٢٤٠ :: الرواية مئتان واربعون :: قَالَ الإِمَامُ خليفة الله الإِمَام الحسن بن عـلـي العسكري علية السلام الوصي الحادي عشر من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة : إِنَّ اللَّه عَزَّ وَ جَلَّ لَمَّا لَعَنَ إِبلِيسَ بِإِبَائِهِ ، وَ أَكْرَمَ الْمَلاَئِكَةَ بِسُجُودِهَا لأِدَمَ وَ طَاعَتِهِمْ لله عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَ بِآدَمَ وَ حَوَّاءَ إِلَى الْجَنَّةِ وَ قَالَ : { يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَ كُلا مِنْها } مِنَ الْجَنَّةِ { رَغَداً } وَاسِعاً { حَيْثُ شِئْتُما } بِلاَ تَعَبٍ ( الشَّجَرَةُ الَّتِي نَهَى اللَّهُ عَنهَا، وَ أَنَّهَا شَجَرَةُ عِلْمِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم ) : { وَ لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ } ( شَجَرَةَ الْعِلْمِ ) شَجَرَةَ عِلْمِ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم الَّذِينَ آثَرَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهَا دُونَ سَائِرِ خَلْقِهِ . فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { وَ لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ } شَجَرَةَ الْعِلْمِ فَإِنَهَا لِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ خَاصَّةً دُونَ غَيرِهِمْ ، وَلاَ يَتَنَاوَلُ مِنهَا بِأَمرِ اللَّه إِلاَّ هُمْ ، وَمِنهَا مَا كَانَ يَتَنَاوَلُهُ صلى الله عليه وآله وسلم وَ عَلِيٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَينُ صَلَوَاتُ اللَّه عَلَيهِمْ أَجمَعِينَ بَعدَ إِطعَامِهِمُ الْمِسْكِينَ وَ الْيَتِيمَ وَ الأسِيرَ حَتَّى لَمْ يُحِسُّوا بَعدُ بِجُوعٍ وَ لاَ عَطَشٍ وَ لاَ تَعَبٍ وَ لاَ نَصَبٍ وَ هِيَ شَجَرَةٌ تَمَيَّزَت مِنْ بَينِ أَشجَارِ الْجَنَّةِ إِنَّ سَائِرَ أَشجَارِ الْجَنَّةِ ( كَانَ ) كُلُّ نَوعٍ مِنهَا يَحمِلُ نَوعاً مِنَ الثِّمَارِ وَ الْمَأْكُولِ وَ كَانَت هَذِهِ الشَّجَرَةُ وَ جِنسُهَا تَحمِلُ الْبُرَّ وَ الْعِنَبَ وَ التِّينَ وَ الْعُنَّابَ وَ سَائِرَ أَنوَاعِ الثِّمَارِ وَ الْفَوَاكِهِ وَ الأطعِمَةِ . فَلِذَلِكَ اختَلَفَ الْحَاكُونَ لِتِلْكَ الشَّجَرَةِ ، فَقَالَ بَعضُهُمْ : هِيَ بُرَّةٌ وَ قَالَ آخَرُونَ : هِيَ عِنَبَةٌ وَ قَالَ آخَرُونَ : هِيَ تِينَةٌ وَ قَالَ آخَرُونَ : هِيَ عُنَّابَةٌ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { وَ لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ } تَلْتَمِسَانِ بِذَلِكَ دَرَجَةَ مُحَمَّدٍ ( وَ آلِ مُحَمَّدٍ ) فِي فَضلِهِمْ ، فَإِنَّ اللَّه تَعَالَى خَصَّهُمْ بِهَذِهِ الدَّرَجَةِ دُونَ غَيرِهِمْ ، وَهِيَ الشَّجَرَةُ الَّتِي مَنْ تَنَاوَلَ مِنهَا بِإِذنِ اللَّه عَزَّ وَ جَلَّ أُلْهِمَ عِلْمَ الأوَّلِينَ وَ الآخِرِينَ مَنْ غَيرِ تَعَلُّمٍ ، وَ مَنْ تَنَاوَلَ ( مِنهَا ) بِغَيرِ إِذنِ اللَّه خَابَ مِنْ مُرَادِهِ وَ عَصَى رَبَّهُ { فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ } بِمَعصِيَتِكُمَا وَ الْتِمَاسِكُمَا دَرَجَةً قَد أُوثِرَ بِهَا غَيرُكُمَا إِذَا أَرَدتُمَاهَا بِغَيرِ حُكْمِ اللَّه . { وَ قُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَ كُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَ لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ } ( البقرة ٣٥ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الحسنين ٢٢٩٤٠ )