٢٣٧ :: الرواية مئتان وسبعة وثلاثون :: قُلْتُ لأِبِي عَبدِاللَّه جَعفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليهم السلام الوصي السادس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّه كَيفَ صَارَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمَ مُصِيبَةٍ وَغَمٍّ وَجَزَعٍ وَبُكَاءٍ دُونَ الْيَوْمِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه واله وسلم ، وَاليَوْمِ الَّذِي مَاتَت فِيهِ فَاطِمَةُ عليها السلام ، وَالْيَوْمِ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ، والْيَوْمِ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ الْحَسَنُ عليه السلام بِالسَّمّ . فَقَالَ : إِنَّ يَوْمَ الْحُسَينِ عليه السلام أَعظَمُ مُصِيبَةً مِنْ جَمِيعِ سَائِرِ الأيَّامِ وَذَلِكَ أَنَّ أَصحَابَ الْكِسَاءِ الَّذِي كَانُوا أَكْرَمَ الْخَلْقِ عَلَى اللَّه تَعَالَى كَانُوا خَمسَةً ، فَلَمَّا مَضى عَنهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم بَقِيَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَفَاطِمةُ وَالْحَسَنُ والْحُسَينُ عليهم السلام ، فَكَانَ فِيهِمْ لِلنَّاسِ عَزَاءٌ وَسَلْوَةٌ فَلَمَّا مَضَت فَاطِمَةُ عليها السلام كَانَ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ والْحَسَنِ والْحُسَينِ لِلنَّاسِ عَزَاءٌ وَسَلْوَةٌ ، فَلَمَّا مَضَى مِنهُمْ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ عليه السلام كَانَ لِلنَّاسِ فِي الْحَسَنِ والْحُسَينِ عَزَاءٌ وَسَلْوَةٌ ، فَلَمَّا مَضَى الْحَسَنُ عليه السلام كَانَ لِلنَّاسِ فِي الْحُسَينِ عليه السلام عَزَاءٌ وَسَلْوَةٌ ، فَلَمَّا قُتِلَ الْحُسَينُ عليه السلام لَمْ يَكُن بَقِيَ مِنْ أَهْلِ الْكِسَاء أَحَدٌ لِلنَّاسِ فِيهِ بَعدَهُ عَزَاءٌ وَسَلْوَةٌ ، فَكَانَ ذَهَابُهُ كَذَهَابِ جَمِيعِهِمْ كَمَا كَانَ بَقَاؤُهُ كَبَقَاءِ جَمِيعِهِمْ . فَلِذَلِكَ صَارَ يَوْمُهُ أَعظَمَ مُصِيبَةً قَالَ عَبدُاللَّه بْنُ الْفَضلِ الْهَاشِمِيُّ فَقُلْتُ لَهُ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّه فَلِمَ لَمْ يَكُنْ لِلنَّاس فِي عَلِيِّ بْنِ الْحُسَينِ عَزَاءٌ وَسَلْوَةٌ مِثلَ مَا كَانَ لَهُمْ فِي آبَائِهِ عليهم السلام فَقَالَ : بَلَى إِنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَينِ كَانَ سَيِّدَ الْعَابِدِينَ وَإِمَاماً وَحُجَّةً عَلَى الْخَلقِ بَعدَ آبَائِهِ الْمَاضِينَ وَلَكِنَّهُ لَمْ يَلْقَ رَسُو لَ اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وَلَمْ يَسمَع مِنهُ وَكَانَ عِلْمُهُ وِرَاثَهً عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم وَكَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَفَاطِمَةُ وَالْحَسَنُ والْحُسَينُ عليهم السلام قَد شَاهَدَهُمُ النَّاسُ مَعَ رَسُولِ اللَّه صلي الله عليه وآله وسلم فِي أَحوَالٍ فِي آنٍ يَتَوَالَى فَكَانُوا مَتَى نَظَرُوا إِلَى أَحَدٍ مِنهُمْ تَذَكَّرُوا حَالَهُ مَعَ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه واله وسلم وَقَوْلَ رَسُولِ اللَّه لَهُ وَفِيهِ . فَلَمَّا مَضَوا فَقَدَ النَّاسُ مُشَاهَدَةَ الأكَرمِينَ عَلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَلَم يَكُن فِي أحَدٍ مِنهُمْ ، فَقدُ جَمِيعِهِمْ إِلاَّ فِي فَقدِ الْحُسَينِ عليه السلام لأِنَّهُ مَضَى آخِرَهُمْ فَلِذَلِكَ صَارَ يَوْمُهُ أَعظَمَ الأيَّام مُصِيبَةً قَالَ عَبدُاللَّه بْنُ الْفَضل الْهَاشِمِيُّ فَقُلْتُ لَهُ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّه فَكَيفَ سَمَّتِ الْعَامَّةُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ يَوْمَ بَرَكَةٍ ، فَبَكَى عليه السلام ثُمَّ قَالَ : لَمَّا قُتِلَ الْحُسَينُ عليه السلام تَقَرَّبَ النَّاسُ بِالشَّامِ إِلَى يَزِيدَ فَوَضَعُوا لَهُ الأخبَارَ وَأَخَذُوا عَلَيهِ الْجَوَائِزَ مِنَ الأموَالِ ، فَكَانَ مِمَّا وَضَعُوا لَهُ أَمرُ هَذَا الْيَوْمِ ، وَأَنَّهُ يَوْمُ بَرَكَةٍ لِيَعدِلَ النَّاسُ فِيهِ مِنَ الْجَزَعِ وَالْبُكَاءِ وَالْمُصِيبَةِ وَالْحُزنِ إِلَى الْفَرَحِ وَالسُّرُورِ وَالتَّبَرُّكِ وَالاِستِعدَادِ فِيهِ حُكْمُ فِيهِ حُكْمُ اللَّه مَا بَينَنَا وَبَينَهُمْ . ... . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الحسنين ٢٢٩٥٠ )