٣٠٠ :: الرواية الثلاث مئة :: عَنْ جَعفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ خليفة الله الإمَام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الوصي السادس من أوصياء رسول الله الى يوم القيامة قَالَ ، قَالَ : عَلِيُّ ( بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام ) لِلحَسَنِ يَا بُنَيَّ قُمْ فَاخطُب حَتَّى أَسمَعَ كَلاَمَكَ ، قَالَ : يَا أَبَتَاهْ كَيفَ أَخطُبُ وَ أَنَا أَنظُرُ إِلَى وَجهِكَ أَستَحيِي مِنكَ ، قَالَ فَجَمَعَ عَلِيُّ ( بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام ) أُمَّهَاتِ أَولاَدِهِ ، ثُمَّ تَوَارَى عَنهُ حَيثُ يَسمَعُ كَلاَمَهُ ، فَقَامَ الْحَسَنُ عليه السلام فَقَالَ : الْحَمدُ لله الْوَاحِدِ بِغَيرِ تَشْبِيهٍ ، الدَّائِمِ بِغَيرِ تَكْوِينٍ ، الْقَائِمِ بِغَيرِ كُلْفَةٍ ، الْخَالِقِ بِغَيرِ مَنصَبَةٍ ، الْمَوْصُوفِ بِغَيرِ غَايَةٍ ، الْمَعرُوفِ بِغَيرِ مَحدُودِيَّةٍ ، الْعَزِيزِ لَمْ يَزَلْ قَدِيماً فِي الْقِدَمِ رُدِعَتِ ( وُدِّعَتِ رُوِّعَتِ ) الْقُلُوبُ لِهَيبَتِهِ ، وَذَهِلَتِ الْعُقُولُ لِعِزَّتِهِ ، وَخَضَعَتِ الرِّقَابُ لِقُدرَتِهِ ، فَلَيسَ يَخطُرُ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ مَبلَغُ جَبَرُوتِهِ ، وَ لاَ يَبلُغُ النَّاسُ كُنهَ جَلاَلِهِ ، وَ لاَ يُفصِحُ الْوَاصِفُونَ مِنهُمْ لِكُنهِ عَظَمَتِهِ ، وَ لاَ يَقُومُ الْوَهْمُ مِنهُمْ ( عَلَى ) التَّفَكُّرِ عَلَى مَضَا سَبِبِهِ ( سَبِبِهِ ) ، وَ لاَ تَبلُغُهُ الْعلَمَاءُ بِأَلْبَابِهَا ، وَ لاَ أَهْلُ التَّفَكُّرِ بِتدبِيرِ أُمُورِهَا أَعلَمُ خَلْقِهِ بِهِ الَّذِي بِالْحَدِّ لاَ يَصِفُهُ { يُدْرِكُ الْأَبْصارَ } وَ { لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } ( الأنعام ١٠٣ ) أَمَّا بَعدُ ، فَإِنَّ عَلِيّاً بَابٌ { مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً } ( آل عمران ٩٧ ) ( مُؤْمِناً ) ، وَ مَنْ خَرَجَ مِنهُ كَانَ كَافِراً أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَ أَستَغفِرُ اللَّه الْعَظِيمَ لِي وَ لَكُمْ فَقَامَ عَلِيُّ ( بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام ) وَقَبَّلَ بَينَ عَينَيهِ ، ثُمَّ قَالَ : { ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } . { إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفى‏ آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ :: ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } ( آل عمران ٣٣ - ٣٤ ) ( موسوعة أهل البيت القرآنية - فضائل الحسنين ٢٢٩٦٩ )