٢٨٨ :: الرواية مئتان وثمانية وثمانون :: قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ خليفة الله نبي الله محمد بن عبدالله صلي الله عليه وآله كَانَ جَالِساً ذَاتَ يَوْمٍ وَ عِندَهُ عَلِيٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَينُ عليهم السلام فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعلَمُ أَنَّ هَؤُلاَءِ أَهْلُ بَيتِي ، وَ أَكْرَمُ النَّاسِ عَلَيَّ ، فَأَحِبَّ مَنْ أَحَبَّهُمْ ، وَ أَبغِض مَنْ أَبغَضَهُمْ ، وَوَالِ مَنْ وَالاهُم ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُمْ ، وَأَعِنْ مَنْ أَعَانَهُمْ ، وَاجعَلْهُمْ مُطَهَّرِينَ مِنْ كُلِّ رِجسٍ مَعصُومِين مِنْ كُلِّ ذَنبٍ ، وَ أَيِّدهُمْ بِرُوحِ الْقُدُسِ مِنْكَ . ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وآله : يَا عَلِيُّ أَنتَ إِمَامُ أُمَّتِي ، وَ خَلِيفَتِي عَلَيهَا بَعدِي ، وَ أَنتَ قَائِدُ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الْجَنَّةِ ، وَكَأَنِّي أَنظُرُ إِلَى ابنَتِي فَاطِمَةَ قَد أَقبَلَت يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى نَجِيبٍ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِهَا سَبعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ وَعَنْ يَسَارِهَا سَبعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ وَبَينَ يَدَيهَا سَبعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ وَخَلْفَهَا سَبعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ تَقُودُ مُؤْمِنَاتِ أُمَّتِي إِلَى الْجَنَّةِ فَأَيُّمَا امرَأَةٍ صَلَّت فِي الْيَوْمِ وَ اللَّيْلَةِ خَمسَ صَلَوَاتٍ وَ صَامَت شَهرَ رَمَضَانَ وَ حَجَّت بَيتَ اللَّهِ الْحَرَامَ وَزَكَّت مَالَهَا وَ أَطَاعَت زَوجَهَا وَوَالَت عَلِيّاً بَعدِي دَخَلتِ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ ابنَتِي فَاطِمَةَ وَإِنَّهَا لَسَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ، فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله أَهِيَ سَيِّدَةٌ لِنِسَاءِ عَالَمِهَا . فَقَالَ صلى الله عليه وآله : ذَاكَ لِمَريَمَ بِنتِ عِمرَانَ ، فَأَمَّا ابنَتِي فَاطِمَةَ فَهِيَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَنَ الأوَّلِينَ وَ الآخِرِينَ وَ إِنَّهَا لَتَقُومُ فِي مِحرَابِهَا فَيُسَلِّمُ عَلَيهَا سَبعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مَنَ الْمَلاَئِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ وَ يُنَادُونَهَا بِمَا نَادَت بِهِ الْمَلاَئِكَةُ مَريَمَ فَيَقُولُونَ : يَا فَاطِمَةُ { إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ } ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى عَلِيٍّ عليه السلام فَقَالَ : يَا عَلِيُّ إِنَّ فَاطِمَةَ بَضعَةٌ مِنِّي ، وَهِيَ نُورُ عَينِي ، وَثَمَرَةُ فُؤَادِي يَسُوؤُنِي مَا سَاءَهَا ، وَيَسُرُّنِي مَا سَرَّهَا ، وَإِنَّهَا أَوَّلُ مَنْ يَلْحَقُنِي مِنْ أَهْلِ بَيتِي فَأَحسِنْ إِلَيهَا بَعدِي ، وَ أَمَّا الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ : فَهُمَا ابنَايَ ، وَرَيحَانَتَايَ ، وَ هُمَا سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَلْيُكْرَمَا عَلَيكَ كَسَمعِكَ وَبَصَرِكَ ، ثُمَّ رَفَعَ صلى الله عليه وآله يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي مُحِبٌّ لِمَنْ أَحَبَّهُمْ ، وَ مُبغِضٌ لِمَن أَبغَضَهُمُ ، وَ سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَهُمْ ، وَ حَربٌ لِمَنْ حَارَبَهُمْ ، وَ عَدُوٌّ لِمَنْ عَادَاهُمْ ، وَوَلِيٌّ لِمَنْ وَالاهُمْ . { وَ إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ :: يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَ اسْجُدِي وَ ارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ } ( آل عمران ٤٢ - ٤٣ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل فاطمة الزهراء ٢٢٧٤٧ )