَمَاءَ أُلَئِكَ الْمُؤْمِنِينَ . ثُمَّ يُرِيهِمْ بَعدَ ذَلِكَ مِنَ الدَّرَجَاتِ وَ الْمَنَازِلِ ، مَا لاَ عَينٌ رَأت وَ لاَ أُذُنٌ سَمِعَت ، وَ لاَ خَطَرَ عَلَى بَالِ ، بَشَرٍ . فَيَقُولُونَ : يَا رَبَّنَا هَلْ بَقِيَ مِنْ جَنَّاتِكَ شَيْءٌ إِذَا كَانَ هَذَا كُلُّهُ لَنَا ، فَأَينَ يَحُلُّ سَائِرُ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَ الأنبِيَاءُ { وَ الصِّدِّيقِينَ } ( النساء ٦٩ ) ( الصِّدِّيقُونَ ) وَ الشُّهَدَاءُ { وَ الصَّالِحِينَ } ( النساء ٦٩ ) ( الصَّالِحُونَ ) وَ يُخَيَّلُ إِلَيهِمْ عِندَ ذَلِكَ أَنَّ الْجَنَّةَ بِأَسرِهَا قَد جُعِلَت لَهُمْ فَيَأْتِي النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّه عَزَّ وَ جَلَّ : يَا عِبَادِي ، هَذَا ثَوَابُ نَفَسٍ مِنْ أَنفَاسِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الَّذِي قَدِ اقتَرَحتُمُوهُ عَلَيهِ ، قَد جَعَلَهُ لَكُمْ ، فَخُذُوهُ وَ انظُرُوا ، فَيَصِيرُونَ هُمْ وَ هَذَا الْمُؤْمِنُ ، الَّذِي عَوَّضَهُمْ عَلِيٌّ عليه السلام عَنهُ إِلَى تِلْكَ الْجِنَانِ ، ثُمَّ يَرَوْنَ مَا يُضِيفُهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَى مَمَالِكِ عَلِيٍّ عليه السلام فِي الْجِنَانِ مَا هُوَ أَضعَافُ مَا بَذَلَهُ عَنْ وَلِيِّهِ الْمُوَالِي لَهُ ، مِمَّا شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ الأضعَافِ الَّتِي لاَ يَعرِفُهَا غَيرُهُ . ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّه صلي الله عليه وآله : { أَ ذلِكَ خَيْرٌ نُزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ } الْمُعَدَّةُ لِمُخَالِفِي أَخِي وَوَصِيِّي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - المعاد ٢٧٦٦٢ )