أمير العلم والفهم والحكمة
خليفة الله الإمَام علي عليه السلام

٥٨ :: الرواية الثامنة والخمسون :: ٦٢ :: قَالَ سَمِعتُ عَلِيّاً الإمَام الأول خليفة الله الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام يَقُولُ مَا نَزَلَت عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم آيَةٌ مِنَ الْقُرآنِ إِلاَّ أَقْرَأَنِيهَا وَأَملاَهَا عَلَيَّ وَكَتَبْتُهَا بِخَطِّي وَعَلَّمَنِي تَأْوِيلَهَا وَتَفْسِيَرهَا وَنَاسِخَهَا وَمَنْسُوخَهَا وَمُحكَمَهَا وَمُتَشَبِهَهَا وَدَعَا الله عَزَّ وَجَلَّ لِي أَنْ يُعَلِّمَنِي فَهْمَهَا وَحِفْظَهَا فَمَا نَسِيتُ آيَةً مِنْ كِتَابِ الله وَلاَ عِلْماً أًملاَهُ عَلَيَّ فَكَتَبتُهُ وَمَا تَرَكَ شَيْئاً عَلَّمَهُ الله عَزَّ وَجَلَّ مِنْ حَلاَلٍ وَلاَ حَرَاَمٍ وَلاَ أَمرٍ وَلاَ نَهيٍ وَمَا كَانَ أَوْ يَكُونُ مِنْ طَاعَةٍ أَوْ مَعصِيَةٍ إِلاَّ عَلَّمَنِيهِ وَحَفِظْتُهُ وَلَمْ أَنْسَ مِنْهُ حَرفاً وَاحِداً ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدرِي وَدَعَا الله عَزَّ وَجَلِّ أَنْ يَمْلَأَ قَلْبِي عِلْماً وَفَهْماً وَحِكْمَةً وَنُوراً لَمْ أَنْسَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً وَلَمْ يَفُتْنِي شَيْ لَمْ أَكْتُبْهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ الله أَتَتَخَوَّفُ عَلَيَّ النِّسْيَانَ فِيمَا بَعدُ فَقَالَ صلى الله عليه وآله وسلم لَسْتُ أَتَخَوَّفُ عَلَيْكَ نِسْيَاناً وَلاَ جَهْلاً وَقَد أَخْبَرَبِي رَبِّي جَلَّ جَلاَلُهُ أَنَّهُ قَدِ استَجَابَ لِي فِيكَ وَفِي شُرَكائِكَ الَّذِينَ يَكُونُونَ مِنْ بَعدِكَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ الله وَمَنْ شُرَكَائِي مِنْ بَعدِي قَالَ الَّذِينَ قَرَنَهُمُ الله عَزَّ وَجَلَّ بِنَفْسِهِ وَبِي فَقَالَ { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } ( النساء ٥٩ ) الآيَةَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ الله وَمَنْ هُمْ قَالَ الَأوْصِيَاءُ مِنِّي إِلَى أَنْ يَرِدُوا عَلَىَّ الْحَوْضَ كُلُّهُمْ هَادِ مُهْتَدٍ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ هُمْ مَعَ الْقُرآنُ والْقُرآنُ مَعَهُمْ لاَ يُفَارِقُهُمْ وَلاَ يُفَارِ قُونَهُ بِهِمْ تُنْصَرُ أُمَّتِي وَبِهِمْ يُمطَرُونَ وَبِهِمْ يُدفَعُ عَنْهُمُ الْبَلاَءُ وَيُسْتَجَابُ دُعَاؤُهُمْ قُلْتُ يَا رَسُولَ الله سَمِّهِمْ لِي فَقَالَ ابنِي هَذَا وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ الْحَسَنِ عليه السلام ثُمَّ ابنِي هَذَا وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ الْحُسَينِ عليه السلام ثُمَّ ابنٌ لَهُ يُقَالُ لَهُ عَلَيٌّ وَسَيُولَدُ فِي حَيَاتِكَ فَأَقرِئْهُ مِنِّي السَّلاَمَ ثُمَّ تُكَمِّلُهُ اثْنَيْ عَشَرَ فَقُلْتُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ الله سَمِّهِمْ لِي رَجُلاً فَرَجُلاً فَسَمَّاهُمْ رَجُلاً رَجُلاً فِيهِمْ وَالله يَا أَخَا بَنِي هِلاَلٍ مَهْدِيُّ أُمَّتِي مُحَمَّدٌ الَّذِي يَمْلُأ الَأرضَ قِسطاً وَعَدلاً كَمَا مُلِئَت ظُلْماً وَجَوْراً وَالله إِنِّي لأَعرِفُ مَنْ يُبَايِعُهُ بَينَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ وَأَعرِفُ أَسمَاءَ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - علوم القرآن ٥٥٧٩ )