٢٤٢ :: الرواية مئتان واثنان واربعون :: عَنْ أَبِي عَبْدِاللَّه خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء رسول الله يوم القيامة قَالَ : إِنَّ جَبرَئيلَ عليه السلام نَزَلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله فَقَالَ لَهُ : يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّه يُبَشِّرُكَ بِمَوْلُدٍ يُولَدُ مِنْ فَاطِمَةَ تَقتُلُهُ أُمَّتُكَ مِنْ بَعدِكَ ، فَقَالَ : يَا جَبرَئِيلُ وَعَلَى رَبِّيَ السَّلاَمُ لاَ حَاجَةَ لِي فِي مَوْلُودٍ يُولَدُ مِنْ فَاطِمَةَ تَقتُلُهُ أُمَّتِي مِنْ بَعدِي فَعَرجَ ، ثُمَّ هَبَطَ عليه السلام فَقَالَ لَهُ : مِثلَ ذَلِكَ ؟ فَقَالَ : يَا جَبرَئِيلُ وَعَلَى رَبِّيَ السَّلاَمُ لاَ حَاجَةَ لِي فِي مَوْلُودٍ تَقتُلُهُ أُمَّتِي مِنْ بَعدِي ، فَعَرَجَ جَبرَئِيلُ عليه السلام إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ هَبَطَ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ يُقرِئُكَ السَّلاَمَ وَيُبَشِّرُكَ بِأَنَّهُ جَاعِلٌ فِي ذُرِّيتِهِ الإِمَامَةَ وَ الْوَلاَيَةَ وَ الْوَصِيَّةَ . فَقَالَ : قَد رَضِيتُ ، ثُمَّ أَرسَلَ إِلَى فَاطِمَةَ أَنَّ اللَّه يُبَشِّرُنِي بِمَوْلُودٍ يُولَدُ لَكِ تَقتُلُهُ أُمَّتِي مِنْ بَعدِي ، فَأَرسَلَت إِلَيهِ لاَ حَاجَةَ لِي فِي مَوْلُودٍ مِنَّي تَقتُلُهُ أُمَّتُكَ مِنْ بَعدِكَ ، فَأَرسَلَ إِلَيهَا أَنَّ اللَّه قَد جَعَلَ فِي ذُرِّيَّتِهِ الإِمَامَةً وَ الْوَلاَيَةَ وَ الْوَصِيَّةَ ، فَأَرسَلَت إِلَيهِ أَنِّي قَد رَضِيتُ فَ { حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ كُرْهاً وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَ عَلى‏ والِدَيَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَ أَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي } فَلَوْ لاَ أَنَّهُ قَالَ : { أَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي } لَكَانَت ذُرِّيَّتُه كُلُّهُمْ أَئِمَّةً وَلَمْ يَرضَعِ الْحُسَينُ مِنْ فَاطِمَة عليها السلام وَلاَ مِنْ أُنثَى كَانَ يُؤْتَى بِهِ النَّبِيَّ فَيَضَعُ إِبهَامَهُ فِي فِيهِ فَيَمَصُّ مِنهَا مَا يَكْفِيهَا الْيَوْمَينِ وَالثَّلاثَ فَنَبتَ لَحمُ الْحُسَينِ عليه السلام مِنْ لَحمِ رَشُولِ اللَّه وَدَمِهِ وَلَمْ يُولَد لِسِتَّةِ أَشهُرٍ إِلاَّ عِيسَى ابْنُ مَرَيَمَ عليه السلام وَ الْحُسَينُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام . ( وَ يَحَى بْنِ زَكَرِيَّا عليه السلام ) { وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ كُرْهاً وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَ عَلى‏ والِدَيَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَ أَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَ إِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } ( الأحقاف ١٥ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الحسنين ٢٣١٩٠ )

٢٤٣ :: الرواية مئتان وثلاثة واربعون :: وقوله { وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً } قَالَ : الإحسان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وقوله { بِوالِدَيْهِ } إنما عنى الحَسَنِ و الْحُسَينُ عليهم السلام ، ثم عطف على الْحُسَينُ عليه السلام فَقَالَ : { حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ كُرْه } وذلك أَنَّ اللَّه أَخبَرَ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وآله وَبَشَّرَهُ بِالُْحُسَينُ عليه السلام قَبلَ حَملِهِ ، وَأَنَّ الإِمَامَةً تَكُونُ فِي وُلْدِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، ثُمَّ أَخبَرَهُ بِمَا يُصِيبُهُ مِنَ الْقَتلِ ، وَالْمُصِيبَةٍ فِي نَفسِهِ وَوُلْدِهِ ، ثُمَّ عَوَّضَهُ بِأَنْ جَعَلَ الإِمَامَةَ فِي عَقِبهِ ، وَأَعلَمَهُ أَنَّهُ يُقتَلُ ، ثُمَّ يَرُدُّهُ إِلَى الدُّنيَا ، وَيَنصُرُهُ حَتَّى يَقتُلَ أَعدَاءَهُ وَيَملِكَهُ الأرضَ ، وَهُوَ قَوْلُهُ : { وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ } ( القصص ٥ } الآيَةَ ، قَوْلُهُ { وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ } ( الأنبياء ١٠٥ ) فَبَشَّرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وآله أَنَّ أَهْلَ بَيتِكَ يَملِكُونَ الأَرض ، وَيَرجِعُونَ إِلَى الدُّنيَا وَيَقتُلُونَ أَعدَاءَهُمْ ، وَأَخبَرَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وآله فَاطِمَةَ عليها السلام بِخبَرِ الْحُسَينُ وَقَتلِهِ فَحَمَلَتهُ كُرهاً ، ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّه الصادق عليه السلام : فَهَلْ رَأَيتُمْ أَحَداً يُبَشَّرُ بِوَلَدٍ ذَكَرٍ فَتَحمِلُهُ كُرهاً أي أنها اغتمت وكرهت لما أخبرها بقتله ، ووضعته كرها لما علمت من ذلك ، وكان بين الحَسَنِ و الْحُسَينُ عليهما السلام طهر واحد ، وكان الْحسَينُ عليه السلام في بطن أمه ستة أشهر ، وفصاله أربعة وعشرون شهرا ، وهو قَوْلِ اللَّه : { وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً } . ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الحسنين ٢٣١٨٧ )